وضع الإسلام الأسس العامة للحياة الإنسانية بكلّ جوانبها، وأسّس لحياة إنسانية رشيدة راضية، وكان التأسيس الإسلامي عاماً ومرناً وواضحاً وبسيطاً، ممّا أكسبه صلاحية دائمة لمتغيرات الزمان والمكان.
وعندما نتحدث عن أسس عامة ثابتة، فإنّنا نعني بالمقابل أنّ الإسلام ترك للإنسان أن يقيم عليها البنى التي تلائم عصره، وتحقّق مصالحه.
لقد طوّر المسلمون، منذ العصر الأول، وحسب الأسس والقواعد الإسلامية، نظماً: إدارية وعسكرية، وسياسية واقتصادية واجتماعية وعمرانية. وكانت عمليات التطوير هذه تتمّ ارتكازاً على الأسس الإسلامية، وتحت تأثير عاملين اثنين، الأول: المستجدات الحضارية والمدنية التي كانت تفرض نفسها على حياة المسلمين. والثاني تجارب ونظم الشعوب والحضارات التي عرفها المسلمون، حيث كانوا يستفيدون من تلك النظم والتجارب في إقامة البنى الخاصة بهم على أساس الإسلام.
في هذه المنطلقات النظرية والفكرية لمشروعنا الحضاري سنتوقف عند الإصلاح الدستوري وسيادة القانون، وعند قواعد وأسس النظامين السياسي والاقتصادي، كما سنتناول المناهج التربوية والإعلامية من منظور مستقبلي لقطرنا العربي السوري.
المصدر: المشروع السياسي لسورية المستقبل- رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سورية | الجزء الأول: المنطلقات النظرية والفكرية للمشروع السياسي| الباب السابع: في النظم والمنهج