الإخوان المسلمون في سورية

تحدثوا عن الخبر السوري وانفخوا في ناره واجعلوه هجيراكم

وحين أجول على مصادر الأخبار، وعندي مصادري العامة والخاصة؛ فلا أجد مهماً يتعلق بالوضع في سورية، أعلم أن هذا من تمام المؤامرة. وأعلم أن إحكام دائرة الإغلاق على الخبر السوري هو مطلب، متفق عليه، مأمور ومتواصىً به؛ للإيحاء للرأي العام أن سورية “قمرة وربيع”، وأنها أصبحت بلداً آمناً للرجوع إليها. وكلنا يغني:
ما أحلى الرجوع إليه..
أخبار القصف على المدن والبلدات السورية في الشمال، والشمال الغربي والشرقي وفي الجنوب أيضاً لا تتوقف..
وهذه أخبار يجب أن نستمر بلملمتها ولو بأهداب أعيننا. فالبلد الآمن لا تقصف حكومته شعبه. لا تقصف المدنيين في بيئتهم الهشة بشكل خاص. صوت القصف يجب أن يصل كل مرة إلى الجيران، وأن يتردد صداه في كل أرجاء الأرض.
أعتقد أن كثيراً من المنشورات من نوع “حكي فاضي” التي يتداولها سوريون على المجموعات فيه نوع من الخيانة الوطنية. طلقات خلبية بلا مقذوف؛ والمعركة محتدمة.
تلقم سلاحك بذخيرة حية حين تكتب: قصف بالأمس على..
قصف أسدي بالأمس على بلدة “كفر نوران” بريف ادلب، أدى إلى شهداء وجرحى. اعتبر هؤلاء الشهداء بعض أهلك، لا تعتبرهم أرقاماً وتسأل عن الكم!!
وقصف مدفعي من قوات الاسد على مدينة “الأتارب” بريف حلب، لله “الأتارب” كم لاقت وكم تلاقي. أيام الحروب الصليبية كانت الأتارب حصنا..
وجثتان مجهولتان بريف بلدة “الراعي” شمالي حلب.
وقصف من قوات الأسد على بلدات “فليفل” و”مجدليا” و”معربليت” في ريف ادلب. وي .. وي.. وي، قال آمن قال..
قصف أسدي على محيط قرية “الحميدية” في “سهل الغاب”…
تلك بعض أخبار الأمس، ولم أستقص، وشكراً للمصدر الذي أمدني!!
يقول الشاعر العربي:
فلما أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء!!
وهذه الضوضاء جزء من معركتنا. وتعبير عن وجودنا.
لا تنسوا في مادتكم الكلامية اليومية الحديث عن انعكاس إغلاق المعابر على المحتاجين..
لا تنسوا الحديث عن تخفيض قيم المساعدات الدولية للاجئين المعترين!!
لا تنسوا الحديث عن نزيف قيمة الليرة السورية، وتأثيره على فاتورة الغذاء اليومي.
اليوم واحد يتحدث عن قيمة الذهب، في مثل وضع سورية الحديث عن قيمة الخبز والبطاطا أولى..
ولا تنسوا الحديث عن تصحر الحياة العامة في سورية لا ماء ولا كهرباء في القرن الحادي والعشرين.
لا تنسوا الحريق الذي التهم أول أمس الكثير من المناطق الحرجية في ريف اللاذقية..
لعلكم نسيتم أن محكمة العدل الدولية لطمت وجه كندا وهولندا ودفشت حكاية محاسبة الطفل المدلل.
لأ… يا سيدي ما صحيح قول فيروز: خلص الحكي. الحكي هو الثورة، ولذلك ما بيخلص.. ولا رح يخلص..ولا رح تخلص. تذكرون قول بثينة شعبان في ٢٠١١ بلشت تخلص، وفي عشرة أيام بتخلص، وخلصت، ونحتاج أن نقول لها معا: ما رح تخلص
كثير منكم من الذين كانوا يغنون للثورة: حبينا.. حبينا.. حبينا صاروا يغنون هذه الأيام: ملينا .. ملينا.. ملينا.. ويهربون إلى نوع من لوك الكلام!!
الثورة بدها نفس طويل.
نحن نعض على أصابعهم وهم يعضون على أصابعنا، تحفظون معادلة عنترة.
أول أمس على إحدى المجموعات الحلبية أحبابنا في أكثر من خمسين رسالة: يفاضلون بين الكبة بصينية والمقلية، والدرويش الشبراوي والدريش المكور.. ولا كلوا ولا ملوا..

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي، قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين في سورية