الإخوان المسلمون في سورية

في سورية الحبيبة.. من هو الإرهابي؟؟؟

في ورقة الإرهابي بشار الأسد عن السيادة والإرهاب في سورية، أنقله مقتبسا: “رفض الفكر المتطرف والعمل على استئصاله، يشكّل أحد الأعمدة الأساسية في حماية وتعزيز تماسك المجتمع”، مؤكدة على أنّ كلاً من تنظيمات “داعش وجبهة النصرة والإخوان المسلمين هي إرهابية ويتم إنزال أشد العقوبات بكل من يتبنى فكرها الإرهابي المتطرف”.
وأقول للإرهابي الأول وزمرته وكل شركائه:
الإرهابي الأول في سورية هو من يعتبر 15 مليون سوري إرهابيين..
الإرهابي الأول في سورية هو من يستحل استخدام السارين ضد السوريين، وقد حرمه كل مجرمي العالم في حروبهم على أنفسهم.
الإرهابي الأول في سورية هو الذي كانت البراميل الغبية أرقى إبداعاته واختراعاته في القرن الحادي والعشرين..
الإرهابي الأول في سورية، والمنتهك الأول لسيادتها، هومن منح غطاء الشرعية لكل المصابين بالهوس الطائفي، فاستدعاهم، ومكّنهم من قتل وتشريد السوريين..
الإرهابي الأول في سورية هو من تشهد عليه كل لجان التحقيق الدولية المعتبرة، أنه كانت المساجد والمدارس والمستشفيات ومحاضن الأطفال والخدج، والأسواق الشعبية، والبيئات الفقيرة الهشة.. الأولى في بنك أهدافه العسكرية التي تستهدف بالتخريب والتدمير!!
الإرهابي الأول في سورية هو من دفع سورية والسوريين إلى حرب بشعة ضروس ستظل آثارها باقية في قلوبهم وعقولهم على مر السنين..
الإرهابي الأول في سورية هو من اعتقل وعذب وانتهك وتشهد على إرهابه خمس وخمسون ألف وثيقة معتمدة من الهيئات الدولية والمنظمات الحقوقية..
الإرهابي الأول في سورية هو الذي جعل من سورية البلد الأعلى حظا حول العالم في عدد المفقودين من الرجال والنساء والأطفال.. .بل من السوريين واللبنانيين، ونذكر أصحاب ذاكرة السمك، بستة عشر ألف مفقود من لبنان.. لعل بطرس الراعي وميشيل عون يتذكرون..
الإرهابي الأول في سورية هو الذي جعل من سورية البلد الأعلى حظا حول العالم، في عدد المهجرين.. في أكبر عملية “تهجيج” عرفها في التاريخ البشري المحفوظ من ثلاثة عشر مليون مهجر أيها الإرهابيون..!!
الإرهابي الأول في سورية هو المجرم الذي داس على جماجم الطفولة والأطفال، وكانت آخر جرائمه في أريحا الحبيبة بالأمــس..
الإرهابي الأول في سورية الذي لم يرع عهدا، ولم يعرف حقا، والذي خرج من إهاب الإنسانية إلى مسلاخ الشياطين.. فقتل حتى شركاءه في الجريمة ومساعديه: غازي كنعان، ومحمود الزعبي، ورستم غزالة، وعصام زهر الدين…
الإرهابي الأول في سورية من ظل الاغتيال هو النهج الأسير لديه منذ كان رينيه معوض الرئيس، وحسن خالد المفتي، وكمال جنبلاط الزعيم وصلاح البيطار البعثي، ومحمد عمران وصلاح جديد شركاء الدرب ثم من عرف الناس ومن لم يعرفوا بعد في قائمة تطول حتى…
الإرهابي الأول في سورية من تحالف مع العديد من تنظيمات الإرهاب، ينقلهم في باصاته، ويجعل من إعلان الحرب عليهم، ذريعة لإعلان الحرب على كل سوري خالفه ولو في تشجيع نادي الكرامة أو نادي الاتحاد..
الإرهابي الأول في سورية هو الذي كان أول من أسس للجمهورية الوراثية في التاريخ الدبلوماسي حول العالم، والناس ينظرون..!!
الإرهابي الأول في سورية الذي ابتلع فيها الدستور الذي كتبه، وداس القانون الذي شرعه… ثم يجلس وسط الناس يتحدث عن الدستور والقانون!!
الإرهابي الأول في سورية هو من قسّم السوريين إلى “متجانسين وغير متجانسين ” وزرع بينهم العداواة والبغضاء والكراهية، يخوف بعضهم من بعض، ويسلط بعضهم على بعض، ويستثمر في الجهل والعصبية والخوف والفقر..
الإرهابي الأول في سورية هذا الذي أوصل سورية إلى كل ما هي فيه من قتل وتشريد وخراب ودمار وفاقة وجوع ومرض وما يزال يسير على الطريق أصم لا يسمع، أعمى لا يرى، أبكم عن الرشد لا يقدر على كلمة من صواب أو خير، وكلما فتح فمه نطق الكراهية، وفح فحيح الأفعى بالبغضاء..
أيها الإرهابيون الصغار حول إرهابيكم الكبير علموا إرهابيكم الجاهل أن الفكر لا يجرم، و أن حرية الاعتقاد والتفكير تصونها كل شرائع السماء، ومواثيق أهل الأرض, وإنما جرّم الفكر والاعتقاد فقط في مناخات محاكم التفتيش، وعلى يد الوارثين بمحاكم التفتيش… وإنما يجرّم الإرهابي بدعوته إلى فتنة وكراهية ونقمة يقسم فيه أبناء المجتمع الواحد إلى “متجانسين وغير متجانسين” أو بفعل أسود يرتكبه يكون فيه القتل والتعذيب والتدمير.. وحتى الحرب في عرف الناس المتحضرين لها قانون…
وهذا ليس دفاعا عن الإخوان المسلمين..
فالإخوان المسلمون بفكرهم ونقائهم ورشدهم ووضوحهم كانوا في الشام قبلك، وسيبقون بعدك، وبعد الذين أجلبتهم على الشام…
هذا دفاع عن كل سورية وعن كل السوريين، بمن فيهم ضحاياك الذين سلطتهم على رقاب الناس تقتل بهم ثم تقتلهم أو تتخلى عنهم..
أيها السوريون السوريون، على كل الضفاف، ومهما كان بينكم حجم الخلاف، اصبروا إن وعد الله حق.. ((وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ))

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي، قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين في سورية