الإخوان المسلمون في سورية

بيننا وبين زمرة الملالي بين التعقل وتصنع العقل

تعليق على كلام قرأته فما وجدت من الحق أن أغضي عليه.
‏وأقصد بزمرة الملالي كما أقصد بزمرة الأسد، هذا المجموعة من البشر المسيطرة على السلطة في دمشق وطهران.
‏لا يمكن لأيّ عاقل أن يرجع على المسلمين السنة، منذ ثورة الخميني، في إضرام نار العداوة بين السنة والشيعة.
‏وبعض الذين يدّعون التعقل فيرجعون على من يسمونهم “المتعصبون” من الطرفين، مسؤولية ما صار إليه حال الطرفين؛ يقولون مينا ويقترفون إثما مبينا.
‏بفارق العمر الذي عشته، ولا أدعي على الناس مزيداً من الفهم، أشهد.
‏وقد تكوّن وعيي منذ الخمسينات. وأذكر يوم زار “نواب صفوي” سورية في زمن الشيشكلي، واستقبله الدكتور السباعي، ودخل به على رئيس الجمهورية، لم تكن النعرة المذهبية التي صنعها الملالي من بعد، من ذكر ومن أثر.
‏أذكر من مذكرات حسن الحكيم، رئيس وزراء سوري سابق، يتحدث عن خمسة أهداف لجماعة الإخوان المسلمين، في مؤتمر تأسيسي في عاليه في لبنان، منها “رفض التعصب الطائفي”.
‏وعشنا الستينات والسبعينات وحتى ثورة ١٩٧٩ المعروفة بثورة الخميني، ولا تخطر قضية الصراع السني والشيعي على بال أحد من أبناء ذلك الجيل، ربما يرجع بعض الناس علينا باللائمة، وهم محقون. لم نكن ونحن نفكر في إسلام للقرن العشرين، أننا نفكر تحت ظل الرواديد. “إسلام بلا مذاهب” كتاب كتبه استاذ جامعي في جامعة القاهرة، يوم كانت جامعة القاهرة مصنعاً للأفكار..
‏الإمام محمد أبو زهرة والشيخ مصطفى الزرقا وكل علماء الإسلام الفاقهين؛ حاولوا أن يتفسحوا لعلهم يستوعبوا، هل تفهمون؟!
‏بل أذكر أنه عندما انطلقت ثورة الخميني، ونحن في سورية سنة ١٩٧٩ كانت مخابرات الأسد في بداية الأمر تلاحقنا، لتعاطفنا مع تلك الثورة، التي كنا نراها ثورة إسلامية لا شيعية، وكانت مخابرات حافظ الأسد تحظر المجلات العربية الأسبوعية من مثل الحوادث والوطن العربي والمستقبل لأنها كانت تعزف لتلك الثورة وتطرب لقادتها.
‏للتاريخ أول مقال لي نشر في مجلة الوطن العربي، في “بريد القراء” ، سنة ١٩٧٩ حين شممت الرائحة الطائفية الخبيثة، فكتبت أن الخميني وحافظ الأسد طووا ركبهم معاً على السجادة الطائفية، وعليها سجدوا..
‏كان نشر المقال كاملاً من أبو ظهر والمغربي إشارة على الطريق.
‏عندما دخل الشيخ سعيد حوى على الخميني سنة ١٩٨٠ يشكو له ما يقع في سورية من ظلم، عاد يقول لإخوانه: استمع إلينا وكأن وجهه قُد من صخر، لم ينبض لمآسينا بتعبير.
‏منذ الحرب الأولى على العراق، ومحاولات كل جماعات الإسلام السنّي بمن فيها جماعة الإخوان المسلمين احتواءها، باعتبارها حرباً بين المسلمين، بدأ أهل الإسلام يعون على نحو متفاوت؛ أن ذلك المعمّم القابع على سجادة الصلاة، ما هو إلا أفعوان خبيث، وتنين قذر، ثم جاء الذي بعده فكان أبلغ في الإيغال في مكر الليل والنهار..
‏مهما قلت في صدام حسين، فلن تغفل عن لفتته الواضحة الصريحة، حين حاول أن يحمي الطائرات العراقية من القصف الأمريكي، فأودعها أمانة عند الجار الذي كان من المقدّر أن يكون مسلما…!! من المقدّر أن يكون مسلما!!
‏مهما كان ومهما قيل فيما جرى على أهل العراق؛ فإنه لا ملك في السماء، ولا شيطان أحمر أو أسود في الأرض السابعة، يمكن أن يبرر لهؤلاء الكفرة الفجرة من حلف الولي الفقيه ما فعلوه في سورية وشعبها…
‏متاولة لبنان وزعيمهم الذي ذكّرنا بالرسالة القبرصية لشيخ الإسلام ابن تيمية يوم كان أهل “كسروان” يخطفون خيول المسلمين، وأبناء المسلمين؛ ويذهبون بهم لقبرص فيبيعونهم. هل عرفتم لماذا يحقدون على ابن تيمية!! لأنه فاضح خزيهم السياسي أيضا..
‏حسن نصر اللئيم الراضع هو ومولاه الأذري الأكثر لؤماً ووضاعة؛ اللذان لم يعرفا قيمة الخبز والملح يوم أكلوه على موائد السوريين، يوم آووهم في بيوتهم في ٢٠٠٦…
‏فانفلتوا عليهم كالذئاب المسعورة يقتلون ويغتصبون ويدمرون…!!
‏لا يا سادتي لا أحد يتمدشق علينا باصطنعاء تعقّل سقيم…
‏لم يكن في سورية يوما طائفية ولا طائفيون…
‏وقبل أن يرسل بعض الناس رسائلهم الرخوة، قولوا لمحاسيبكم المجرمين أن يتوقفوا عن التعذيب وعن القتل وعن كل الذي نعلم وتعلمون…
‏ممجوج ادّعاء الترفع، ممجوج إدانة الضحايا، ممجوج هذا التبجّح السقيم..
‏وإذا ذكر المفتونون، الدواعش كذريعة مركبة فالدواعش كما قد علم كل أعمش وأعشى بعض صنائعهم وأدواتهم التي تعلمون…

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي، قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين في سورية