الإخوان المسلمون في سورية

رِفْعَتْ السفّاح!..

 
يُتحِفُنا (رفعت أسد) بمهازله، التي لم تتفوّق عليها إلا مهازل (مجلس المهرّجين)، الذين يزعمون تمثيل الشعب السوريّ المنكوب بهم و(بالمافيا الأسدية) وبمن يدور في فلكها من (مصّاصي الأصابع) الوصوليين!..
رفعت أسد، لا يؤرقه أمرٌ هذه الأيام، إلا قضية (الديمقراطية) و(حقوق الإنسان).. ولا يقضّ مضجعه إلا جريمة تجميد الحريات العامة، ومشكلة التلكؤ في الانفتاح السياسي والاقتصادي، وضرورة تحقيق الوحدة الوطنية!.. ولعلّ (رفعت) هذا، يمُضي لَيْلَهُ المؤرِق، بالصلاة والتسبيح والدعاء إلى الله عزّ وجلّ، أن يتغمّد برحمته أرواح عشرات الآلاف من أبناء الشعب السوري الذين سَفَكَ دماءهم.. في حماة وحلب وسرمدا وجسر الشغور ودمشق وحمص وإدلب واللاذقية..، وفي سجن تدمر الصحراويّ والسجون السورية العامرة بمنجزاته الإجرامية.. لاسيما سجون (غسل الدماغ) التي ابتدعها (هذا الرفعت)، بدعمٍ من جنرالات التعذيب في (ألمانية الشرقية الشيوعية) الزائلة!.. أو لعلّه يمضي لياليه استغفاراً، من جرائم اعتدائه واعتداء عصاباته الطائفية.. على حجاب المسلمات السوريات عام 1980م، في أول مجزرةٍ للحجاب الإسلاميّ من نوعها وشكلها وطريقة تنفيذها.. بتاريخ سورية وربما بتاريخ العالَم كله!.. أو لعلّه يقوم بتسْلية نفسه، بإقامة (صلاة الغائب) على أرواح آلاف الأطفال والنساء والفتيات القاصرات والعجائز، من اللواتي اصطادتهنّ سراياه الهمجية: (سرايا الدفاع)، تنفيذاً للقانون رقم (49) لعام (1980م).
* * *
هل تتذكّرون الطائفيّ المدعو (حارث الخيّر) الناطق باسم قائده رفعت.. كيف أضاف منذ سنواتٍ.. مهازلَ أخرى إلى سلسلة المهازل الأسدية.. فالقائد السفّاح رفعت –والكلام للخيّر- سيقوم بحركةٍ تصحيحيةٍ جديدةٍ ضد الحركة التصحيحية القديمة، ليصحّحَ ما صحّحه شقيقه المقبور عندما استولى على السلطة في عام (1970م) بانقلابه العسكريّ!.. وكلّ ذلك لأجل تحقيق الديمقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان.. ولسواد عيون المواطن السوريّ الذي لم يشهد رخاءً ولا حريةً ولاعدلاً ولا تكريماً ولا كرامةً ولا أمناً، إلا على يدي السفّاح بالفطرة رفعت، وأيدي سراياه التي وصل عدد أفرادها إلى عشرات الآلاف من الطائفيين، ممّن جمعهم (رفعت القائد) من جحور الجبال.. لنشر العدل والمساواة، ولنشر كلّ أنواع الأمن والأمان والحرّيات العامة في المجتمع السوريّ!.. بما في ذلك اغتصاب النساء في الشوارع العامة، واختطاف الفتيات، والتحرّش بزوجات السفراء والدبلوماسيين، ونهب الأموال العامة والخاصة بالمليارات، والاعتداء على كلّ حرمةٍ ومقدّسٍ.. لأجل خدمة الوطن والمواطن السوريّ، وحمايته من العدوّ الصهيونيّ، الذي لم يستطع أن يسفك من الدماء السورية عُشْرَ ما سفكه القائد الوضيع رفعت وسراياه الهولاكية!..
* * *
نتذكّر.. أنّ (رفعت الحرية!)، لم يكتفِ بكلّ ما اقترف من جرائم بحق الشعب السوريّ المنكوب به وبعائلته المالكة في ظل الجمهورية الوراثية السورية.. فمن منجزاته (الديمقراطية التحرّرية) أيضاً.. تحالفه مع الإرهابي الدولي الشهير (كارلوس)، بهدف الوصول إلى أفضل صيغةٍ عالميةٍ، لتحقيق أصول (حقوق الإنسان) على الطريقة الرفعتية!..
كما نتذكّر.. -باعتبار أنّ (القائد) رفعت لم يكن يتدخّل بشؤون الدول الأخرى- أنه قد انصبّ كلّ جهده واهتمامه المشترك مع المناضل الإرهابي (كارلوس).. على ملاحقة أعداء حقوق الإنسان من المواطنين السوريين، الذين سَلِموا من مجازر السرايا الرفعتية الهولاكية، وفرّوا بجلودهم إلى بقاع العالم المختلفة.. من أمثال الشهيد (نزار الصباغ) والشهيدة (بنان الطنطاوي) والأستاذ (صلاح البيطار) والأستاذ (عبد الوهاب البكري).. وغيرهم ممّن اغتالهم (رفعت الحرّية) بمشاركة بقية ضباط العصابات المخابراتية الطائفية للنظام السوريّ.. وذلك دفاعاً عن حقوق الإنسان والديمقراطية والتحرّر والحريات العامة!..
أما محاولات اغتيال رئيس الوزراء الأردني الأسبق السيد (مضر بدران) في قلب عمّان، وبعض الشخصيات السياسية في قلب العواصم العربية .. فهذا لا علاقة له بحقوق الإنسان، وإنما علاقته وثيقة بالنخوة والمروءة والشرف العربيّ الأصيل، وذلك لقيام بعض تلك الدول العربية بإيواء الفارّين السوريين من نعيم الحرّية الرفعتية الطائفية، من مثل: نساء مدينة حماة -التي سُوِّيَت بالأرض- وشيوخها وأطفالها، ومن مثل: عائلات بعض المحافظات السورية التي فرّت من (الاندثار) في (جنّة الحرّيات العامة) وخيرات (قانون الطوارئ والأحكام العُرفية)، التي ما يزال المواطن السوريّ ينعم بها حتى الآن.. ومن أقبية السجون الفارهة (خمس نجوم)، التي مازالت تضمّ بين جدرانها -منذ أكثر من أربعة عقودٍ فحسب- بقيةً باقيةً من خيرة أبناء سورية، الذين لم يُنفّذ فيهم حكم الإعدام حتى الآن، أو الذين لم يقضوا نحبهم تحت سياط جلاّديهم، أو الذين لم يصبحوا نزلاء المقابر الجماعية الرفعتية الأسدية!..
* * *
عجباً.. أَوَتعجبون؟!.. أليس هو شقيق الرئيس (المقبور) الذي غرق حتى أذنيه في دماء الشعب السوريّ، دعماً وحباً ووفاءً للشعب وللنظام الذي كان رفعت هذا.. الركن الأساس فيه؟!.. أليس هو القائد الفذّ المقتدي بعتاة السفّاحين الشيوعيين، والقائل حرفياً في المؤتمر القطريّ السابع لحزب البعث بتاريخ 6/1/1980م: (إنّ ستالين أيها الرفاق، قضى على عشرة ملايين إنسانٍ في سبيل الثورة الشيوعية، واضعاً في حسابه أمراً واحداً فقط، هو التعصب للحزب ولنظرية الحزب، ولو أنّ لينين كان في موقع وظرف وزمان ستالين لفعل مثله، فالأمم التي تريد أن تعيش أو أن تبقى، تحتاج إلى رجلٍ متعصّب، وإلى حزبٍ ونظريةٍ متعصّبة).. وذلك عندما قام رفعت هذا.. خلال ذلك المؤتمر، بإطلاق خطةٍ لما يسمى بالتطهير الوطني، وفحوى هذه الخطة هو: جمع الألوف من نخب الشعب السوري المعارضين للنظام، في معسكرات اعتقالٍ جماعية، تحت ظروف الأعمال الشاقة وعمليات غسل الدماغ، لتنفيذ ما أطلق عليه اسم: (تخضير الصحراء)؟!..
فما أعظم شرعية (رفعت)، التي لم تتقدّم عليها إلا شرعية ابن أخيه سليل الإجرام، المجرم المعتتوه والوريث الوحيد للجمهورية الوراثية الأولى في التاريخ البشريّ!..
* * *
ذريّةٌ بعضها من بعض، طائفيون حاقدون طائشون مجرمون تافهون، ينتهكون بسلوكهم وحقدهم وطيشهم وإجرامهم أول ما ينتهكون.. أبسط أسس الشرف والضمير والحياء والأخلاق الفاضلة والحِسِّ الإنسانيّ القويم!..
ليت رفعت هذا.. وأمثاله من الطائفيين السفّاحين الهمجيين.. يدرسون جيداً حقائق التاريخ، ليتعلّموا أنّ الطائفية الشاذة، لا يمكن لها أن تبقى أبد الدهر بهذه الدرجة من التسلّط، وممارسة الحقد الأعمى، والنهب، والاعتداء على إنسانية الإنسان، وعلى كلّ مقدّسٍ وطاهر!.. وأنه قد أزِفَ اليوم الذي تُصَحَّح فيه حركة التاريخ!..
أيها المجرمون الطائفيون: ستُحاسَبون على كل قطرة دمٍ سفكتموها بلا حق، وكل قرشٍ نهبتموه من جيوب فقراء شعبنا المنكوب بكم، وكل روحٍ طاهرةٍ أزهِقَت بتدبيركم وسبق إصراركم.. وسوف لن يغفر لكم شعبنا المقهور بتخلّفكم وهمجيّتكم وحقدكم ولصوصيّتكم.. وعندها لن تنفعَكم الشهادات الفخرية التي تغتصبونها، ولا الرتب العسكرية التي تزوّرونها، ولا المليارات من الدولارات التي تسرقونها!..
أيها المجرمون الإرهابيون، وأوّلكم رفعت السفّاح: انتظروا سنّة الله في أرضه، إنّا منتظرون، وانتظروا عقاب الشعب الذي قمعتموه وقتلتم فلذات أكباده، ونهبتم خيراته، وشرّدتم أبناءه، واضطهدتم شيوخه وعجائزه، ويتّمتم أطفاله، ورمّلتم نساءه، ودمّرتم اقتصاده، ولوّثتم كرامته، وملأتم أرضه ووطنه جَوْراً وفساداً وظلماً واستبداداً!..
يا مجرم سورية الأول، يا رفعت اللصوصية والنهب والذبح والطغيان!..
أيها الإرهابيّ المناضل في (مواخير) فرنسة وإسبانية وسويسرة وقنواتك الفضائية!..
أيها المتخلّف القاتل الذي اقترف بحق سورية وشعبها الأبيّ ما لم يَقْتَرِفْهُ هولاكو أو جنكيزخان.. ثم يزعم أنه سيحرّر الشعب السوريّ!..
أيها المنبطح عند أعتاب ساقطات أوروبة وعاهراتها، اللواتي تغدق عليهنّ الأموال التي سرقتها وهرّبتها من عَرَقِ المواطن السوريّ وجهده ودمه!..
أيها الهمجيّ السفّاح:
يوم غادرتَ دمشق، حمّلكَ شقيقكَ المقبور كلَّ رصيد البنك المركزي السوريّ.. ثمناً لكفّ بلائكَ عن النظام الذي حاولتَ السيطرة عليه.. فغادرتَ سورية وفي عنقكَ جرائر ذبح مئات الآلاف من أبناء الشعب السوريّ الجريح.. وتشريدهم وسَجنهم وتعذيبهم ونهبهم.. وها أنت ذا تعود إلى سورية، بتواطؤ ربكم المزيّف الفرنسيّ.. فماذا ستحمل لها ولشعبها، سوى المزيد من الخراب والدمار والعدوان السافر على الأرواح والأعراض والأملاك، التي ما يزال ابن أخيك المعتوه الخائن اقترافها؟!..
يا سفّاح سورية النذل:
إنّك راحلٌ إلى ربك لا محالة، إله السماوات والأرضين، الجبّار المنتقم .. لكن كل الذي نتمناه، وندعو الله أن يحققه.. هو أن يتمكّن شعبنا -قبل رحيلك إلى مليكٍ مقتدر- من محاسبتك وتنفيذ العقوبة التي تليق بالمجرمين السفّاحين.. فيك، لتكونَ مع أركان عصابتك البهرزية الإجرامية السابقة والحالية.. عبرةً من عِبَرِ التاريخ السوريّ كله.. وإنّ غداً لناظره قريب!..

د. محمد بسام يوسف