الإخوان المسلمون في سورية

رياضةٌ عَقليةٌ ثورية

(الأولى)

(1)
ما يجري في سورية ليس أزمةً، ولا صراعاً على السلطة بين حكومةٍ ومعارَضَة، ولا قضية جياعٍ ومساكين.. بل ثورة طاهرة عادلة عارمة، لشعبٍ عظيمٍ يسعى لتحقيق الحرية والكرامة، ولإنجاز التحرّر من الاستبداد والاستعباد والاستعمار بكل أشكاله وألوانه.. والثورات العادلة، لاسيما في الشام، على مَرّ التاريخ، لا تنتهي إلا بالانتصار.
* * *
(2)
لن يبلغَ الشعبُ السوريُّ أهدافَه بالتحرّر والحرية والكرامة، إلا عندما تتغلغل، في نفوس أبنائه، عقيدةُ أنّ الله عزّ وجلّ هو وحده ناصرهم، وأنّ كلَّ هؤلاء الأدعياء في العالَم، الذين يَشغلون الدنيا منذ سنواتٍ جعجعةً وخطاباتٍ فارغة، زاعمين أنهم أصدقاء الشعب السوريّ وحلفاؤه وأنصاره.. ليسوا سوى العامل الأكبر في تأخّر النصر عن هذا الشعب.
* * *
(3)
الكثيرون ينخرطون في الثورات على الظلم والاستبداد، لكنَّ القليلين هم الذين يحقِّقون أهدافَ ثورتهم المجيدة.. وينتصرون.
* * *
(4)
معايير صمود الثورة السورية بوجه الشرّ وطغاة الأرض، واستمرارها متألّقةً متوهّجة.. لا تُقَاس بمساحات الأرض المحرَّرَة عسكرياً، أو بالتي ينسحب منها الثوار هنا وهناك.. بل بمدى الإصرار على ثوابت الثورة، ومنطلقاتها، وبقوّة التصميم على بلوغ أهدافها كاملةً، دون زَيْغٍ أو تراجعٍ أو ضعف، وبدرجة الإيمان المطلق بعدالة قضية شعبنا وحتمية انتصاره، باعتبارها قضية حقٍ بَيِّنٍ لشعبٍ وأمة، بوجه باطلٍ ظالمٍ بَيِّنٍ، يُعاكِس أصحابُهُ سُنَنَ الله في أرضه.
* * *
(5)
الصراع في سورية ليس صراعَ طائراتٍ وأساطيل بَحريةٍ ودبّابات.. وإنما هو صراع إرادات، ولن تتمكّن قوة على وجه الأرض، أن تُسيطرَ على سورية وشعبها الشجاع الأبيّ المؤمن بقضيّته، ذي الإرادة الاستثنائية، الذي تشتد ثورته توهّجاً منذ سنوات، على الرغم من مواجهته قوى الشرّ مجتمعةً، بِقَضِّها وقَضيضها ومؤامراتها.
شعبنا الذي دحر أكثر من عشرين قوّةً عظمى، تعاقبت على إخضاعه واحتلال وطنه عبر التاريخ، سيدحر اليوم قوى الغطرسة الإرهابية القادمة من وراء البحار.
روسية بوتين في ورطة، وإيران خامنئي في ورطةٍ أكبر، والطاغية الخائن سليل الخيانة وابن الخائن، سيَلقى مصير الخونة!.. والعدوان على شعبٍ كالشعب السوريّ، لن تكون عواقبه أقلَّ من زوال قوّةٍ عظمى، وتَفَكّك دولة المجوس الصفويين، وإبادة الطاغية العميل الخائن.
* * *
(6)
عند ذروة الطغيان والقوّة الغاشمة والجبروت.. تنهار الإمبراطوريات الفاسدة والقوى العظمى المتغطرسة. ومن قِيعان الاستيئاس.. تنهض الأمم والشعوب الأصيلة المضطهَدَة، التي لا تستمطر النصر والفرج إلا من الله عزّ وجلّ، فيتنزّل عليها في لحظةٍ تنقطع خلالها كل الآمال، إلا منه وحده سبحانه وتعالى، القادر العزيز الجبار المتكبّر.
* * *

د. محمد بسام يوسف