الإخوان المسلمون في سورية

تطبيع مع نظام بشار الأسد.. أم مع الاستبداد والإجرام؟!

بيان رسمي

إخوان سورية
بسم الله الرحمن الرحيم
كثُر الحديث في الأسابيع الأخيرة حول التطبيع مع بشار الأسد وإعادته إلى الحضن العربي، بعد ما تم طرده عام ٢٠١١ إثر الفظاعات التي ارتكبها ضد الشعب السوري، وجاءت كارثة الزلزال الذي أصاب تركية وسورية في ٦ شباط الماضي، ليوفر فرصة لمن أراد التطبيع للدخول تحت لافتات إنسانية وإغاثية..
ونحن في جماعة الإخوان المسلمون في سورية مع إدراكنا لمعادلات المصالح التي تحكم سياسات الدول، نريد أن نبين الحقائق والوقائع التالية:
أولاً: إن الأسباب التي أدت للقطيعة مع بشار الأسد ما زالت قائمة، ولا تزال العمليات العسكرية جارية في المناطق التي يستطيع النظام الوصول لها، بل وفي غمرة الزلزال الأليم كان صوت قصف مدفعية النظام يتردد في (مارع) بينما كان المسعفون يستخرجون ضحاياهم من تحت الأنقاض.
ثانياً: سورية التي يريد الأشقاء العرب عودتها للجامعة العربية لا يمثلها النظام السوري، فسورية بلد الحضارة والثقافة والتاريخ العريق، ليست النظام السوري القاتل، والتطبيع معه يعني التطبيع مع القتل والإجرام.
ثالثاً: بشار الأسد رهينة بين يدي روسية وإيران، ولا يملك القدرة ولا الإرادة لفك التلاحم بينه وبين إيران التي تغولت على اقتصاد سورية واخترقت مؤسسات النظام الأمنية والعسكرية.
رابعاً: التفاهمات التي تزيل الفرقة والخلافات العربية هدف نبيل وضروري، ولكن التطبيع مع بشار الأسد هو استهانة بدماء الشعب السوري وآلامه وتكريس للظلم التاريخي الواقع عليه، فالنظام لا يملك القيم الأخلاقية ولا سعة الأفق السياسي ليقدم أي حل لسورية، وتاريخه شاهد على اعتقاده أن ما لم يتم إنجازه بالقتل والإجرام، سوف يتم تحقيقه بالمزيد من القتل والإجرام.
خامساً: الثورة السورية لم تنته، وآلام الشعب السوري ما زالت مستمرة، وبشار الأسد لا يحكم أكثر من ٥٩٪ من الجغرافية السورية، والتطبيع معه لن يؤدي إلى استقرار سورية والمنطقة، بل هو وصفة جاهزة لعدم الاستقرار، ومصدر مؤكد لتصدير الجريمة والمخدرات.
سادساً: نظام بشار الأسد خطر على سورية والمنطقة، ويعمل على تغيير النسيج الاجتماعي السوري وتركيبه الديموغرافي، ولن ينسى للدول الشقيقة موقفها المؤيد للثورة السورية، والتطبيع معه يزيد تعطشه للانتقام.
سابعاً: نطالب المجتمع الدولي أن يفرض على الأسد حلاً سياسياً عادلاً حسب القرار الدولي ٢٢٥٤ يضمن الإفراج عن المعتقلين والعودة الآمنة للمهجرين، ويصون حقوق الشعب السوري في الحرية والكرامة وسيادة القانون.
ثامناً: نشكر الدول التي وقفت وما زالت تقف مع مطالب الشعب السوري، وندين دول الاحتلال التي استدعاها الأسد وساهمت في قتل الشعب السوري وتشريد الملايين من أبنائه.
وفي الختام نقول: إن شرعية الأنظمة هي الشرعية التي تمنحها إياها شعوبها، ونحن مع شعبنا في مطالبته بحقوقه وحريته والعمل بجرأة على مواجهة مشكلاته بروح الجدية المسؤولة..
نحن مستعدون أن نعمل مع المخلصين من أبناء هذا الوطن والأشقاء العرب والأصدقاء الأحرار في المجتمع الإقليمي والدولي للانتقال من دولة القمع والاستبداد والإبادة إلى دولة العدل والحرية والقانون، مستفيدين من تجارب الماضي وفرص المستقبل.
قال تعالى في كتابه الكريم: 
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) يوسف ٢١.
والله أكبر ولله الحمد..
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
٩ نيسان ٢٠٢٣م
١٨ رمضان ١٤٤٤ه‍

محرر الموقع