الإخوان المسلمون في سورية

في وداع الراحلين.. الأخ الكريم العامل المفنّ الحاج “عامر” عبد الغني زينو في ذمة الله

وما يزال ملك الموت يطرق بابنا، فيتخير ويصطفي..
ويذكرنا قولَ أولنا: “وبكى بعضي على بعضي معي”
فقدت ساحتنا الدعوية بالأمس أخاً براً كريماً عاملاً دؤوباً مفنّا، وما أقلّ المفنّين، كانوا فينا…!!
الأخ عبد الغني رحمه الله تعالى، ابن حماة المجاهدة الصابرة، انخرط في مسيرة الدعوة منذ وعى، ولم يكن نسخة مكرورة كما كان كثير من الناس. ولكنه كان نسيج وحده، وكلّ من قاربه ببصر، أبصر… وأمسك كلماتي أن تسبقني!!
وكان مع كلّ خصائصه التعبوية والفنية، براً جواداً كريما، كان إذا نزل الضيف منزله.. تهلل وأصبح خفيفاً حتى وهو في الستين..وكان أبهج ما يكون يوم ينزل سرب إخوانه في ضيافته، فيقوم على أمرهم ويحوطهم برفد وحب وسخاء…
يمد السماط ويقف على رؤوسهم: هل ينقصكم شيء، مالي أراك مبتسما أيها الراحل القريب..؟؟
أعتقد أن “عقل” الأخ عبد الغني، ومدى رؤيته وبصره سبقتنا.. ربما بعقود “قال الهدهد لسليمان ((أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ))
وأتذكر فيما أتذكر من مجالس إخوّتنا، أنه جلس يوماً يحدثنا ويشرح لنا محتفياً في أواسط الثمانينات، أعيد على نفسي، في أواسط الثمانينات، عن فكرة “الطائرات المسيرة” وتطبيقاتها الفنية والتعبوية، وإمكاناتها.. وأطلقوا لخيالكم العلمي السراح…
قلت في الوصف: الأخ المفنّ، ونحن لا نرقص ولا نضرب بطبل ولا زمر…
قاربته قليلا، طويت ركبتي على موائده كثيرا؛ وأقول اليوم عسى الله يهيئ من يكتب عنه كتابا، ليس لتخليد أثره فقط، بل لتستفيد الأجيال من بعض عطائه..
أخي عبد الغني..
تقبلك الله، وتقبل منك، ورفع مكانتك، اللهم زده إحساناً وعفواً وغفرانا. اللهم إنّه قد نزل بك فاجعل قراه منك الجنة..
وخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد ولأحبابه ولإخوان دربه..
وأظل أذكر نفسي أن الله يسألنا عن كأس الشاي شربناها معا…
وإنا لله وإنا إليه راجعون…

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي، قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين في سورية