الإخوان المسلمون في سورية

فضيلة المراقب العام: الأستاذ عصام العطار شخصية سورية بامتياز.. وجماعة الإخوان المسلمين في سورية “ولادة”

د. “عامر البو سلامة”: الجماعة “حركة مجتمعية” تسعى لبناء تنظيم متواصل مع المجتمع السوري

“البو سلامة”: موقف الجماعة المناهض للنظام الإيراني واضح وثابت منذ عام 1980

موقع إخوان سورية
أشاد فضيلة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية د. “عامر البو سلامة” بشخصية الأستاذ “عصام العطار” رحمه الله تعالى، ووصفه بأنه كان شخصية سورية بامتياز، لما تميز به من مواهب متعددة ودماثة في الخلق، جعلته يفرض نفسه على الساحة الدعوية والسياسية، إضافة إلى تميزه في الحضور المجتمعي.
وأكّد فضيلته في حوار تلفزيوني على قناة “سوريا” الفضائية، بثّ أول أمس الاثنين، أن جماعة الإخوان المسلمين في سورية “ولادة” إلى يومنا هذا، سواء في قياداتها، أو في شبابها، أو في فتياتها، وأن الخير موجود فيها بفضل الله تعالى في كل وقت من الأوقات.
وأضاف أنه على الرغم من شخصية العطار الاستثنائية التي قد لا تتكرر، إلا أن الجماعة قدّمت كثيراً من الشخصيات والقيادات الأخرى التي كان لكل منها بصمته، مثل الشيخ “عبدالفتاح أبو غدة”، والدكتور “حسن هويدي”، والأستاذ “عدنان سعد الدين”، والأستاذ “علي صدر الدين البيانوني” (أبو أنس)، وغيرهم.
واستدل فضيلته في هذا السياق باستمرارية الجماعة وبقائها لغاية الآن، رغم ما تعرضت له في عهد رئيس النظام السابق “حافظ الأسد”، الذي تعهد بحربها في الداخل وملاحقتها في الخارج، لكن بقيت الجماعة بفضل من الله.

النظرة للجماعة ودورها

وانتقد فضيلته المبالغات في التقييم لدور الجماعة، مصنّفاً الناس إلى قسمين في هذا الشأن، قسم يقول إن الجماعة ماتت وانتهت، فيما يقول قسم آخر إن الجماعة مسيطرة ومهيمنة على كل شيء. كما انتقد أيضاً بعض الناس الذين ينظرون إلى الإخوان من خلال منظار قاتم دائماً، مؤكداً أن هؤلاء قلة، وأن قسماً كبيراً من الذين يعلقون بهذه الطريقة السلبية لم يقرؤوا عن الإخوان أساساً.
وحول أسباب ودوافع نظرة البعض السلبية لجماعة الإخوان، عزا فضيلته ذلك إلى حرب عالمية ممنهجة على الإخوان، تشنها جهات متعددة ودول ووسائل إعلام ليل نهار، لأنم يخافون من الفكر الذي تحمله الجماعة. واعتبر أن في هذه الحرب على الإخوان رداً على الذين يقولون إنه ليس للإخوان حضور أو وجود، فلماذا يحاربون الإخوان هذه الحرب إذاً؟!
وحول ما قدّمته الجماعة من آثار إيجابية للثورة السورية وللشعب السوري، ذكر فضيلته “المجلس الوطني السوري” كمثال على ذلك، حيث كان الإخوان هم الفعالين في إنشائه، واستطاعوا من خلال طاولات الحوار جمع طيف واسع من الشعب السوري، في إنجاز يحسب لهم، ما أكد سمة الانفتاح لديهم، وحرصهم على التنوع الوطني.
وفيما يخص دور الجماعة الحالي، أشار فضيلته إلى أن الإخوان تنظيم شامل مشارك في جميع مجالات العمل، ضمن حدود إمكاناتهم، وأن حضورهم يتركز في ملفات عدة، منها العمل السياسي، إضافة إلى منظمات المجتمع، والإغاثة، والتعليم، والتربية، وغيرها. لكنه أشار إلى أن الإخوان لا يسعون إلى إظهار أنفسهم، بسبب هذه الهجمة ضدهم، ومراعاة للأوضاع.
وشدّد على سعي الجماعة لبناء تنظيم متواصل ومتفاعل مع المجتمع السوري، يشارك أبناءه في كل شيء، فالجماعة “حركة مجتمعية”، على حد وصفه.

الإخوان تنظيم نخبوي

وبشأن أعداد المنتمين لتنظيم الإخوان، رفض فضيلته إعطاء تقدير معين لهم، معتبراً أن التنظيم نخبوي وليس جماهيرياً، وأن غايته الأساسية لا تكمن في إدخال الناس بالتنظيم فقط، وإنما إعداد كفاءات لها حضورها في المجتمع، معتبراً أن هذه هي سياسة الجماعة منذ تأسيسها وإنشائها.
وحول تواجد الجماعة في الداخل، أشار فضيلته إلى أن لها تواجداً في الشمال السوري، بالقدر المعقول، مجدداً التأكيد على أن ذلك الوجود لا يركز على الكم والعدد، وإنما تحقيق المطلوب لمشروع الجماعة.
وأضاف فضيلته أن الإخوان في محنة الثمانينات انتشروا في كل أصقاع العالم، وأثبتوا من خلال هذا الانتشار الكبير تميزهم، وأنهم حيث ما وجدوا كانوا أعلاماً.

مظاهرات السويداء

وفي شأن آخر، وجّه فضيلته التحية لأهلنا في السويداء، مشيداً بحراكهم ضد نظام الأسد، ودعا الله عز وجل لهم بالثبات، مؤكداً متابعة الجماعة لحراكهم.
ونفى المراقب العام مزاعم تهجم متظاهري السويداء على الجماعة، واعتبر أن حقيقة ما حدث كانت رفع بعض اللافتات المناهضة للجماعة من قبل عدد قليل. ولم يستبعد وجود أيدٍ للنظام وأجهزة مخابراته فيما حدث.

الإخوان يصيبون ويخطئون

وفي إجابته على سؤال حول أخطاء الجماعة، قال إن القاعدة العامة لدى الجماعة أننا بشر غير معصومين، نصيب ونخطئ، وأننا إذا أخطأنا نقر بذلك، وإذا تطلب الأمر اعتذاراً نعتذر، مؤكداً وجود مراجعات مستمرة لدى الجماعة على مستوى لقاءات القيادة ومجلس الشورى.
واعتبر فضيلته أن الخلاف والنقد للجماعة “فوق العين والرأس”، لكن على أن يكون هذا النقد وفق أسس منهجية وعلمية ومعرفية.

العلاقة مع إيران

وعلى مستوى العلاقة مع إيران، شدد فضيلته على أن موقف الجماعة المناهض للنظام الإيراني تجلى واضحاً منذ عام 1980، مؤكداً أن الجماعة منذ ذلك الوقت لم تصدر موقفاً واحداً فيه مديح لإيران، بل على العكس من ذلك، فإن مواقف الجماعة شاهدة دائماً على انتقاد الدور الإيراني، خاصة بعد ثورة الشعب السوري الأخيرة، وخلاصته أن نظام إيران عدو محارب لشعبنا السوري.
وأشار فضيلته في المقابل إلى موقف إيران المعادي للجماعة، مستشهدا بوصف “الخميني” للجماعة بأنهم “إخوان الشياطين”، وإرساله رسالة تهنئة لنظام حافظ الأسد يهئنه فيها بعد قيام النظام بمجزرة حماة.
وأكد فضيلته أن موقف الجماعة في هذا الشأن واضح وجلي ولا يقبل المساومة أبداً، وهو ما أكدته وتؤكده بيانات الجماعة وأدبياتها وخطبها، مستشهداً على ذلك بكتاب “الخمينية شذوذ في المواقف شذوذ في العقائد” الذي ألفه القيادي السابق في الجماعة الشيخ “سعيد حوى” رحمه الله، في وقت مبكر من عمر “الثورة الخمينية”، والذي عرّى فيه النظام الإيراني.
كما أشار فضيلته في هذا السياق إلى مقالة بحثية له بعنوان “نظام إيران كيف ومتى ولماذا؟”. وخلص إلى القول “لا تسمعوا الإشاعات.. لا نقيل ولا نستقيل”.
أما بخصوص مواقف بعض الحركات والتنظيمات الإسلامية الأخرى بخصوص إيران، فلفت فضيلته إلى أن الجماعة لا تتحمل مسؤولية مواقفهم، لأن إخوان سورية لهم قراراتهم الخاصة في مجلس شوراهم وقيادتهم، كما أن لكل تنظيم في الدول الأخرى قيادته وقراره الخاص.

النفور من الحركات الإسلامية

وحول ما يشاع عن نفور كثير من الشباب من الحركات الإسلامية بعد 2011، بسبب الأخطاء التي وقعت فيها تلك الحركات، لم ينفِ فضيلته ذلك، مقرّاً بأنّ هناك ردة فعل معينة وصلت في بعض الأحيان إلى درجة الإلحاد.
ولفت فضليته إلى أن الأصل في شعبنا السوري هو التدين الفطري، الأمر الذي يحتاج إلى جهود مكثفة في مجالي الدعوة والتربية، وهو ما تقوم عليه جماعة الإخوان كجزء من عمل دعوي وإسلامي عام طيب، تقوم به العديد من المؤسسات والروابط والجمعيات والعلماء.
كما شدد على أهمية الاقتراب من فئة الشباب وإظهار المودة والمحبة لهم، من أجل إرشادهم إلى الطريق السوي. وأكد أن الشباب لا زال يقبل على الجماعة وينتسب إلى الحركة الإسلامية.
 

محرر الموقع