الإخوان المسلمون في سورية

سورية (الشعب) العظيمة، وروسية (بوتين) المحتلة الوضيعة (1)

[دروس سنوات الاحتلال](1)

1- الصراع في سورية ليس صراعَ طائراتٍ وأساطيل بَحريةٍ ودبّابات.. وإنما هو صراع إرادات، ولن تتمكّن قوة على وجه الأرض، أن تسيطرَ على سورية وشعبها الشجاع الأبيّ المؤمن بقضيّته، ذي الإرادة الاستثنائية، الذي تشتد ثورته توهّجاً منذ عشر سنوات، على الرغم من مواجهته قوى الشرّ مجتمعةً، بِقَضّها وقَضيضها ومؤامراتها.
شعبنا الذي دحر أكثر من عشرين قوّةً عظمى، تعاقبت على إخضاعه واحتلال وطنه عبر التاريخ، سيدحر اليوم قوى الغطرسة الإرهابية القادمة من وراء البحار.
روسية بوتين في ورطة، وإيران خامنئي في ورطةٍ أكبر، والعدوان على شعبٍ كالشعب السوريّ، لن تكون عواقبه أقلَّ من زوال قوّةٍ عظمى، وتفكّك دولة الصفويين.
* * *
2- في عصر الثورة السورية، تحوّلت مهمة ما يُسمى بـ (مجلس الأمن الدوليّ) من: مَنع الحروب العدوانية، إلى: استمرار الحروب العدوانية وإطالة أمدها!.. وأصبحت (منظمة الأمم المتحدة)، شريكاً مُضَارِباً في التواطؤ على الشعوب المضطَهَدَة، وما تقترفه هذه المنظمة الـمُسَيَّسَة من فضائح في سورية.. أمرٌ لا يمكن تجاهله، وذلك عن طريق فِرَقِها وطواقمها الفاسدة العاملة على الأرض السورية، التي تعمل لحساب العدوان الروسيّ الأسديّ الإيرانيّ، وتُمارس دورَها المأجور لتعميق محنة الشعب السوريّ الثائر على الظلم والطغيان.
* * *
3- ما يُسمى بالوليّ الفقيه: خامنئي، لا يتعلَّم من التاريخ، ولا يأخذ العبرة من مصير مملكة جدّه (يزدجرد)، وربما فاته أنّ (فارس) لم تنتصر في تاريخها على العرب أو المسلمين، منذ (ذي قار) وحتى (قادسية صدّام)، مروراً بقادسية البطل المسلم سعد بن أبي وقّاص، في عهد الخليفة العظيم الفاروق عمر بن الخطاب، وبهزائم الصفويين أمام جيوش الخلافة العثمانية.
ومجرم الحرب (بوتين)، وضع روسية في الموضع الذي يخشاه، فتورّطه في الشام، لن يكون مآله أفضل من زلزال سقوط سلفه بريجينيف في أفغانستان.
* * *
4- هذه الجعجعة الأميركية والغربية بوجه روسية وهمجيتها في سورية.. ليس لها أي حظٍ من المصداقية، ما لم تُتَرجَم عملياً على أرض الصراع السورية، برفع (الفيتو) الأميركيّ الغربيّ، عن تزويد الثورة السورية بالسلاح النوعيّ، الذي يمكِّنها من الدفاع عن الشعب السوريّ، ومن صَدّ العدوان الوحشيّ الهمجيّ للثلاثيّ المجرم المنفلت: خامنئي وبوتين وبشار.. وبقيام هذه الدول العظمى بواجبها، في اتخاذ الإجراءات العملية، لحماية القانون الإنسانيّ البشريّ على الأرض السورية، الذي صاغته بمِدادها يوم تأسيس ما يُسمى بـ (مجلس الأمن الدوليّ).
* * *
5- الحلّ في سورية -بعد مواجهة سِلميّة الثورة بإهلاك الحَرْث والنَّسْل- لن يكونَ إلا حَلاً عسكرياً ثورياً، وكل مَن (يجترّ) عبارة (الحلّ السياسيّ) في أروقة إخضاع الثورة.. مُغالِط لحقيقة الأشياء الجارية على أرض الصراع، فمفهوم الحلّ السياسيّ المزعوم، سوّقه أعداء الشعب السوريّ، نُصرةً للطاغية، وتجريداً لأعظم ثورةٍ في التاريخ المعاصر، من مضمونها الراقي في الحرية والكرامة وحتمية دحر الاستبداد والطغيان.. ليكون هذا الالتفاف المشبوه على حقيقة الأوضاع السورية، ملهاةً للثوار والشعب السوريّ عن تلمّس الطريق الصحيح المجدي لانتصار الثورة المبارَكَة.
* * *
6- لن تُحسَم الحربُ في سورية لصالح الشعب السوريّ وثورته المجيدة، إلا حين يتألَّم الروسُ والمجوسُ آلاماً مُبَرِّحة، عن طريق: نقل بعض صفحاتها إلى داخل روسية، وإلى عُمقِ بلاد الفرس، وإلى عُقر الضاحية الجنوبية لقُطعان الدجّال خامنئي، الذين يُدير إجرامَهُم الشيطانُ (حسن نصر الفُرس)، فضلاً عن أوكار الطائفة (الكريهة).. فتوازن الرعب سيحمي أرضَ الشام المبارَكَة، ويَكُفّ العدوانَ عن شعبنا، ويوقِفُ إزهاقَ أرواح أبنائه بلا حساب، ويحفظ أعراضَهم وأموالَهم، ويَحقِنُ دماءَ نسائهم وأطفالهم.
* * *
7- الإرهابيّ بوتين وعَسْكره، وحُلفاؤه من إرهابيّي الدجّال خامنئي.. يريدون أن يسيرَ العالَمُ على رأسِهِ لا على قَدَمَيْه، وذلك حين يُصدِرُ هؤلاء الغرباء الأجانب المجرمون، الإنذارات لأصحاب الأرض والعِرض السوريين، لمغادرة أرضهم وبيوتهم ووطنهم!.. وما علموا أنّ السوريين يعرفون كيف يُهشِّمون الرؤوسَ العفنة لهذه المافيا الفارسية-الروسية البوتينية المحتلّة، إذ لن يكونَ مصيرُ هؤلاء الأوباش أفضل من مصائر مَن سبقوهم مِن المحتلّين، الذين طُرِدوا من الشام أذلاّء صاغرين.. ونحن على يقين، أنّ الصفيقَيْن: بوتين وخامنئي، لن يعثرا على ممرّاتٍ آمنةٍ لفرار عصاباتهما الإجرامية من بلادنا، فجهنّم الشام بانتظارها، ولن ترحَمَها.
* * *
8- البطلُ العبقريّ المسلم (القعقاع بن عمرو التميميّ)، وشقيقه (عاصم)، قَلَبَا نتيجةَ معركة القادسية ضد مجوس الفرس، بِفَقْء عَيْنَيْ الفِيلِ الأبيض للجيش المجوسيّ، وكان قائداً لثلاثةٍ وثلاثين فيلاً في ساحة المعركة، وقَطَعَا خرطومه، فأخرجاه من المعركة، فشردت بقية الفِيَلَة وأصبحت بلا فاعلية.. والسوريّ البطل (جول جمّال)، قَلَبَ موازين القوة في حرب العدوان الثلاثيّ على مصر الشقيقة عام 1956م، عندما هاجم بِطَرّادِهِ، الـمُدَمِّرةَ الفرنسيةَ العملاقةَ (جان بارت) وكانت أقوى مُدَمِّرَةٍ في العالَم آنذاك، ففجّرها، مُضَحِّياً بحياته، فَغَرِقَت.
أيها السوريون الأبطال: بينكم المئات من (القعقاع)، والآلاف من (جول جمّال)، وهذه قواعد الاحتلال الروسيّ-المجوسيّ بين أيديكم، وتلك أساطيل بوتين تُدَنِّسُ شواطئكم، بقيادة عُشّ العدوان الجديد: حاملة الطائرات (أميرال كوزنتسوف).. فاصفعوا بوتين وعصاباته.. لَعَلَّكُم تَرُدُّون عقول الروس إلى الرؤوس.
* * *

د. محمد بسام يوسف