الإخوان المسلمون في سورية

مجزرة “حي التضامن” الدمشقي.. أخدود القرن الحادي والعشرين

بيان رسمي

يوماً بعد يوم، تتكشف أبعاد وتفاصيل الحرب العدوانية الإجرامية التي يشنها نظام الأسد ضد الشعب السوري..
وجديد ما كُشف من هذه الجرائم، ما ذكرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، يوم الأربعاء الماضي، من جريمة يندى لها جبين كل حر، ويشيب لهولها الولدان، قامت بها عصابات الأسد الإجرامية في حي “التضامن” الدمشقي عام ٢٠١٣، بإعدام عشرات المواطنين المعتقلين، بطريقة شنيعة، تم فيها سوقهم مقيدين معصوبي الأعين، إلى حافة “أخدود”، وأمرهم بالركض بعد إيهامهم بوجود قناصة، ليقعوا خائفين مذعورين في قعر هذا الأخدود المليء بالجثث، تزامناً مع إطلاق النار عليهم، ثم إشعال النيران في تلك الجثث، في مشهد غاية في الخسة والوضاعة والهمجية، وهو على فظاعته يمثل صورة مصغرة لتاريخ سورية منذ الثامن من آذار ١٩٦٣.
إننا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، نعتبر أن جريمة “حي التضامن” تطرح سؤالاً مهماً عن حجم المجازر والجرائم التي ارتكبها النظام وما زالت طي الكتمان لغاية الآن، وتشكل دليلاً آخر يضاف إلى قائمة طويلة من الأدلة على إجرام هذا النظام وأنه ليس مؤهلاً لكي يكون جزءاً من حل سياسي، وأن لا مكان له في مستقبل سورية، سوى في أقفاص المحاكم الدولية، أو في محاكم الشعب السوري الحر.. ومرسوم العفو الهزيل الذي أصدره النظام مؤخراً لا يمكن له أن يغطي على جرائمه البشعة..
وندعو المنظمات الحقوقية والإنسانية، ووسائل الإعلام، العربية والدولية، إلى الاستمرار في سعيها للكشف عن جرائم النظام وداعميه، وتوثيقها، في ظل تقاعس المؤسسات الدولية ذات الصلة عن أداء دورها.
وندعو المعارضة السورية، إلى أن تتخذ موقفاً مشرفاً وقوياً، يتناسب مع هول وفداحة الجريمة، ويشكل نقطة تحول في الأداء وفي استراتيجيات العمل الوطني، وندعوها لإعادة ملف المعتقلين والمغيبين في سجون نظام الأسد ليكون على رأس أولوياتها، وعدم الانسياق إلى أية إجراءات أو منهجيات عبثية لا طائل من ورائها..
كما ندين بشدة كل الأطراف التي لا زالت تتستر على جرائم نظام بشار الأسد، وداعميه، وتعطيه الفرصة تلو الفرصة مع داعميه الروس والإيرانيين المحتلين، لاستكمال جرائمهم ضد الشعب السوري، وقتل طموحاته المشروعة في الحرية والكرامة.
نجدد دعوة الدول العربية التي سارعت مؤخراً للتطبيع مع النظام المجرم إلى التراجع عن هذه الخطوة الكارثية، ونذكرهم بأن التاريخ لا يرحم والشعوب لا تنسى.
اللهم إن شعبنا في سورية قد قدم التضحيات الجسام في ظلال ثورة العدل والحرية، فارحم اللهم شهداءه وانصر مجاهديه.. وأبلغه حياة كريمة عزيزة لا يُذل بعدها.. يا رب العالمين..
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
٣٠ رمضان ١٤٤٣هـ
١ أيار ٢٠٢٢م

محرر الموقع