تمر بنا في مثل هذا اليوم الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الرئيس الحق محمد مرسي رحمه الله تعالى. لم يكن الرئيس الشهيد محمد مرسي رئيساً لمصر العظيمة، ولشعبها العظيم فقط؛ بل كان نافذة الأمل المفتوحة على فضاء الكرامة والحرية والعدل لأجيال من أبناء حضارة كانت السباقة إلى بذل العدل والحرية والكرامة لكل الناس.
وأقرب ما نقول في الرئيس الراحل الشهيد، ما قاله عبدة بن الطبيب في رثاء سيدنا قيس بن عاصم المنقري صاحب رسول الله:
عليك سلام الله قيس بن عاصم ورحمته ما شاء أن يترحما
تحية من أوليتهُ منك منّةً إذا ذكرت مثلها تملأ الفما
فما كان قيس هلكهُ هلكُ واحد ولكنه بنيان قوم تهدما
فعليك سلام الله ورحمته وبركاته أيها الشهيد البطل من ملايين القلوب، ارتضتك فانتخبتك، ومن ملايين القلوب عرفتك فوالتك، ومن ملايين المستضعفين صرخت باسمهم أن لبيكم، فما زالوا يلبونك ألف تلبية وفاء وسلاما وترحما…
سلام عليك أيها الإنسان البطل لم يساوم على حقوق الناس، وقد كانت دركات المساومة أقرب إلى موقع قدميه من عزل ومن سجن ومن موت كنت تعلم أنه منك قريب. سلام عليك أيها الرئيس الحق في زمان ومكان لم يكن فيهما للحق بالحق منذ قرن مضى رئيس.
سلام عليك أيها الأخ الكبير الذي عشت معلماً فقدت مركباً وسط الأنواء، وحققت من المنجزات في عام قصير وفي التجربة طويل، مما أقضّ مضاجع الأعداء، ودفع المتربصين إلى أن يقطعوا عليك وعلى مشروعك، وعلى الناس الذين ارتضوك الطريق.
سلام عليك، ويظل لسان متكئ على أريكته يقول بحقك، فيفري بالباطل وهو عن حومة أهل الحق أبعد.
سلام عليك… وأنت تقول : لكي يعلم أجيالنا أن آباءهم كانوا رجالا لا ينزلون على حكم الفسدة.
سلام عليك… وأنت تتعهد : وثمن الحفاظ على الشرعية حياتي، ثم تفي
سلام عليك… وأن تحذر من حكم السحرة الذين يتلاعبون بأبصار الناس وعقولهم.
سلام عليك أيها المعلم وأن تجبر أهل الضلال والزيغ والرفض أن يتلاعبوا بترجمة خطابك وأنت بين ظهرانيهم؛ لأن فيه من قذائف الحق ما لا يطيقون..
عليك سلام الله ورحمته ما شاء ربنا أن يسلم وأن يترحم.. سلام عليك في الأولين وفي الآخرين وإلى يوم الدين.. يوم يقوم الناس لرب العالمين، فتلتقي مع ظالميك وخاذليك.
وإنه لمن المهم في يوم الذكرى المجيدة الأليمة هذه،أن نتذكر أنه لا عبد الفتاح السيسي ولا المجلس العسكري ولا طوابير السحرة في مصر ” نامت فيها عن الثعالب النواطير، هم من اتخذ قرار الانقلاب على الرئيس الحق، ولا هم من اتخذ القرار بإعدامه، وأود مشروعه الأمل تفتح عنه الفجر الجميل..
بل من المهم أن نعلم، ومن المهم ألا ننسى، أنه القرار الذي لم يغب عنه “بيلاطيس” لا يوم اتخذ ولا يوم نفذ ولا يوم استمر مريره، ليتحول السجن إلى قتل مباشر مدبر ومموه على الهواء وعلى أعين الناس كما يقول فرعونهم الأول “لعلهم يشهدون”.
قرار بيلاطيس الذي ما يزال حتى الساعة ساري المفعول، ينفذ بحق الملايين ممن ارتضى الرئيس الشهيد، أو خفق قلبه للرئيس الشهيد؛ في مصر والشام والعراق وفي كل بلاد المسلمين. حقيقة مهمة في تحديد مرجع الجريمة ومنفذ الجريمة، وأداة الجريمة. حقيقة يجب أن تدرك ولا يغني فياه مجرم عن مجرم شيئا. فكل المجرمين في وزر الجريمة سواء.
وإنه من المهم في يوم الذكرى المجيدة الأليمة أن ننهي إلى مرتكبي جريمة – الصلب – في القرن الحادي والعشرين أن هُلك الرئيس الحق محمد مرسي لم يكن هُلكَ واحد..
وأن الذين قرروا الجريمة والذين نفذوها قد سدوا الطرق، ودمروا الجسور، وأغلقوا نوافذ الأمل على أزهير البر والقسط والمودة والتأخي والحوار المرتجى والمثمر البناء، وأنهم أغراهم وفر قوتهم فتمادوا، وتناسوا أن الإنسانية أحوج إلى التواصل والتواد منها إلى قطر السماء، فأمعنوا في الاستعباد وفي الإذلال، وفي كسر الإرادات. ودرسهم الغبي ذاك لم يكن في مصر وحدها، بل ما زلنا نشهد فصوله في الشام والعراق وأفغانستان والروهينغا والإيغور قوس واحدة ترمينا وإن اختلفت ظاهرا ألوان السهام..!! قوس واحدة ترمينا والسهم أمريكي وروسي وصهيوني وصفوي وهندي وصيني والأدوات كف أشل مرة اسمه السيسي وأخرى يدعى بشار…
إن الحقيقة التي نريد أن ننهيها إليهم اليوم أن هذا الذي يمكرون لن يصنع ” نهاية التاريخ ” كما يحلمون. وأننا سيكون لنا مع الحق ومع الحرية ومع العدالة وللإنسانية جمعاء غد مشرق جميل، وسيتنفس على أرضنا الصبح، كما سيتنفس على أرضكم جورج لويد..وحفظنا من ثقافتنا : أن للباطل جولة وأن للحق دولة. ودولة الحق هي ستصنع نهاية التاريخ..
وأنتم يا محبي الرئيس الشهيد الجميل..
لقد ترك لكم الرئيس البطل.. أمانة السعي إلى الشرعية والحفاظ عليها.. فاحذروا أن تخطف أعينكم حبال السحرة، واحذروا أن يدفعكم اليأس والقنوط إلى الانتحار، وقد علمتم ما ذا يريد عدوكم، إلى اليأس والانتحار.
إن محاصرتكم بالخنق، وملاحقتكم عبر محاكم التفتيش، تجارب بالنسبة لأعدائكم ما تزال ناجحة، وما يزال يطمع بها أصحاب الصادات الثلاث، المتحالفون صادا فوق صاد، فإذا عرفتموهم فاحذروا..
تمسكوا بالأمل، وحافظوا على النهج، وكونوا الأوفياء لعهد الرئيس الشهيد..
سلام على الرئيس الشهيد محمد مرسي…
سلام لأرواح إخوانه الشهداء الأبطال على في كل فج وتحت كل نجم..
وتحية إكبار وإعزاز لكل القابضين على جمر مشروع العزة والكرامة من أبناء أمة الإسلام..
((ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون))