– كان من دعاء السلف: اللهم سلّمني لرمضان، وسلّم لي رمضان، وتسلَّمْهُ مني مُتقبّلاً.
ويعقب ابن رجب الحنبلي رحمه الله على هذا بقوله: “بلوغ شهر رمضان وصيامُه نعمة عظيمة على مَن أقدره الله عليه، من رُحِم في رمضان فهو المرحوم، ومَن حُرم خيره فهو المحروم، ومَن لم يتزوّد لمعاده فيه فهو ملوم”.
أتى رمضـــانُ مزرعـة العبـــــــــــــــــــادِ لتطهير القلوب من الفســـادِ
فأدِّ حـقــــــــــوقـه قــــــــــولاً وفـعـــــــــلاً وزادك فــاتّــخــــــــذه للمـعــــــــــــادِ
فمَن زرع الحبوب وما سقاهــــــا تأوّه نادمـــــاً يـومَ الحصـــــــــــــــادِ
ثم اسمع قول الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم وهو يبشّرك ويُهنّئك بقدوم هذا الشهر العظيم، ويقول لك: “قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك كتب اللهُ عليكم صيامه، فيه تُفتح أبواب الجنان، وتُغلق أبواب الجحيم، وتُغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر مَن حُرِمَ خيرها فقد حُرم”. رواه الإمام أحمد، وصحّحه شعيب الأرناؤوط.
فلتجعل من هذا الشهر موسماً تتخفّفُ به من معاصيك وتزداد فيه من طاعاتك:
– “كلُّ بني آدم خطّاء، وخير الخطائين التوّابون”. رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه.
راجع نفسك، وحاسبْها قبل أن تقف بين يدي ربّك يوم الحساب، واعترف الآن، بينك وبين ربك، بذنوبٍ تقع فيها، واشعر بالندم على ما فعلت، واعزم على الإقلاع عنها، وقد يكون بعضها مما ظلمت بها واحداً من عباد الله بأن أكلتَ من ماله بغير حق، أو اغتبتَه، أو حسدته، أو احتقرته… فاعمل على إعادة الحق لأهله، أو استغفر له.
– اغسل قلبك من كل غلٍّ لواحد من إخوانك. سامحهم عما بدر منهم، عسى الله أن يلهم من أسأتَ إليهم أن يسامحوك.
– لتكن لك زيادة في الطاعات في هذا الشهر، ففضلاً عما اعتدت عليه من أداء الفرائض وبعض النوافل، اجتهد في أن تصلي من النوافل ما لم تكن تفعله من قبل، وأن تتلو من القرآن كل يوم أكثر مما كنت تتلو في غير رمضان، فإذا كان لا يَحسُن بالمسلم، في غير رمضان، أن تقلّ تلاوته اليومية عن جزء من القرآن، فلتزد من تلاوتك صفحتين أو بضع صفحات، ولتكثر من الصدقات، فضلاً عن أداء الزكاة، فقد كان حبيبك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان.
فإذا فعلتَ هذا، وأنت جدير به وبأكثرَ منه، فقد نلت، بفضل الله، مغفرةَ الله. وقد قال نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم: “رَغِمَ أنفُ رجل ذُكرتُ عنده فلم يصلِّ عليّ، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكِبَرَ فلم يُدخِلاه الجنة”. حديث حسن صحيح، رواه الترمذي. ورُوي نحوه عند أحمد ومسلم.
اللهم تقبّل منا الصلاة والصيام والقيام، واجعلنا من عتقاء شهر رمضان.