الإخوان المسلمون في سورية

رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سورية للمشروع الصهيوني

دوائر العلاقات الخارجية


استناداً إلى الأسس العامة لسياستنا الخارجية, فإنّ الجماعة تتبنى السياسات التفصيلية التي نتبناها في العلاقات الخارجية لسورية وفق الدوائر التالية: القضية الفلسطينية ، العلاقات العربية ، العلاقات الإسلامية، العلاقات الدولية.


أولاً: القضية الفلسطينية


لا شك أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعالمين العربي والإسلامي، وهي المحور الذي تدور حوله أو تنبثق عنه معظم القضايا المصيرية للأمة.

ولا شك أيضاً أنّ أرض فلسطين المحتلة بما تحمله من أبعاد دينية وتاريخية وحضارية، تدخل في صميم المكونات النفسية والثقافية لشعوبنا، وتشكّل تحدّياً حضاريا، وجرحاً في قلب العالم العربي والإسلامي، ما زال ينزف حتى هذه اللحظة.


إنّ المتتبع للقضية الفلسطينية لا بدّ أن يلاحظ القضايا التالية:


1- عاش الشعب الفلسطيني فوق أرضه بشكل متواصل منذ أكثر من ألفي عام، وحمل الهوية العربية الإسلامية منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، وهو يطرد اليوم من أرضه، ومن حقه أن يعود إليها، وحق العودة حق دائم لا يسقط بالتقادم، ولا تستطيع أي جهة نقضه أو التخلي عنه.

2- تميز المشروع الصهيوني منذ نشأته بأنه مشروع استيطاني يقوم على اغتصاب الأرض، وتشريد شعبها، وقد اعتمد في قيامه على إرهاب المنظمات (شتيرن، أرغون، …..)، ويمارس حالياً إرهاب الدولة بتدمير المنازل، وتجريف الأراضي الزراعية، وقتل السكان المدنيين الآمنين.

3- الكيان الصهيوني كيان توسّعي، ويشكّل تهديداً مباشراً للأمن القومي للدول المحيطة به، ومازال يحتلّ أراضي دول عربية مجاورة متحدياً الشرعية الدولية، وهو يعتمد على قوة بشرية، وعسكرية متطورة، وكذلك على دعم عسكري واقتصادي ودبلوماسي لا محدود من دول نافذة، أهمها الولايات المتحدة الأمريكية.


إن الجماعة تدعو إلى إتباع السياسات التالية تجاه القضية الفلسطينية:


1- إعادة القضية إلى بعدها العربي والإسلامي، وعدم حصرها في البعد الفلسطيني، والنظر إلى الشعب الفلسطيني المجاهد على أنه جندي الخندق الأول في الدفاع عن الأراضي المقدسة.

2- دعم الشعب الفلسطيني لمقاومة الاحتلال الصهيوني على كافة المستويات، وفي كل المجالات، والإيمان بأنّها مقاومة مشروعة، توجبها الأديان السماوية، والشرائع الأرضية، ورفض وجهة نظر الصهاينة التي تساوي بين مقاومة الشعب الفلسطيني المشروعة، وبين الإرهاب وإحباط جهودهم لفرض وجهة نظرهم هذه على العالم. إننا ندعو لدعم المقاومة للمبررات الشرعية:

أ‌- لأنّ الشعب الفلسطيني شعب عربي مسلم شقيق أعتدي عليه وله علينا حق النصرة.

ب‌- لأنها تحقق جزءاً من سياستنا التي تدعو إلى دعم القضايا العادلة، والشعوب المستضعفة، للحصول على حقوقها.

ت‌- لأننا بدعمها إنّما ندعم خط المواجهة الأول لحماية الأمن القومي للدول المجاورة للكيان الصهيوني ضد ممارساته التوسعية.

ث‌- لأن الاعتداء الصهيوني على فلسطين يعتبر عدواناً على الأمة كلها، وإذا لم يستطع المسلم المشاركة في المقاومة فإن دعمها هو أقل الواجب.

3- دعم حق الشعب الفلسطيني المشتت في عودته لأرضه.

4- التخلي عن الوهم الشائع بأن المفاوضات في ظل هذه الموازين المختلة هو الخيار الاستراتيجي الوحيد أمام الفلسطينيين للحصول على حقوقهم، إذ لا بد من الاحتفاظ بخيار المقاومة باعتبارها الخيار الأساسي في مواجهة الاحتلال.

5- إطلاق جميع الخيارات لتحرير الجولان وكافة الأراضي المحتلة.

6- تفعيل المقاطعة، ومقاومة كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.

7- إعداد مشروع إسلامي عربي شامل يعتمد المواجهة الجادة للمشروع الصهيوني الاستيطاني، يحرّر الإنسان العربي من الخوف والعجز والمهانة، ويحرّر المجتمعات العربية من الاستبداد والتخلف، ويوجد برامج طموحة للتقدم والتنمية والبناء، ويحقق أقصى فعاليات التعاون بين الدول العربية والإسلامية.

8- مخاطبة المنظمات الشعبية والثقافية والسياسية، ومنظمات حقوق الإنسان في العالم، ودعوتها إلى الالتزام بمبادئها في رفض سياسة الكيل بمكيالين، التي ميزت التعامل مع القضية الفلسطينية.

المصدر: المشروع السياسي لسورية المستقبل- رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سورية

محرر الموقع