د. محمد أبو صعيليك
* المشارطة:
لا بد للداعية إلى الله تعالى من مشارطة نفسه، وحملها على الخير، ودفعها إليه بشتى الوسائل، ومختلف الطرق، لأن المشارطة متابعة للأعمال، وتجديد لها، وشحذ للهمم، وتقوية للعزائم، ولئن كان هذا الحال بالنسبة للمشارطة، فلا بد لنا من الحديث عنها من خلال ما يلي:
1- يقصد بالمشارطة: اتفاق المرء مع نفسه على تأدية واجبات مشروطة، فإذا قصرت عاقبها على ذلك.
2- ولا بد للمرء من مشارطة لنفسه في الدعوة إلى الله، وذلك بأن يشترط عليها عمل أمور مفيدة للدعوة الإسلامية، فإذا تحققت وصي لها الفلاح، وإذا لم تتحقق آخذها وعاقبها، وعند النظر والتأمل فإننا نجد أن المشارطة قد تقيد الدعوة الإسلامية بالأمور التالية:
1- حفز الدعاة والعاملين للإسلام على مضاعفة العمل الدعوي وبذل الوسع فيه.
2- لإضافة عناصر جديدة للعمل الإسلامي ومسيرة الدعوة إلى الله تعالى تعمل على تحسينه وزيادة نتائجه، وتكثير مكتسباته الدعوية.
3- تطوير العمل الدعوي وتنويعه وتحسينه.
4- فتح آفاق جديدة للعمل الإسلامي تحقق الخير الكثير للدعاة إلى الله تعالى.
5- توجيه النفس إلى علو الهمة، وقوة الإرادة، وحسن التوجه الصحيح بما يحقق النفع العام لمسيرة الدعوة الإسلامية بشتى مدارسها.
هذه بعض الفوائد التي تجنى من مشارطة المرء لنفسه في باب الدعوة إلى الله تعالى، وهو باب مهم لا يجوز إغفاله بحال من الأحوال، ولا نسيانه، ولذا فحري بمن تصدر هداية الناس وولايتهم عن طريق الله تعالى أن يشارطوا نفوسهم على الخير، وأن يحملوها على البر، وأن يعملوا على حفز المهم بهذه الوسيلة، وهذه الطريقة لتحقيق الدعوة إلى الله تعالى عن هذه الطريقة الخير الكثير، والعمل النافع العميم، والله المستعان.
* المراقبة:
لا بد للداعية إلى الله تعالى، والسائر في مسيرة الدعاة من مراقبة نفسه في أمره كلها، ومنها مسيرته الدعوية، وعمله الدعوي، ذلك لأن المراقبة تحفزه على العمل، وتقوية عليه، وتحركه نحو العطاء، وهي مسألة ضرورية ومهمة لكل عامل، وهي أشد أهمية بالنسبة للداعية إلى الله تعالى، ولئن كان هذا الحال مع المراقبة، فإنه يقتضي أن تعرض للمراقبة من خلال الأمور التالية:
1- المراقبة يقصد بها ملاحظة المرء لنفسه لمعرفة مقدار قيامها بالأعمال المطلوبة منها، وهذا يقتضي إلى أخذ موقف منها إذا قصرت فيما طلب منها.
2- ومراقبة المرء لنفسه منطلقة من قضية مراقبة العبد لربه سبحانه المطلع على أحواله كلها، وقد ورد في حديث جبريل أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تراه فإنه يراك…
3- ولمراقبة المرء لنفسه آثار إيجابية على العمل الدعوي، وإليك وصف هذه الآثار الإيجابية كما يلي:
1- العمل على تحسين العمل الدعوي وتجديده، وتنقيته من الشوائب الداخلية والخارجية.
2- حمل النفس على بذل الوسع والطاقة في العمل بحيث يغلب على المرء السلامة من القصور.
3- زيادة مكتسبات الدعوة من المدعوين، وزيادة الأماكن التي تدخلها الدعوة، فتصلها بركتها عن هذه الطريق.
4- تنقية نفوس الدعاة إلى الله تعالى من الشوائب والأمراض الاجتماعية الخطيرة كالكبر والحقد والحسد، والغرور وحب الدنيا وحب الزعامة وغيرها.
5- الإعذار إلى الله تعالى في إيصال الدعوة إلى المدعوين والخير إلى طالبيه.
تلك هي الآثار التربوية التي يستفيدها الدعاة إلى الله تعالى من مراقبتهم لنفوسهم، والله المستعان.