الإخوان المسلمون في سورية

ما الذي تبقى من جماعة الإخوان المسلمين؟؟!!

في مقال نشرته مؤسسة تشاثام هاوس البريطانية، طُرح سؤال تشكيكي دعائي: ما الذي تبقى من جماعة الاخوان المسلمين؟؟
سأرفق في آخر هذا التعليق العام، رابط المقال موضع الحديث؛ لمن أحب أن يتابع..
والذي لفتني في المقال الروح العدمية الذي تمت صياغته به، وقام عليه بنيانه.
طبيعة المقال النمطية لصياغات الإعلام العربي، الطنان، تتنافى وطبيعة المؤسسة التي تضفي نوعاً من الحياد والموضوعية على ما تنشر. ولكن من حق هنا أن نقول: إن وراء الأكمة ما وراءها. من كتب؟ ومن دفع؟ ومن رفع؟ وعلمتنا الأيام أن الخواجات يقبضون…
ومع أن المقال جاء تعليقاً على أوضاع الإخوان المسلمين في مصر، فإن من حق جميع الإخوان المسلمين بل المراقبين الموضوعيين أن يعلقوا عليه، وأن يتبصروا بما وراء أكمته.
ولعل مما يؤيد الرؤية العدمية السلبية لما آل إليه حال المعنيين، أن لا يجد المقال في صفوفهم من يتصدى لبعض ما جاء فيه، والى الطروحات التي تبالغ في نسبة الإخفاق والعجز لدور الجماعة ومكانتها في سياقات هذا الربيع.
لم يستطع كاتب المقال ان يلمح بارقة من نور في صبر ومصابرة قادة الجماعة، في أعماق الزنازين، ولا في قول الرئيس الشهيد الذي قال: ثمن الدفاع عن الشرعية حياتي، ثم وفى.. ثم وفّى.
لست في مكان الدفاع عن أداء أي طرف في مسيرة الربيع العربي في أي قطر من الأقطار العربية ولا سيما في مصر وسورية، ولكن لو أعدنا تصور جماعة الاخوان المسلمين على أنها “جماعة دعوية معارضة محاربة منذ عقود ظلت تحاول التصدي لأنظمة الاستبداد، وأنها مع تحقيقها بعض النجاحات في التصدي لأنظمة الاستبداد المحلية متمثلة في مبارك في مصر مثلا، فإن من الظلم وسوء التقدير أن ينتظر منها أن تكون قادرة، على التصدي لمشروع الاستبداد والفساد في مرتكزاته الدولية الكبرى..
الانقلاب الذي حدث في مصر هو انقلاب دولي بامتياز، وما يزال السيسي جزءاً من مشروع دولي مفروض على الشعب المصري. رغم كل النجاحات التي حققها بعد عقد من الزمان بالمقارنة بإخفاقات مرسي في عام واحد، كلام يستخف بالعقول، وهل انتصارات بشار الذي يعلن منذ يومين عجزه عن تأمين وقود للسيارات، أقل كفاءة من انتصارات الشريك..
ومع ذلك ما يزال بشار الأسد جزءاً من مشروع دولي مفروض على الشعب السوري. وانتصاره وانتصار السيسي يوصف بأنه إنجاز!!
في مصر أعلن إخوان مصر على لسان مرشدهم “سلميتنا أقوى من الرصاص”
في سورية تماهى الإخوان السوريون مع القاطرة الوطنية واكتفوا بإحدى عرباتها، وارتضوا في مرات كثيرة أن يكونوا بعيدين عن قمرة القيادة.. فلا الأول أجدى ولا الثاني أفاد..
إن أسوأ فهم أو إسقاط لكلامي أن يفهم انني أحاول أن أدافع عن دور وأداء جماعة الإخوان المسلمين في إطار ثورات الربيع العربي!!
وربما كنت من الكثيرين الذين يطرحون إشارات الاستفهام الموضوعية حول الدور والأداء، ولكن ليس من موقف المشككين والمغرضين، بل من موقف المشفقين والناصحين..
لا أريد أن أخوض في أحشاء المقال او التقرير أو ما شئتم أن تسموه، بل أريد أن أشارك في الرد على العنوان: ماذا تبقى من جماعة الإخوان المسلمين. لأقول تبقى منها ما يجعلها “كيد العدو” الذي لا يزال يحيك حولها، ويعد لها، ويكتب عنها، ويفتري عليها..!!
قذى في أعين الشانئين المعادين لحرية الشعوب.
ولو نظرنا الى المشهد الدولي وفرزناه، الكيان الصهيوني والمحور الغربي امريكي -أوربي والروس والصينيون وكثير من دول الإقليم والتيارات المدعومة من دواعش ومواعش وسوالف وكذا كل التيارات والقوى.. كلها يجمعها موقف واحدا هو العداء لعنوان الإخوان المسلمين!! حتى في الدول التي لا يوجد فيها لجماعة الإخوان المسلمين وجود، ولا عنوان يلقى رداؤها على بعض الناس فيحاربون!!
وهذا العداء الإجماعي يخبرنا عن بعض الحقيقة، وإذا كان لي أن أجيب عن السؤال المطروح بكل الموضوعية والواقعية، لقلت وما زالت جماعة الاخوان المسلمين في مصر أو في سورية هي الجماعة الأكثر قدرة على جمع عدد أكبر من المصريين أو من السوريين فيما لو دعت..
وهذا سر الحملة عليها، والكيد لها، وأن بشار الأسد لا يهاجم أحداً من القوى السياسية المعارضة باسمه غيرها…
وهذا بيت من الشعر من لامية الطغرائي أهديه لكل فرد في جماعة الاخوان المسلمين
قد رشحوك لأمر لو فطنت له    فاربأ بنفسك ان ترعى مع الهمل
اللهم أيقظنا من سبات الغفلة إلى يفاع أهل العزيمة
وهذا الرابط المقصود:
النسخة العربية:
https://kalam.chathamhouse.org/articles/ma-althy-tbk-mn-gmaaa-alakhoan-almslmyn

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي، قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين في سورية