وتحت ضغط نصوع الأدلة، وقطعيتها، وتوجس العالم.. اعترفت “قم” بإسقاط الطائرة الأوكرانية، وأنّ صاروخاً من صواريخ حرسها الثوري قد أسقط الطائرة عن طريق الخطأ..
ولم تنس “قم” أن تحمّل، حليفتها، الولايات المتحدة المسئولية العامة عن جريمة إسقاط الطائرة، التي راح ضحيتها قرابة مائتي إنسان، بغض النظر عن الهويات. وقال بيان قيادة الأركان الإيرانية: إن إسقاط الطائرة قد تمّ في أجواء اغتيال سليماني، وزحمة التهديدات الأمريكية، وحركة الطائرات المتكاثرة في المنطقة، وكذا بسبب اقتراب مسار الطائرة الأوكرانية من مقرات الحرس الثوري.. كل ذلك أدى إلى حدوث خطأ بشري، والإطلاق على الطائرة المنكوبة وإسقاطها. وقتل قرابة مائتي إنسان بكبسة زر.
وتقدمت قيادة الأركان الإيرانية بالتعزية -وفي هذه التعزية يكمن لغز إسقاط الطائرة المنكوبة، تقدمت قيادة الأركان الإيرانية بالتعزية- لشهداء الشعب الإيراني وقتلى الدول الأخرى !!!
لقد جاء إسقاط الطائرة -في رأينا- فعلاً متعمداً مع سبق الإصرار والترصد كرد فعل أولي على مقتل قاسم سليماني. إن الأمر الذي لا نستطيع الجزم به في هذا السياق هو: هل اتخذ قرار إسقاط الطائرة على مستوى الدولة والمؤسسات العليا، أو على مستوى قيادة الحرس الثوري، التي يزعم بيان الأركان إنه أي الحرس الثوري شعر في بعض مواقعه بالتهديد -تذكروا نحن نتحدث عن طائرة مدنية، تقلع من مطار مدني- أو أن القرار كان شبه فردي على مستوى وحدة صغيرة من التي تمتلك الحق في إطلاق الصواريخ. وهذه الحقائق في دوائر احتمالاتها الثلاث هي التي ستناور “قم” طويلاً دون الإفصاح عنها.
وبشكل ما فإنّ على الولايات المتحدة وكل دول الغرب التي تماهت طويلاً مع ازدواج الخطاب – الموقف من السياسة الإيرانية، هذا الازدواج الذي بات مقبولاً عند تأسيس التوليفة الإيرانية – الأمريكية منذ عهد ريغان، لا بد أن تؤتي ثمارها المرة، ولاسيما بعد أن أوكلت الولايات المتحدة إلى متطرفي “قم” أمر تطويع المسلمين في سائر العالم وكسر شوكتهم.
ازدواج الخطاب مع الموقف لا يطّلع عليه رجل الشارع الموالي للولي الفقيه وهو يتغذى كل يوم على شعارات الوعيد بالموت، والوعيد بالثأر للحسين وزينب والطفل الرضيع.
في ثقافتنا العربية نقول: أول الغيث قطر ثم ينهمر ..
وستكون عملية إسقاط الطائرة الأوكرانية أول الارتجاعات المقيتة لثقافة الكراهية التي عُبئت بها ملة الولي الفقيه، والتي استوفت الكثير من أجساد أطفال الأفغان والعراقيين والسوريين..!!
تذكروا هذا ولا تنسوه: قيادة الأركان الإيرانية تعزي بركاب الطائرة المنكوبة؛ الإيرانيين بشهدائهم والآخرين بقتلاهم..
وربما الذي لم يعرفه الذين استهدفوا الطائرة، مع أنها أوكرانية!! أن أكثر ركابها كانوا من الشهداء المقربين!!
نحن سمعنا كثيرا: يا لثارات الحسين.. وأظنكم تسمعون اليوم: يا لثارات سليماني!!
وعندما تتحد المدخلات تتحد المخرجات لو كنتم تعلمون.