الإخوان المسلمون في سورية

في الجولان العربي السوري:الكيان الصهيوني يتقدم.. ويقضم.. ويلتف.. ويطوق.. ويقيم الحواجز والدشم

في الجولان العربي السوري: الكيان الصهيوني: يتقدم.. ويقضم.. ويلتف.. ويطوق.. ويقيم الحواجز والدشم

ونعيم قاسم: يطالب بوقف إطلاق النار لبناني- صهيوني وهو غير خائف ولا وجل..

‏الروس يسحبون قواتهم من المنطقة العازلة على قاعدة: نحن ما دخلنا.. نحن جئنا لقتل السوريين من أبناء السنة فقط، هذه ليست لغتي هي لغة لافروف فقط..

‏بشار الأسد: لا حس ولا خبر.. إن حالت عن ظهره بسيطة، لا الأرض أرضه، ولا الديار دياره… وفي موسم الاغتيالات تحت الأرض السابعة، العاقل هو الذي يحشم نفسه..

‏كل ما سبق هو ملخص ما جرى ويجري في المنطقة العازلة بين الجولان السوري المحتل وبين الوطن الأم، غير المحتل صهيونيا، وإن كان محتلاً عملياً من الروس وعصابات الولي الفقيه، بأذرعها ذات السبعة شعب..

‏مصادر الأخبار: وكالات أنباء عالمية منها وكالة رويترز، وشهادات شهود سوريين، ومصادر متعددة..

‏الكل يؤكد أن القوات الصهيونية تجاوزت الشريط الحاجز من 200- 300 متر. عمقاً في الأرض السورية، جرفت الأرض، وتعمل على إقامة استحكمات جديدة، اسمها في علم التكتيك العسكري “تمركز” بعد احتلال، وتستعد فيما يقول المراقبون والمتابعون والعارفون، للانقضاض على لبنان من الطرف الغربي، لطعنه في خاصرته الشرقية، حيث ستكون عمليات التجريف للوجود البشري أقرب وأيسر وأقل كلفة..

‏وكل الذين وصفوا العملية، قالوا تمدد للاحتلال، وقالوا خرق للحدود، وتنبأ بعضهم متشائماً أو متفائلاً لا ندري، ماذا يمكن هذه المرة أن يمنع “موشي ديان” عن دمشق، كما منعه في المرات السابقة الرؤساء الأمريكيون..

‏كل الناس يتحدثون، إلا ما يسمى الرئاسة السورية، ووزارة الدفاع السورية، حيث الصمت سيد الموقف “لا خبر لا جفية لا حامض حلو لا شربت”

‏الأمر لا يعنيهم، لا إعلان .. لا استنكار.. لا احتجاج عند مجلس الأمن.. ولا احتفاظ حتى بحق الرد..!!

‏يقولون عندنا في الشام: الخوف بيقطع الجوف، وتقول الحكاية من كليلة ودمنة، عندما يسأل الأسد الثعلب أن يقسم الصيد بينهما، بعد أن قطع الأسد رأس الذئب الذي وزّع الصيد: العجل للأسد، والغزال لنفسه، والأرنب للثعلب!! يعيد الثعلب القسمة فيقول للأسد: العجل لإفطارك والغزال لغدائك والأرنب لعشائك، وإذ يسر الأسد – نتنياهو- بهذه القسمة، يلتفت إلى الثعلب فيسأله: من علمك هذا؟ فيجيب: رأس الذئب المقطوع!!

‏”رأس الذئب المقطوع” وأيّ درس أبلغ وأبعد أثرا..

‏أكثر من عام مر على الطوفان، وبشار الأسد أعلن براءته من المحور الذي تحول في طرفة عين إلى مكانة “المغضوب عليه” الدولي، طرد فجأة من المخدع، عارياً حافيا..

‏ ولكن لا شيء في المشهد الفلسطيني، ولا في المشهد اللبناني، ثم ها هو ذا في المشهد السوري؛ يستطيع أن يقنع بشار الأسد أن يزأر أو أن يهمر كما يفعل القط الأليف…

‏المشهد واضح مقروء معبر عن نفسه، لا يحتاج من أي معلق سوري، إلى إعادة شرح وتفصيل…
‏ومع كل ذلك..

‏ومع سخونة الأوضاع، وتداخل المواقف، وتنصّل الروسي بوصفه الطرف المحتل لسورية من مسؤلياته، وانسلال الايراني من المشهد الإقليمي، كأنه لم يكن شيئا مذكورا..

‏يبقى لنا نحن أبناء سورية، والمالكين الحقيقيين لأرضها وبحرها وجوها..

‏أن نقول كلمتنا في رفض أي احتلال صهيوني قديم أو إضافي للأرض السورية، وفي تأكيد رفضنا للاحتلال الصهيوني للجولان السوري بأرضه ومياهه وفضائه..

‏وأن نقول كلمتنا في رفضنا أن يتحول وطننا إلى أرض لتصفية الحسابات مع الآخرين، كائناً ما كان شأن المعركة معهم. لبنان بالنسبة إلينا بلد شقيق حر مستقل ذو سيادة، وإن مروؤتنا لتمنعنا أن نسمح باستهدافه من أرضنا. ولتكن تصفية الحسابات بين الصهيوني وحلفائه على مدى نصف قرن تقريبا، من النافذة التي دامت عشرتهم من خلالها كل هذه السنوات الطوال..
‏إن صمت بشار الأسد اليوم عما يجري على الأرض السورية من قبل العدو الصهيوني، يشتق مباشرة من فعل أبيه سنة 1967 يوم أصدر بلاغه الرقم 66 الذي أعلن سقوط القنيطرة قبل سقوطها بأيام…

‏نعم إن الصمت جريمة.. وخيانة.. وسقوط .. وصحيح نحن نؤمن أن سورية الله حاميها، ولكن ربنا علمنا أنه يحميها بأيدينا.. ((قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ)) نقول لبشار الأسد ولرئيس وزرائه ولوزير دفاعه ولرئيس أركانه، والذين لم نحفظ أسماءهم بعد، وكيف نحفظ أسماء رجال لا في عير هم ولا في نفير…

‏نقول لهم تنحوا فإن سورية ما يزال فيها رجال، رجال غير الشبيحة وغير النبيحة وغير أعداء الله … وأعداء الوطن .. وأعداء الإنسان..

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي، قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين في سورية