الإخوان المسلمون في سورية

في سورية عملية ممنهجة وقاصدة لتضييع “قرعة الآباء…”

الخطوة المريبة التي يقدم عليها نظام الجريمة والخيانة والتضييع، بتعويم محلات القيد المدني، للمواطن السوري، إنما يهدف منها بشكل أساسي، تعويم عملية التغيير الديمغرافي، ودمج فلول أتباع الميليشيات الطائفية الآثمة في أديم المجتمع السوري..
والمزيج غير المتجانس هو المطلب. وربما ليكون في أنموذجية عدم التجانس أقرب إلى المجتمع “العبري” المهدد يوما بعد يوم بالانقسام على نفسه، ومن ثم الانفجار. هذه حقائق تاريخية مجتمعية خلدونية قلما توقف عندها الدارسون. وربما يدرك أصحابها أبعادها أكثر مما تدركه عندنا مكاتب دراسات على بيع الوهم قامت.
في أمثالنا الشعبية إذا أرادوا أن ينبذوا أو أن يستصغروا، فإنهم يقولون عن شخص لا يعرفونه، ولا يغرفون له أسرة ولا عشيرة “لا تُعرف قرعة أبيه من أين؟؟”
هؤلاء الذين لا تعرف قرعة أبيهم من أين، وقد انصبوا إلى سورية بفعل تحريضي طائفي، يستهدف من سورية هويتها وإنسانها، بتواطئ إقليمي ودولي، سيشكلون بلا أدنى شك على هوية الوطن، وعلى الخلص من أبنائه؛ خطراً ماحقاً لا يستطيع أحد أن يتدارك ذناباه..
وهؤلاء المنصبون إلى أرض الشام، يحملون رايات سوداً مثل قلوبهم، هم جزء من الاستراتيجية الدولية، لجعل جسم الشام قابلاً للترهات والأباطيل وقابلاً لأن تدق فيه كل أنواع المسامير…
لن أطيل الشرح، ولكن حين نضع الأمر في سياقه الدولي والإقليمي، على ضوء ما جرى في العراق وفي لبنان، وما يجري في اليمن؛ يمكن حتى لبطيئي الفهم والإدراك من المتوسدين لوسادة القرار السوري؛ أن يدركوا حقيقة ما يجري وما يراد، وأن يتأكدوا أنهم ببطء فهمهم، وعجزهم، جزء من لعبة الشر الذي تدار.
لا يحتاج الإنسان أن يكون ذكياً أكثر ليدرك أسرار التراشق بالزبيب، الذي كان يدور بالأمس بين حسن نصر الله ونظرائه الصهاينة، لا يحتاج المرء أن يكون أكثر ذكاءً من أي طرف لبناني، ليعلم لماذا تخلت الولايات المتحدة والغرب الأوربي وفرنسة بالذات، عن الظهير المسيحي الماروني في لبنان وتبنت عملياً لا إعلامياً “حزب الله”، رغبوا عن أنطون لحد وسعد حداد وقبلوا بحسن نصر الله، ومن قبله ظهيره المندس بين ظهراني الشعب السوري.!! أي مناضل نصف أو ثلث أو ربع فحيح يستطيع أن يتابع بفهم، ماذا كان يقول بالأمس حسن نصر الله، وماذا كان يقال له!! ولا أظن أن الإمكانات العقلية والفكرية لأي من هؤلاء لن تعجزه عن إدراك مرامي ما يراد..
ما أقرره هنا هذا ليس جنوحاً عن القضية السورية، وليس دس أنف في القضية الفلسطينية، فالقضية في فهمنا المتواضع واحدة، وكل ما يجري في سورية وعلى أهلها، هو توكيد لما جرى في فلسطين، ومصادرة مستقبلية لمحاولة نقضه.
ونعود إلى المواجهة في واقغتها الأخيرة، واقعة تضييع المنابت والأصول، وأصبح اللإنسان السوري يشعر بالخزي وهو يكرر نشجب ونستنكر وندين…
إن الجريمة – جريمة تعويم القيد المدني، وتضييع الأصول والمنابت، وازدراء قرعة الآباء – في لبوسها المدني، أكبر من كل الجرائم التي ارتكبها بشار الأسد بحق سورية والسوريين بما فيها جرائم البراميل والكلور والسارين..
وللتصدي لهذه الجريمة، ولمثيلاتها في سياقاتها مطلوب من الذين تحملوا مسئولية الثورة أن يعيدوا ألقها، وأن يستأنفوا من حيث حطت بهم الركاب!!
أيها السوريون جميعا هذه سورية وطنكم فلا تضيعوه…
ملاحظة: ما يزال المتكهنون يتكهنون: من هو الشريك الذي باعه بشار الأسد نصف مطار دمشق الدولي؟؟ لعلكم تسألون.. وبالتأكيد إنكم ستُسألون

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي، قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين في سورية