زهير سالم
وبدون إغفال للأدوار الثانوية التي تشكلها التنظيمات والتجمعات التي توصف بالإرهابية، على خلفيات متعددة، دينية ومذهبية وإثنية، إلا أن هذه المجموعات غالباً ما تكون أدوات بيد مصادر الخطر الأول على كل صعيد. وهذا أمر بات بحاجة إلى تمحيص، حتى لا يطيش رأي ولا يحار حليم.
مصدر الخطر الأول على الإنسانية والعالم نظام الفيتو القائم في مجلس الأمن والذي يتم بموجبه تسمية الحق باطلاً والباطل حقاً. إن توافق القائمون عليه فعلى ظلم، وإن اختلفوا فعلى ظلم أكبر. فيتو أمريكي يحمي الكيان الصهيوني وسياساته بكل ما فيها من عدوان على الحق والعدل وتجاوز على حقوق الإنسان. وفيتو روسي يحمي القاتل المبير بشار الأسد ويشارك في كل الأعمال الوحشية التي يرتكبها ويظل يجادل عنه وعنها بطريقة من الوقاحة ومجافاة الواقع والعقل والمنطق؛ في عملية لتوزع الأدوار بين الأمريكي والروسي لم تعد تخفى على أحد. وحديثنا عن فلسطين وسورية ما ضربناه إلا مثلاً وتستطيع أن تتلمسه في كل بقعة كان فيها لمجلس الأمن قرار.
ومصدر الخطر الأكبر في منطقتنا منطقة الشرق العربي الكبير يتمثل في المشروعين المنجدلين المتعانقين المتعاونين المتكاملين على طريقة الشركاء المتشاكسين؛ المشروع الصهيوني والمشروع الصفوي. المشروعان القائمان أصلاً على ما يعتقدان أنها أنقاض الوجود العربي الإسلامي الذي صدر الحكم عليه بتحويله إلى هلام يسهل على أصحاب المشروعين امتصاص هيولاه، ومن يجادل في هذا ففي عقله يجادل..
ومصدر الخطر الثالث الذي يتهدد سورية وفضائها الجيوسياسي، إن بقي، فهو بشار الأسد وعصابته أو زمرته وأدواته، لا يستهين به، ولا يتوقع المهادنة منه إلا من تعوزه الكثير من دروس السياسة والتاريخ والجغرافيا…
أحياناً تكون الأداة بيد الشرير أخطر من الشرير نفسه..
لا تضيعوا أنفسكم ولا تخادعوا شعوبكم لتكونوا على بصيرة من أمركم.