في مثل هذا اليوم من عام 2013، وقعت مجزرة كيماوي الغوطة الرهيبة، عندما أطلقت مليشيات النظام صواريخ محملة برؤوس معبأة بغاز الأعصاب السارين باتجاه الغوطتين الشرقية والغربية، مستهدفة بلدات زملكا وعربين وعين ترما وكفربطنا ومعضمية الشام، على مرأى ومسمع بعثة المراقبين الدوليين التي كانت قد وصلت إلى دمشق قبل ثلاثة أيام من المجزرة.
لم تكن مجزرة كيماوي الغوطة في 21 آب/أغسطس 2013، الوحيدة أو الأخيرة التي يقترفها نظام الأسد ضد الأبرياء من الشعب السوري، لكنها كانت واحدة من أبشع وأفظع الجرائم وأكثرها حصداً لأرواح الأبرياء، إذ بلغ عدد الشهداء في ذلك اليوم 1127 شخصاً بينهم 107 أطفال و201 سيدة، وأصيب قرابة الـ 5935 شخصاً آخرين.
واليوم وقد مرت سبع سنوات على مجزرة كيماوي الغوطة، وما زال المجرم بشار الأسد حراً طليقاً، يمارس يومياً مع حلفائه الروس والإيرانيين أبشع الجرائم، ويدمر كلّ مقومات الحياة، باستخدام مختلف صنوف الأسلحة، بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً من كيماوي وعنقودي وفسفوري، جاعلاً من المدن السورية ركاماً، ومن أجساد السوريين أشلاءً.
سبع سنوات مرّت على مجزرة كيماوي الغوطة، وما زال المجتمع الدولي يفاوض نظام الأسد بدل أن يحاسبه، على عمليات الإبادة اليومية بحق السوريين، بالأسلحة التقليدية والمحرمة.
سبع سنوات مرّت على مجزرة كيماوي الغوطة، وما زالت ذكرى المجزرة حاضرة بكل تفاصيلها في أذهان وضمائر كل الأحرار في سورية، لتؤكد لهم قبل أي أحد آخر صوابية ثورتهم ضد جلاد لا يملك ذرة من أخلاق أو إنسانية، ولا يأبه لعرف أو قانون، ولا يتورع عن القتل والتدمير أمام مرأى العالم أجمع، دون اكتراث لأحد.
إن مأساة الغوطة وقتل المئات فيها من الأبرياء، جريمة دولية كبرى ضد الإنسانية، ولكن المجتمع الدولي وبدل أن يحاسب نظام بشار الأسد، قرر العمل وفق الخطة التي اقترحها الروس لإنقاذ النظام عبر ادعاء تفكيك منظومته من السلاح الكيماوي وتركه حراً طليقاً كي يستمر في جرائمه بكافة الوسائل بما فيها الكيماوي نفسه الذي زعم تفكيكه وتسليمه للجهات الدولية.
إنّنا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية:
- ندعو لدعم المطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة، والتخلّص من الديكتاتورية والاستبداد.
- نطالب بمحاسبة بشار الأسد وأركان نظامه على كل ما ارتكبه بحق السوريين من قتل وتعذيب وتصفية وإخفاء قسري وحصار وتهجير وقصف بالبراميل والصواريخ والمدفعية والطائرات.
- نؤكد على أن فشل المجتمع الدولي في محاسبة الأسد وأركان نظامه ممن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، على ما ارتكبوه من جرائم، يؤجج الصراع ويعزز الفوضى، ويشجع المستبدين والإرهابيين في أنحاء العالم على ارتكاب جرائم مماثلة، وأن تحقيق العدالة هو أقصر الطرق لنجاح الحل السياسي في سورية وبناء الثقة بين السوريين، وإقامة نظام سياسي يضمن حقوقهم جميعاً.
إن ذكرى مجزرة كيماوي الغوطة وخان شيخون ودوما والشيخ مقصود وخان العسل والبياضة وغيرها من الجرائم والمجازر التي ارتكبها نظام الأسد، ستبقى محفورةً في أذهاننا، وصور شهدائها ستبقى في وجداننا، ولن ندخر جهداً أو وسيلة لتحقيق العدالة ومحاسبة المجرمين.
قال تعالى “إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ۗ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ”..
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
2 محرم 1442
21 آب 2020