الإخوان المسلمون في سورية

في الذكرى الأربعين لمجزرة حماة الكبرى

بيان رسمي

تمرّ بشعبنا العربي السوري هذه الأيام، ذكرى مجزرة حماة الكبرى، التي فاقت بشاعتها كل ما تعرضت له منطقتنا من حروب همجية على أيدي الغزاة جيلاً بعد جيل.
في حماة صبيحة الثاني من شباط ١٩٨٢ اجتاحت المدينة عصابات النظام وميليشياته الأمنية والعسكرية؛ فارتكبت من جرائم القتل والاستباحة والتدمير ما تعجز لغة البيان عن وصفه والإحاطة به.
لقد أسفرت المجزرة والجريمة عن قتل عشرات الألوف من المستضعفين، من الرجال والنساء والأطفال، وعن أشكال من الانتهاك والتخريب الممنهج.
في حماة ١٩٨٢ كما في مسلسل المجازر الذي سبق في تل الزعتر والكرنتينا وفي بيروت وطرابلس، وفي كل المسلسل الذي تبع في مجازر القرن الحادي والعشرين، كان الصمت والتواطؤ هو القانون وهو السرّ.
كل شيء في مجزرة حماة مرّ بصمت.. صمت دولي وصمت عالمي وصمت رسمي وصمت شعبي!!
أيها السوريون الأحرار الشرفاء..
إنما يتوقف العقلاء أمام محطات التاريخ لاستذكار الدروس، واستحضار العبر، وإدراك الأسرار، ومعرفة الحلول والمخارج.
أيها السوريون الأحرار الشرفاء..
لقد اتضح منذ مجزرة حماة الكبرى وتأكد ممّا جرى بعد حماة.. أن الصمت الدولي اللامبالي هو سرّ التواطؤ على سورية وشعبها، وهو نوع من أنواع الاشتراك في الجريمة والقبول بها وإعطاء الضوء الأخضر لمرتكبيها ليفعلوا المزيد..
ربما تكون هذه الحقائق مرة وقاسية، ولكنها الدرس الذي يجب أن نقتنصه وشعبنا بين يدي مراجعة شاملة لكل الاستراتيجيات والمدخلات والأوليات..
مع ذلك فإن كل قطرة دم نزفت من جرح شهيد، ستظل تأبى علينا الخضوع والركوع والاستسلام..
واليوم برغم بشاعة القتل الذي لم يكف بشار الأسد عن ارتكابه في سورية منذ عشر سنوات، وبرغم مئات من الآلاف سقطوا حتى اليوم منذ أن صدحت حناجر السوريين مطالبة بالحرية وبإسقاط نظام الجريمة المنظمة، إلا أن لمجزرة حماة وقعها الأليم الخاص بها وجرحها الراعف الذي لم يلتئم برغم السنين.. حيث أنها المجزرة الأم، وهي التي جرأت القتلة على القتل وشجعت المستبدين على الظلم والفساد والاستبداد.
٤٠ سنة مرت منذ أن وطئت دبابات النظام وقواته أرض حماة الباسلة ودنست سماءها الطاهرة طائراته القاتلة.. فجاست خلالها سبعة وعشرين يوماً مثخنة فيها قتلاً وتدميراً وتهجيراً.
إن كرة اللهب تتسع دائرتها كل يوم، وإن لظاها سيطال كثيرين ممن يظنون أنهم عنها بمعزل مالم ينصروا قضية الشعب السوري العادلة.
إن دماء السوريين لن تضيع سدىً وستبقى مشعلاً ينير درب الحرية الطويل.. وإن الحل الذي يرضيهم لن يكون أقل من زوال نظام بشار الأسد وزبانيته وبيادقه.. وإننا في طريق ثورتنا مستمرون.
أيها السوريون الأحرار الشرفاء..
باسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية..
نرفع أسمى آيات التحية والتجلة والإكبار.. لكل الشهداء الذين قدمهم هذا الشعب الحرّ الأبيّ على مدى نصف قرن من الزمان..
التحية والتجلة والإكبار.. لشهداء تدمر وشهداء مجزرة حماة ولشهداء جميع المدن والبلدات والأحياء في سورية..
التحية والتجلة والإكبار.. للجرحى والمشردين على الآكام والهضاب والأودية، وتحت كل شجرة تين أو زيتون..
التحية والتجلة والإكبار.. لكلّ الثكالى والأرامل والأيتام واليتيمات.. وقد كبر اليتيم ليدافع عن حقه ويسأل عنه!!
اللهم تقبل شهداء الشعب السوري في عليين..
وعهداً لكل الشهداء في يوم المجزرة الكبرى أنا على طريق الحق والحريّة والكرامة الإنسانية ماضون..
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
٢ شباط ٢٠٢٢م
١ رجب ١٤٤٣ه‍

محرر الموقع