الإخوان المسلمون في سورية

سوريتنا المستباحة

حرام على بلابله الدوح… حلال للطير من كل جنس

(1)

وفوق كل شيء نائب رئيس الأركان الصهيوني يجوس خلال الديار..
‏ويسجل الراصدون الدوليون والإقليميون أن الكيان الصهيوني قد سجّل مئات الغارات أو تزيد منذ مطلع الألفية، ألفية محور المقاومة والممانعة على سوريتنا المضيعة أو المضاعة…
‏وتصاعدت هذه الانتهاكات منذ تصريح ابن خال الرئيس: أمان.. بأمان…
‏والذي يثير عجب المراقبين أكثر مساحة وعمق الاختراقات الأمنية الصهيونية على الساحة الإفليمية عموما، وعلى محور طهران-بغداد-دمشق-بيروت مع حارة حريك؛ خصوصا…
‏الاختراقات الأمنية الممتدة عمقاً وارتفاعاً ومساحةً وحجما، بحيث بات كل من يعيش في إحدى هذه الدول يعلم أن له كرتاً مقطوعاً عند الموساد الصهيوني.. وأن قرار التصفية قلما يخطئ هدفه…!! منذ عماد مغنية ومحمد سليمان…
‏كل إيراني يمكن أن يزور دمشق أو بيروت ولو زيارة دبلوماسية خاطفة هذه الأيام، يحتاج إلى محرمة أمان صهيونية حتى يزور…!!
‏أما الصهيوني الذي ما يزال طيرانه يمرح على الأرض السورية من حدود الجولان إلى دمشق وأحيائها وضواحيها؛ من المزة إلى قدسيا ثم إلى حمص والقصير وحلب، فقد تعدى كل ذلك ليقضم المزيد من الأرض السورية “المحررة”، فيحطّ رئيس الأركان الصهيوني فيها، ليشرف على المزيد من الانشاءات الاستراتيجية، في الإعداد لمستقبل المنطقة، حسب التصور الصهيوني..
‏تحت وطأة الفزع المطبق، من عمليات الاغتيال الصهيوني المنفلتة، يأتي الصمت الرسمي لما يوصف بـ”الرئيس السوري”، و”الحكومة السورية”، و”قيادة الأركان السورية”.. التي غالباً ما تمارس نوعاً مما يسميه أطباء علم النفس “التحويل”، فكلما تحسس أحد هؤلأء، ألمَ الصفعة؛ التفتوا إلى أحياء البلدات والمدن السورية فقصفوا حيّا، وقتلوا طفلاً وأخته وأباه وأمه؛ ليكون لدى مذيع نشرة الأخبار مادة عند الصباح يبثها، فيحمي من خلالها ما تبقى مما يسمى “هيبة الدولة”….
‏وحين يكون هذا هو حال القوم الذين لا يوصف أيّ واحد منهم لا بالقوي ولا بالأمين… فماذا يمكن أن يكون حالنا نحن أحرارَ سورية وثوارها وأبناءها ووراثها الحقيقين؟؟
‏سؤال أطرحه علينا جميعا، وأعلم أنه أكبر من أن يجيب عليه أيّ فرد أو فريق منا، فالأمر الجميع يحتاج إلى جواب الجميع.. والأمر إذا حمّ يصبح الجد في الجواب عليه واجب الجميع…
‏قامت ثورات الربيع العربي وأهمها ثورة الشعب السوري ليتخلص السوريون من المستبد الظالم الفاسد.. ولكن ليس لتكون هذه الثورات جسراً للدخلاء إيرانيين أو روس أو صهاينة عبرانين…
‏السؤال اليوم يلزّ كل الشرفاء حتى يلجئهم إلى الجدار، أو يحاصرهم في زاوية “اليك” كما يقولون… وفي البحث عن الجواب على السؤال، وتدارك الأمر، وقد فرط، يقول العربي: انظروا يا قوم هل لهذا البلية من تلاف؟؟ وهل لذناباها من مطلب؟؟
‏وأعلم وتعلمون، وإذا صمت منا فرد أو فريق، فما ينبغي لأولي الأحلام والنهى أن يصمتوا؛ اللهم إليك نشكو عجرنا وبجرنا وما أنت أعلم به منا…

(2)

‏الأريجاني مستشار الولي الفقيه.. يجوس خلال الديار..
‏ورابتني فيما رابني مما يجري على وطني، الزيارة التي قام بها علي الأريجاني المستشار للولي الفقيه “علي خمنئي”.
‏ويقول الخبر: إن “علي الأريجاني” حمل رسالة خاصة أو سرية، من علي خمنئي إلى كل من بشار الأسد، ونبيه بري!! بروتوكولياً يجب أن تحمل الرسالة في لبنان إلى رئيس وزارة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي!! وأرجو إذا أشرت إلى الخلفية الطائفية لتجاوز ميقاتي إلى بري، أن لا يتهمني أحد بالطائفية، فأنا تربيّت على كراهية المغمغة والطبطة، وإمساك العصا من الوسط…
‏وأنا أعتقد أن الأريجاني لم يجرؤ على دخول سورية أو إيران، إلا بعد أن حصل على إذن من نتنياهو أو مدير الموساد.. ذلك أن الشخص الإيراني بدون أمان، لن يستطيع أن يدخل سورية أو لبنان، ولو لساعة من الزمان…
‏في ثنايا الخبر وهو ما أريد أن أتحدث عنه، أن علياً الأريجاني، سلّم الرسالتين للمعنيين، بشار ونبيه، وطلب من كل واحد منهما أن يطّلع على رسالته، وأن يجيب عليها على طريقته الخاصة، وبطريقته الخاصة… ثم لم نسمع شيئاً عن الجواب غير مغمغة أسدية، أن سورية أصل في محاربة الإرهاب، تستطيعون أن تسموا هذا نوعاً من التلطي خلف العناوين والكلمات…
‏ثم سمعنا في تداعيات الخبر، أنه بعد زيارة الأريجاني لدمشق بيوم وبعض يوم، وصل وزير الدفاع الإيراني العميد “عزيز نصير زادة” إلى دمشق واستقبله نائب رئيس الأركان في المطار!! وهاتان ملاحظتان:
‏الأولى: أستغرب أن يكون وزير الدفاع في جيش مثل الجيش الإيراني، وهو جيش مهما قلنا عريق، برتبة عميد!!!
‏الثانية: البرتوكول يقتضي حين تزور شخصية دبلوماسية أو سياسية أو عسكرية بلداً زيارة رسمية فالمقتضى أن يستقبله في المطار نظيره.. فأي قراءة تقرؤون في تخفيض مستوى الاستقبال درجتين، لم يستقبله وزير الدفاع، ولم يستقبله رئيس الأركان، بل نائب رئيس الأركان، وفي هذا ما فيه من الدلالة…
‏وما ذكر من حديث عن مقاومة وممانعة ودفاع عن سورية ولبنان، فهو الذي يجب أن يثير ريبتنا نحن السوريين واللبنانيين!!
‏وعند هذا الحد يجب علينا جميعا أن نحذر وأن نخاف، وأن نبادر…
‏أبناء جيلي ما زالوا يحفظون البلاغ 1967/66 الذي صدر عن وزير الدفاع حافظ الأسد والذي أعلن سقوط القنيطرة قبل أن تسقط بأيام…
‏كنت يومها وأنا شاب في العشرين، أمشي في شوارع مدينتي حلب فأرى الرجال المكتهلين يبكون، بنحيب…
‏وأقول لبشار الأسد… ولكل القوبات التي معه: إن حفظ الأوطان أسهل من استرجاعها بعد أن تضيع أو أن تضيّع.. بمعنى أن قدرتنا على الدفاع عن الجولان في الأيام الستة في سنة 1967 كان أسهل بمائة مرة من استرجاعها اليوم، لو كنتم جادين في استرجاعها، وأنا لا أحسب ولا إخال…
‏وبمعنى أن أي مغامرة غير محسوبة، وفي ظل سيطرة ميليشيات المكاسب العارضة على البلد، ستكون لها تداعيات مثل تداعيات الانتصار الكاذب الذي تحققه الخلايا السرطانية على الجسد الذي تدب فيه، فتسيطر عليه…
‏هل أشرح لكم، والخطاب لهذا العلق الذي ما يزال يمتص كل ما في سورية من خير وحق وجمال.. ماذا يعني أن تنتصر الخلية السرطانية على الجسم المدنف المريض..؟؟ ذاكم هو مصيركم إلا أن…
‏في الشتات السوري خيل أصيلة تعلك اللجما… وليس غيرها يمكن أن يدفع، ولا غيرها يمكن أن يحمي..
‏في يدينا بقية من بلاد.. فاستقيلوا كي لا تضيع البقية

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي، قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين في سورية