الإخوان المسلمون في سورية

سورية (الشعب) العظيمة، وروسية (بوتين) المحتلة الوضيعة (2)

[دروس سنوات الاحتلال](2)

9- القضيةُ السورية، باتت قضيةً عَربيةً إسلامية، لأنّ العدوَّ في سورية هو تحالفٌ من المتمالئين، يَضُمُّ الصهاينةَ اليهود، والصليبيين من روسية والغرب، والمجوسَ من فارس وأصقاع الأرض، والنصيريين وبعضَ الخونة المحسوبين على الأقلّيات. على كلّ عربيّ ومسلمٍ أن يُسهم في دعم هذه القضية السورية، بالنفس والمال، والسيف والقلم، وغير ذلك من أبواب الجهاد والدعم.. على كل مسلمٍ اليوم أن يكونَ إما (مجاهداً)، أو (داعماً للجهاد)!.. بوجه أعدائنا الإرهابيين الذين يرتكبون كلَّ أنواع الإرهاب وأصنافه، تحت شعار الكذبة الكبرى: مُـحَارَبة الإرهاب، التي هي في حقيقتها: مُـحَارَبة الإسلام!.. لِنُريهم –أيها المسلمون- كيف يكون الإرهاب في عقيدة الإسلام، تنفيذاً للأوامر الربّانية: (وأعِدّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِن قوّةٍ ومِن رِباطِ الخَيْلِ تُرهِبونَ به عَدُوَّ اللهِ وعَدُوَّكُم..). تَـحريرُ سورية، ودَحْرُ أعدائنا الإرهابيين كلهم، سيؤدّي –بالضرورة- إلى تَحرير فلسطين المـُــغْتَصَبَة، لاسيما بعد استئصال ما يُسمَّى بـ(حِلْف الممانَعَة) الإرهابيّ الخائن، الذي كان –وما يزال- يَـحمي الكيانَ الصهيونيّ الإرهابيّ المجرم، ويُمالِئ رأس الإرهاب العالميّ: أميركة وروسية.
* * *
10- قُبَيْلَ معركة القادسية، حين دَخَلَ المفاوِض المسلم (المـُغِيرَة بن شُعْبة) على (رستم) قائد جيش المجوس، ورأى مَظاهر العبوديّة والاستعباد بينه وحاشيته.. قال لهم: [كانت تبلُغُنا عنكم الأحلام، ولا أرى الآن قوماً أسْفَهَ منكم، وإنا مَعْشَرَ المسلمين سواء، لا يستعبد بعضُنا بعضَاً، وكان أحسن لكم أن تخبروني أنّ بعضكم أرباب بعض.. اليوم علمتُ أنّ أمركم مضمحلّ، وأنكم مغلوبون، وإنّ مُلْكاً مثل مُلْكِكُم لا يقوم على هذه السيرة، ولا على هذه العُقول!..].
هي رسالة تاريخية بليغة، نُـهديها إلى علماء المسلمين وقياداتهم، وإلى الحركات الإسلامية كلها، وإلى قادة الدول العربية والإسلامية، وشعوبها.. نقدِّمها إلى مليارين من المسلمين في الأرض: أما اكتفيتم (تطنيشاً)؟.. أزيحوا الطِّين عن آذانكم اليُسرى، والعَجِينَ عن آذانكم اليُمنى!.. أفلا تَسْمَعُون استغاثات حرائرنا وأطفالنا وعجائزنا، في الشام والعراق؟.. أفلا تَتَحَسّسون نَوَايا سَفَلَةِ المجوسِ والروس، الـمُسْتَقْوين باليهود والصليبيين.. عند أعتابِكُم؟..
* * *
11- روسية الصفيقة، وقادة المافيا الروسية الذين يحكمونها بقيادة المجرم الإرهابيّ بوتين.. روسية المنحطّة هذه التي ما تزال تعيش عقلية عصر الشيوعية البائدة الساقطة.. تحتل سورية، ثم تطلب من أهل المناطق والمدن التي تُدمّرها، ومن ثوارها، أن يغادروا بلدهم ومدينتهم وحاراتهم، التي وُلِدوا فيها، ونشأوا بين أكنافها، فهؤلاء في المصطلح المافيوي الروسيّ: إرهابيون!.. لتُحِلَّ محلَّهم شذّاذَ الآفاق المجوس، القادمين من أصقاع الأرض، لقتل شعبنا، واحتلال أرضنا ومدننا وقُرانا ووطننا، فهؤلاء الإرهابيون المجرمون هم –بالمنظور الروسي- أصحاب (الأخلاق الإنسانية الفاضلة)!.. والعالَمُ يتفرّج، والعربُ صامتون، وجامعةُ (الشّلَلَ) العربية لا علاقة لها بالشعب السوريّ، و(أمين) الخَرَس لهذه الجامعة يمارس الصمت على رؤوس الأشهاد!.. ألا شاهت الوجوه. ثم يريدون بعد ذلك كله، أن تعودَ الشعوبُ المنكوبةُ بهم، إلى قمقم الطاعة والذلة؟!.. وما علموا أنّ استفزاز الشعوب، لن يولِّد إلا الأفعالَ الساحقةَ الماحقة، التي لا توقفها أوهام المافيا الروسية، ولا الهرطقة المجوسية، ولا خيانات الخَوَنَةِ الخُرس.
* * *
12- الخطوة الأولى للخروج من الكبوة التي تعيشها الثورة السورية، هي الاتفاق الواضح الصريح، أنّ سورية دولة محتَلَّة من قِبَلِ روسية وإيران، وأذنابهما: من عصابات المجوس العراقيين واللبنانيين وشذّاذ الآفاق.. إلى عصابات بشار التشبيحية.. هذا الاتفاق يستوجب العمل الدؤوب لوضع الخطط المناسبة، وتفاصيل حرب التحرير الشعبية، التي ينبغي أن تبدأ بالتعبئة العامة في المجالات كلها، وتوظيف طاقات شعبنا الضخمة، لخوضها بالزخم الذي تستحقه.. ينبغي وضع روسية في ورطةٍ حقيقيةٍ عملياً، ووضع دولة المجوس وحواشيها وأذنابها في مآزق متتابعة.. شعبنا قادر على ذلك في الميادين كلها، وقادر على أن يستكمل ثورته التي لم تتراجع عن هدفها في الحرية والكرامة منذ عشر سنواتٍ حتى اليوم.. الروس لن يصمدوا طويلاً، والاقتصاد الروسيّ لن يتمكّن من تغذية العدوان، لا تغرّنكم الجعجعة البوتينية، فهي جعجعة فارغة غير قابلةٍ لحجب الحقيقة.. على الكرملين أن يفهم أنّ احتلاله لبلادنا وعدوانه على شعبنا لن يستمر، وأنّ انهيار دولة الجليد والصديد، وتفكّكها، سيكون أقلّ الأثمان التي سيدفعها.. أما المجوس، فشعبنا سيتكفّل بهم في حربه التحريرية، فتاريخهم المخزي يفيد بأنّ كسرى الذي أهلكناه، لا كسرى بعده.. والمجوس لا مستقبل لهم بدون الروس.
* * *
13- الحرب العدوانية التي تُشَنّ على الشعب السوريّ، وعلى الشعب العربيّ في العراق واليمن وليبية ومصر، وعلى تركية المسلمة، وعلى الشعب الكرديّ.. هي حرب عَقَدَية، عنوانها: الحرب على الإسلام.. هي حرب شرسة يتولّى كِبْرها: الصليبيون بقيادة روسية وأميركة والغرب، والصهاينة في فلسطين المحتلَّة، والمجوس الفرس وأذنابهم المعروفون من حثالات البشرية والمرتزقة بين ظهرانينا،.. هي حرب عالمية اجتمع على المسلمين فيها كل عدوٍّ للإسلام، إذ بعد أن خرجت الشعوب من قمقمها، وثارت على نواطير الغرب الصليبيّ وعملائه، وعلى الصهيونية وتوابعها، كان لابد لهؤلاء الأعداء أن يستنفروا لإنقاذ مشروعهم الاستعماريّ الذي ما انتهى بجلائهم عن بلادنا، منهم تحت عنوان محاربة الإرهاب، ومنهم تحت عنوان أصدقاء الشعب، ومنهم تحت عنوان الحياد.. يتبادلون الأدوار، محاولين إعادة الشعوب إلى القمقم اللعين، وقد جيّشوا لذلك كل طاقاتهم الإعلامية والعسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية. على المسلمين إزاء ذلك، أن ينفروا خفافاً وثقالا، فحرب الشام والعراق هي حربهم، التي تفرِض عليهم الذود عن الإسلام ومصير الأمة الإسلامية، بما يمكن من طاقاتٍ لصدّ هذا الشرّ العالميّ، وينبغي لمجاهدي الشام والعراق أن يضعوا خططهم لاستنفار طاقات المسلمين، وتوظيفها، لصدّ هذا العدوان الإرهابيّ العالميّ على أمة الإسلام، فقضية الشام والعراق، هي قضية إسلامية، إسلامية، إسلامية.
* * *

د. محمد بسام يوسف