الإخوان المسلمون في سورية

‏الولايات المتحدة أكثر اهتماماً بمعاهدة في لبنان.. منها في فلسطين وغزة..

‏يقولون: عرج الجمل من شوكة في شفته..
‏الملاحظة عامة في الأوساط الدولية والعربية.. وعند الأطراف أو النخب كافة.. التحليلات على ما يقولون “وكل يهيم في بيدائه” ولا أحد يحاول أن يقارب الحقيقة المظلمة، التي يمكن أن تجلب غضب أطراف المعادلة الأربعة: الأمريكيون – الصهاينة – ملالي الولي الفقيه – وميليشيا “حزب الله” المغضوب عليها، غضباً ظرفياً محدوداً حتى حين..
‏أمر استراتيجي لا يجوز أن يغفل عنه محلل ينتمي أصيلاً إلى منطقتنا وأمتنا، وهو: أن حرب الفلسطينيين والغزاويين خصوصاً ثم العراقيين والسوريين، مع الصهاينة وبقية لفيفهم حرب وجود.. وحرب الصهاينة مع ميليشيات الولي الفقيه في لبنان وفي غيرها حرب مصالح، تقاس بالكيلومترات: جنوب الليطاني أو شمال الليطاني..
‏وحتى أمثل لمعنى الحرب الوجودية: أدعوكم لتذكر صراخ المقبور حسن نصر الله على رؤوس السوريين منذ ٢٠١٢ تقريباً، أن معركتهم في سورية معركة صفرية، إما هم وإما السوريون..
‏اسمعوني جيداً: لا الأمريكي ولا الصهيوني ولا أي حليف من حلفائهما، يعطي المقاومة الفلسطينية خيار الانسحاب إلى خط محدد حتى يتم التوافق على وقف إطلاق النار، بينما هذا مبذول لميليشيات الولي الفقيه على كامل الأرض العراقية والسورية واللبنانية واليمنية أيضاً..
‏من جهة أخرى الحرب الأمريكية – الصهيونية على الجبهات التي عددتها (العراق – سورية – اليمن) هي حرب وقائية استباقية!! لعلهما مصطلحان يحتاجان إلى شرح وتوضيح..
‏بتبسيط بالغ: إن التجريف الذي تم في العراق وسورية واليمن هو تجريف ذو بعد مستقبلي!!
‏بمعنى أنّ الرضيع الذي يولد اليوم في المعظمية، أو في حلب أو حماة وحي الميدان من دمشق، يمكن أن يكون بعد عشرين سنة مقاتلاً يدافع عملياً عن الجولان والقدس والأقصى..!! قتل هذا الرضيع في محاضن الرضع في المستشفيات كما عاينا جميعاً مراراً وتكراراً، فيه قطع للطريق عليه وعلينا.. ولعلنا نعي، تلك كانت معركة الميليشيات الطائفية وما زالت في العراق وسورية واليمن وما تزال..
‏أما الآخرون فمأمونو الجانب من هذا، ولذا أعطوا الإذن في التمويل والتسلح والتدريب والانتشار والبقاء..
‏يقولون: الكتلة البشرية التي تنتمي إليها الأمة عملياً، يجب أن تنتهي، ولا أحد عند حزب الله يخاف منه.. بقي الشهيد صاحب العصا يقاوم أكثر من عام، حتى ألقى عصاه في وجه عدوه وقضى، بينما تمكن العدو من المقاوم المدعي بالصوت في ظرف أيام، وهذا فرق..
‏أمر ثالث يجب أن لا ينسى: تتبعوا مواقع القصف الروسي – الأمريكي – الأسدي، على الهوية الطائفية في سورية، واطلبوا من الذكاء الاصطناعي أن يجيبكم: كم قرية حمراء أو صفراء أو برتقالية قد قصفت ولو بالخطأ..!! حتى مصطلح نيران صديقة، لم نكد نسمعه في سورية، وتصوروا أي فرق؟!!
‏ثم تركيبة لبنان بطبيعتها الديمغرافية، تقتضي حذراً أكثر، وتقليصاً للحرب أكثر..
‏”حي مار الياس” لا يحتمل قصفاً آخر، لا ببعده التجاري، ولا ببعده الديمغرافي.. ولعلكم تقدرون أن القصف لا يعني مزيداً من القتل والجرحى والتدمير فقط.. بل يعني مزيداً من التهجير أيضاً، فكيف يهجّرون من يريدونهم باقين؟!
‏في الوقت الذي اتخذت فيه الولايات المتحدة الفيتو لمصادة قرار بوقف النار في غزة، كان مندوبها يخفّق بين بيروت وتل أبيب، لعقد الصلح، وإحكامه، وإعادة مياه الوئام إلى مجاريها.. يقولون عندنا في الشام: المصارين في البطن الواحدة تتلبك وتتعقد، وتنتفخ، وعندها قد تحتاج إلى قليل من التنفيس..
‏ولكن الوضع في غزة وفي سورية والعراق واليمن ليس كذلك..
‏لعلنا…

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي، قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين في سورية