حمزة الإدلبي
تتعرض مدينة حلب في الآونة الأخيرة والتي تقع تحت سيطرة النظام الأسدي منذ عامين إلى حالة من الغضب الشعبي من قبل سكانها وذلك نتيجة الانفلات الأمني والجرائم التي يقوم بها شبيحة الأسد أمام الجميع ودون محاسبة.
حيث تعددت أشكال الجريمة داخل حلب منها السلب والابتزاز والنصب والقتل وأكثرها شناعة هو ما انتشر مؤخراً عن جرائم اغتصاب وقتل الأطفال، والأدهى من ذلك بأن جميع هذه الجرائم لا تتعرض للملاحقة أو المحاسبة الحقيقية وذلك لانتساب مرتكبيها إلى عناصر قيادية داخل النظام الأسدي، لتصل حد الاعتداء على دوريات الشرطة الموجودة في مناطق تواجد هذه الميليشيات.
احتفلت وسائل الإعلام النظامية بما سمّونه “تحرير حلب”، وانتشرت إقامة المهرجانات والحفلات الغنائية على شرف النصر الأسدي الذي خلّصهم ممّن يرونهم “عصابات مسلّحة”، ولمن أعاد لهم “الأمن والأمان” تحت ظل الأسد وعصابته، ليظهر بعد ذلك ومن قبل الموالين للأسد بأن الحرب كانت أخف وطئاً عليهم مما يتعرضون له من جرائم الشبيحة.
وبحسب ما ذكرت إحدى صفحات التواصل الاجتماعي الموالية للنظام عن أحد سكان “حي الميدان” بمدينة حلب والذي تحدث عن سوء الوضع في الحي وكثرة الشجارات ما بين أهالي المنطقة وشبيحة الأسد بسبب تحرش الشبيحة بالنساء وطالبات المدارس والأطفال ودون أي تحرك من قبل الأجهزة الأمنية، موضّحاً بأن هؤلاء الشبيحة يعملون تحت حماية أحد ضباط النظام الذي يمنع الأجهزة الأمنية من ملاحقتهم، والدليل على ذلك بأنهم يجتمعون بجانب أحد محلات صنع القهوة ويمارسون وحشيتهم وتحرشهم بالنساء دونما رقيب أو حسيب.
وأكثر الجرائم وحشية هي التي انتشرت مؤخراً بحق الأطفال، حيث يقوم الشبيحة باغتصاب الأطفال وتعذيبهم ومن ثم قتلهم وتقطيعهم، وقد ذكر مركز “نورس للدراسات” بأنه تم توثيق 26 حالة اغتصاب أو محاولة اغتصاب لأطفال داخل مدينة خلال شهرين، مؤكداً بأن هذه الحالات التي تم توثيقها لا تشمل الحالات التي لم يتم الإبلاغ عنها والتي قد تكون أكثر بكثير.
في حين شهد حي العرقوب 11 حادثة اغتصاب لأطفال من قبل حواجز ميليشيات الباقر الشيعية المتمركزة في كرم الجبل، كانت قد سجلت في أحد المخافر دون أي إجراء، ونتيجة الضغوطات الشعبية حول الموضوع تم اعتقال عنصر واحد من الميليشيات!!.
إحدى هذه الجرائم التي انتشرت مؤخراً هي ما تعرض له الطفل “محمد سام عدلة” البالغ من العمر 13 عاماً، حيث وجدت جثته على سطح بناء سكني في حي سيف الدولة قرب منزله وقد تعرضت للتشويه والتقطيع، وكان الطفل قد تعرض للخطف قبل ثلاثة أيام من قبل مجموعة من عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني”، وقد ذكر ذوو الطفل بأن ابنهم تعرض للخطف أثناء وجوده في سوق الشارع الرئيسي في حي سيف الدولة لشراء بعض الحاجيات للمنزل.
وبعد الضجة التي حصلت حول هذه الحادثة أعلنت صفحات موالية للنظام الأسدي بأن المخابرات الجوية قامت بالقبض على مغتصب الأطفال وتسليمه للفرع 106، مؤكدةً بأن المجرم يعمل لدى فرع المخابرات الجويّة ويدعى “أحمد مزنزة”!!.
وحسب ما ذكر عن مصادر قالت بأن “أحمد مزنزة” كان مسجوناً قبل عام 2011 بتُهَم تتعلق بتعاطي حبوب مخدرة واغتصاب أطفال، ومع انطلاق الثورة السورية أفرج النظام عنه مقابل تشكيله مجموعة تعمل لصالح الاستخبارات وتقوم بالتجسس على الناشطين وقَمْعهم بمنطقة الملعب البلدي.
وفي حادثة أخرى ذكرها الناشط الإعلامي “عبد الباسط الحسن” لأحد المواقع الإخبارية عن قيام شبيحة بلدة “الخفسة” الذين يقودهم “حمادي عزرائيل”، بالاعتداء على الطفل “محمد سامي الشاويش” البالغ من العمر 13 سنة، وذلك بعد ضربه ضرباً قاسياً وإدخال خرطوم في جسمه عبر فمه ونفخ الطفل بطريقة وحشية، دون معرفة سبب الاعتداء.
وقام الأهالي على إثر هذه الحوادث بمطالبة مديرية التربية في مدينة حلب بأن تقوم بتغيير أوقات الدوام المدرسي، وذلك بسبب العمل بالتوقيت الشتوي الذي يجبر الطلاب الذين يدرسون في الفترة المسائية إلى العودة لمنازلهم بعد حلول الظلام، ولكن التربية لم تستجب لهذه المطالب.
كيف لنا أن نستغرب مثل هذه الجرائم ورأس الهرم يعتبر المجرم الأكثر خطورة في العصر الحديث، والذي كان السبب في تدمير سورية وحضارتها وتشريد ملايين السوريين!! كيف لنا أن نستبعد حدوث مثل هذه الجرائم البشعة من قبل النظام وميليشياته الذين مكّنوا حكمهم عن طريق الترهيب والجرائم والتنكيل بالسوريين!!.
لا يسعنا إلا أن ندعو الله بأن يلهم ذوي الأطفال الصبر والسلوان، وأن يوحّد صفوف السوريين ويمكّنهم من إسقاط نظام الجرائم هذا ويعجل بذهابه..