كتب ينتقد الإخوان. في موسم الرمي كل من بيده سهم رماه. وبينما الأمة والجماعة بحاجة إلى التأييد والتثبيت يخرج عليها من يظن في نفسه النصح ليشارك في الأجر!!
رحم الله الإمام أحمد الذي قال في محنته: جاءني التثبيت من العيار والشطار وجاءني التخذيل من….
انتقاد الإخوان أمر سهل. والكثيرون ينتقدون الإخوان بالباطل وبعضهم بالباطل المتلفع بمرط الحق فهذه ” ليلة القبض على فاطمة ”
حتى الإخوان أفراداً ومجموعات يكتبون عن أنفسهم
مشكلة الإخوان هي جزء من مشكلة الأمة
المشكلة ليست في الإخوان فقد قدّم الإخوان خلال قرن من الزمان الكثير مما عليهم. المشكلة اليوم فيمن لديه القدرة على تقديم البديل. سذاجة أن تقول لي أخلِ المحراب أريد أن أصلي!! فهذه القبلة مفتوحة للملايين.
البديل عن الإخوان لا يصنع بقرار. ومن كانت لديه القدرة على تقديم مركب أفضل فسيكون الإخوان أنفسهم أول المبادرين.
تقول العرب لأن تردّ الماء بماء أكيس.. لا تقل لي اهدم لأبني العراء في الظلمة والريح ليس خيار الراشدين.
أردوغان وغول وداود ورفاقهم لم ينشغلوا بنقد تجربة شيخهم نجم الدين أربكان وإنما صنعوا بديلهم مستفيدين من تجربتهم المشتركة ومضوا..
الاشتراك مع الأعداء في توجيه السهام مهما حسنت النوايا ليس من فعل الناصحين.
استعمال عناوين مثل “مخدرات إخوانية” فيه تجنّ واستفزاز وحطب في حبال الشانئين. لا يدخن الإخوان التبغ بله الحشيش!! وهم يعيشون أزماتهم بكل أبعادها أزماتهم الداخلية والخارجية على السواء.
في بعض الأحيان يُحاصر الإنسان في مربع بحيث إذا تقدّم تقدم على جمر وإذا تأخر تأخر على مثل شوك القتاد.
لقد رفع الإمام البنّا رحمه الله تعالى في مطلع القرن العشرين راية. وما يزال بعض الناس يحتضنونها كما احتضن سيدنا جعفر الراية يوم مؤتة بعضديه. أما آن للآخرين أن يتقدموا بدلاً من أن يلجّوا في الأستذة والانتقاد..
يقول الرجل خرجت خجلاً بثوب المرقوع أداري رفعتي وأتجمّل وأتعفّف ويظلّ يدّعي أنه الناصح ويدلّني على رؤوس الناس على رقعة ثوبي وينادي علي: انتبه ثوبك مرقوع وهل خرق ثوبي إلا مسمارك..
وأسهل مقترح عنده: غادروا المركب وليس وراء المركب الذي أرهقه الموج والخذلان غير الموج والظلام.
قدّم مركبك، يا صاح، أو ساند في رفع الشراع، أو ادعُ الله للعاملين تؤجر ويؤجرون.. يذهب المفطرون إن شاء الله بالأجر…