الإخوان المسلمون في سورية

مقابلة المكتب الإعلامي مع فضيلة المراقب العام د. محمد حكمت وليد حول الانتخابات السورية

وصف فضيلة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية د.محمد حكمت وليد “الانتخابات الرئاسية” في سورية بأنها باطلة ولا تستوفي أياً من المعايير الدولية للنزاهة والشفافية.
وأكد فضليته  في حوار خاص مع المكتب الإعلامي أنّ “بشار الأسد فاقد للشرعية أصلاً، ليس منذ بداية ثورة الحرية والكرامة فحسب، بل منذ أن تم تفصيل الدستور على مقاسه، لخلافة والده الفاقد للشرعية أيضاً”.
وفيما يلي نص الحوار كاملاً:
س1) منذ أشهر والنظام يعد العدة للانتخابات.. لماذا لم تقم المعارضة بتفنيد هذه الانتخابات أمام المجتمع الدولي.. وأنها غير شرعية وغير قانونية؟
– النظام يعرف والمجتمع الدولي يعرف أن هذه الانتخابات باطلة ولا تستوفي أياً من المعايير الدولية للنزاهة والشفافية.
وفي الحقيقة فإن نظام بشار الأسد فاقد للشرعية أصلاً، ليس منذ بداية ثورة الحرية والكرامة فحسب، بل منذ أن تم تفصيل الدستور على مقاسه، لخلافة والده الفاقد للشرعية أيضاً.
وقد كان هناك شيء من الحراك السياسي والقانوني لدى المعارضة منذ فترة، لتوضيح موقفها من هذه الانتخابات، ومخاطبة بعض الدول الشقيقة والصديقة لبيان حقيقتها، وتعارضها مع جميع مبادئ الحل السياسي التي نادت بها المؤسسات الدولية وقراراتها ذات الصلة.
س2) ما الرسالة التي تريد الدول الداعمة لنظام أسد إيصالها من خلال حرصهم على إقامة الانتخابات ولو بشكلها الهزلي؟
– الرسالة التي تريد روسيا وإيران إيصالها هي أنهما صاحبتا الكلمة الفصل في سورية، وأنهما تضربان بعرض الحائط أي حل في سورية لا يراعي مصالحهما، المتمثلة ببقاء بشار الأسد على سدة الحكم، حتى تتمكن هاتان الدولتان المحتلتان من مواصلة مصادرة إرادة الشعب السوري، ونهب وسرقة خيرات سورية، والتحكم في قرارها ومستقبلها بما يناسب مصالحهما الاستبدادية التوسعية المتوحشة.
س3) ما هي تأثيرات إصرار نظام الأسد وروسيا، على إجراء هذه الانتخابات المسرحية، رغم معارضة المجتمع الدولي، على مجمل العملية السياسية؟
– الإصرار على إجراء الانتخابات يؤكد مجدداً أن نظام الأسد لا تعنيه أي عملية سياسية، تؤدي إلى انتقال سياسي حقيقي، وأن كل ما يسعى إليه هو كسب المزيد من الوقت لإجهاض مسار الثورة برعاية المحتل الروسي والإيراني.. وهذه النتيجة أكدتها أيضا مفاوضات اللجنة الدستورية، التي سبق وأن أعلنت الجماعة رفضها المشاركة بها.
س4) مبالغ كبيرة جداً يصرفها النظام على الانتخابات والترويج لنفسه بالترافق مع الظروف المأساوية التي يعيشها الشعب السوري، سيما الظروف المادية منها، والعوز الكبير الذي يعاني منه شعبنا، فهل النظام جاد فيما يسمى انتخابات؟ وهل هو متخوف فعلاً من احتمالية عدم الفوز؟
– النظام نفسه يعلم في قرارة نفسه أن هذه الانتخابات لا مشروعية لها، ولا وزن، ولا قيمة، وبالتالي فهو يبالغ في صنع بعض المظاهر الانتخابية، حتى تغطي على فساد جوهرها البالغ.. ولا أظن أن الأمر متعلق باحتمالية عدم فوزه، فهي صمّمت ورتّبت بحيث يفوز بها فوزاً ساحقاً، أمّا المبالغ التي صرفها النظام فهي دليل آخر على انفصال هذا النظام عن الشعب واستهتاره بمعاناته وعدم إقامته أي وزن لها، في ظل الأزمة الإنسانية الكبيرة التي تعاني منها سورية.
س5) في ظل إصرار النظام على إجراء هذه الانتخابات، ما هي رسالتكم للدول التي تناقلت بعض وسائل الإعلام سعيها إعادة نظام الأسد لشغل مقعد سورية في الجامعة العربية؟
– كما قلنا، فهذه الانتخابات تؤكد مجدداً أن هذا النظام غير جاد في الوصول إلى أي حل سياسي، ما يؤكد عدم مشروعيته وعدم امتثاله للقرارات الدولية أو حتى العربية لحلحلة الوضع السوري، وبالتالي فإن أي سعي من قبل أي دولة لإعادة العلاقات معه وإرجاعه للحضن العربي، لن تمنحه أية شرعية، بل إنها ستكون وصمة عار في جبين من يريدون إعادة العلاقة معه، بعد كل الجرائم التي ارتكبها، والدماء التي سفكها.
س6) ما رأيكم بمشاركة المجرم رفعت الأسد في التصويت لابن أخيه في سفارة النظام في باريس؟
– ذرية بعضها من بعض، وممثلون في نفس المسرحية السوداء، ومجرمون يتقاسمون الأدوار، ولم يجدوا غير صفاقتهم وفجورهم يصدرونها من عاصمة تدّعي أنها رائدة الحرية والعدالة والمساواة في العالم.
س7) بما أنكم تعترضون على إجراء هذه الانتخابات، وتعتبرونها مسرحية هزلية وفاقدة للشرعية، فما هي الانتخابات المقبولة إذن من وجهة نظركم؟
– إن أية انتخابات شرعية في سورية، لا يمكن إجراؤها قبل عملية انتقال سياسي كاملة، وخروج قوات الاحتلال من أرض سورية، وتحقيق العدالة الانتقالية، التي تضمن إجراء أية عملية انتخابية ضمن أجواء سليمة ونزيهة، ومحاسبة من تلطخت أيديهم بدماء السوريين، فضلاً عن عدم إشراكهم في صناعة مستقبل سورية.
إن المشكلة الحقيقية في سورية الآن هي في وجود هذا النظام جاثماً على صدر السوريين، بدعم قوات الاحتلال الروسي والإيراني، وهي الأطراف المسؤولة عن تعطيل أي حل سياسي، وهذا ما سبق وأشرنا إليه في كثير من مواقفنا.
س8) كلمة توجهها للدول التي منعت سفارات النظام من إقامة الانتخابات على أراضيها.. مثل تركيا وألمانيا.. وأيضا شعب لبنان الشقيق..؟
– نتقدم بالشكر لجميع الحكومات التي رفضت إقامة هذه الانتخابات الزائفة على أراضيها، وعلى الأخص الحكومتين التركية والألمانية، وجميع الحكومات الأخرى التي اتخذت نفس الموقف.. كما نشكر الشعب اللبناني الشقيق الذي رفض أيضاً إقامة هذه المسرحية على أرضه واستفزازات شبيحة الأسد، ونشكر أيضاً السياسيين اللبنانيين الذين أعلنوا موقفهم الرافض لهذه الانتخابات جملة وتفصيلاً.

محرر الموقع