الإخوان المسلمون في سورية

وعد بلفور المشؤوم

يصادف اليوم، الثاني من تشرين الثاني، ذكرى وعد بلفور المشؤوم كما تعودنا أن نصفه.. (1917/11/2).
وأول مرة سمعت باسم “بلفور” وزير الخارجية البريطاني الذي كتب تعهداً للمؤتمر الصهيوني: “تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قوميّ للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد…”.
أول مرة سمعت وعرفت به، كنت في الصف الأول الابتدائي سنة ١٩٥٤.. وسمعت عبارة “وعد من لا يملك لمن لا يستحق”، ومضى التقليد عندنا في سورية أن تخصص الحصة الأولى في المدارس من صباح الثاني من تشرين الثاني من كل عام للحديث عن وعد بلفور والتنديد به..
في بعض الأحيان كانت تخرج مظاهرات أو مسيٌرات للتنديد بهذا الوعد المشؤوم، وفي إحدى المرات كان الهتيف شبه أمي، واجتمع الناس أمام فندق بارون في حلب للتنديد بهذا الوعد، وطلب من هذا الهتيف أن يهتف بقوله “فليسقط وعد بلفور”، لم يفهم العبارة، ونظر أمامه فوجد المجتمعين يجتمعون على شرفة الفندق، وحسب معطيات ثورة البوليتاريا راح يهتف: فليسقط واحد من فوق..
ليس مهماً التداري بوعد بلفور، هو نوع من الهروب إلى الأمام، وهذا ليس دفاعاً عن بلفور ولا عن حكومته، ولا عن دورها، وإنما هو تذكير بالحق، فقد كانت البداية المؤسِسة للنكبة، منذ عام ١٩٠٩، منذ أنجزت جمعية “الاتحاد والترقي” انقلابها ضد السلطان عبد الحميد الذي وقف بحزم ضد المشروع الصهيوني، وضد هجرة اليهود إلى فلسطين، وعزلته، وكان قرصوه اليهودي في لجنة العزل، وبدأ مشروع الهجرة ينفذ على الأرض الفلسطينية..
اعرف عدوك..
ولا تنس من خانوك ولا من باعوك…
حزب البعث العربي الاشتراكي هو النسخة العربية من جمعية الاتحاد والترقي..
 

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي، قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين في سورية