الإخوان المسلمون في سورية

دمعة وفاء ونحن نتذكر قانون الويل والهاوية

في عام ١٩٨٠ صدر قانون العار والشنار والويل والثبور رقم ٤٩ على أصحابه المجرمين، وهنا أعني كل من ساهم فيه، من القتلة والسجانين والمصفقين والمطبلين، وهنا أيضاً أتذكر هؤلاء الإخوة الذين قضوا شهداء بإذن الله تعالى، أتذكرهم بالوصف والصفة، لأقف على مجموعة كبيرة من أبناء الشعب السوري، وهم يمثلون خلاصة هذا الشعب وخواصه، ونخبه وأفاضله، من الطلاب في الثانوية، وفي المعهد وفي الجامعة وفي كل مفاصل الحياة وحركتها الإيجابية، نتذكر منهم التاجر ومنهم المحامي، ومنهم الطبيب ومنهم المهندس، ومنهم العامل ومنهم العالم والشيخ الجليل، منهم الشيخ الكبير، وأكثرهم من الشباب الغض الطري الطامح، من خيرة أبناء سورية، ذلك لأنهم ينتمون إلى جماعة ما كانت في جيب طاغوت، ولا في جعبة دكتاتور، ولا في حقيبة ظالم، قتلوهم وهم أسرى بدهم بارد، ونفس لا تعرف الرحمة، ولا تقترب من روح الإنسانية ولا رائحتها.
لهفي على إخوة كانوا يملئون الدنيا جمالاً وأخلاقاً وروحًا صانعة، وسلوكاً كلّه بناء.
لهفي على جيل في مقتبل العمر، مضوا إلى ربهم، ودمهم الطاهر، يحكي رواية تدمع العين، وتحزن القلب، وعلى الفراق محزونون.
كان المجتمع السوري يرقب هؤلاء ليؤدوا واجبهم في بناء الحياة وهم النموذج والقدوة والفعل النبيل، ولكن شياطين قانون ٤٩ كانوا لهم بالمرصاد بكيد كائد وفجور فاجر وإجرام مجرم.
سلام عليكم حيث أنتم، وفي أي مكان مجهول لنا غيبكم القاتل.
أنتم في القلب ودمكم سيضيء أملاً في نصر قادم، مسطر بصحائف من نور، وقاتلوكم إلى مزبلة التاريخ، فالله مولاكم ويتولاكم، يرحمكم ويدخلكم الجنة.
وسيبقى السؤال حاضراً في كل محفل ولقاء، وفي كل زاوية من زوايا الحديث، وعلى كل طاولة لحقوق الإنسان، وفي كل مكان تحضر فيه قضية السوريين، بأي ذنب قتل هؤلاء؟؟؟

الدكتور عامر أبو سلامة

مفكر وكاتب إسلامي