الإخوان المسلمون في سورية

العودة إلى الشام

أيها السوريون جميعاً
أخاطبكم على ضعف قوتي، وقلة حيلتي… وهي كلمات فاحفظوها عني:
ما مرّ بنا هو التحدي الأصغر، وما يستقبلنا هو الأمر الأخطر…
انتصرنا على عدونا بفضل الله وبرحمته.. فهل ننتصر على أنفسنا؟ وعلى ضعفنا؟ وشتات أمرنا؟ وهل ينزع الكثير منا عن الاشتغال بالقيل والقال..!! والرباط على ثغرات وسائل التواصل، ليس رباطا، لو كنا نعلم..
كم خطيباً تحرك صبيحة هذه الجمعة المباركة إلى حوران ودمشق وحمص وحماة وإدلب ودير الزور واللاذقية! وهل استنفر الخطباء فلم ينفروا! وهل سهّل الشباب الطرق، فتقاعس الشيوخ؟
أيها السوريون..
الساحة مخلّاة.. فتعاونوا على سدّ الثغرات..
والقوائم المطلبية نحن الذين يجب أن نعمل على حمل أعبائها، حتى نوفيها!!
والذين سدّدوا الضربة القاضية للنظام المترنح، ليسوا أماً ولا أباً، بل هم إخوة وأشقاء ورجال مثلنا، تحكمهم المعادلات التي تحكمنا جميعاً، جزاهم الله كل خير، وألهمهم رشدهم، وسدد خطاهم، ورزقهم العزيمة على الرشد..
ونضّر الله الرجلّ منا يقول: وعليّ جمع الحطب.
ونضّر الله الرجل منا عَلِم وعلّم أن إماطة الأذى عن طريق المسلمين من شعب الإيمان..
أيها السوريون.. بل أيها المسلمون..
لست مفتيكم فأفتيكم، ما هو الحكم الشرعي للعودة إلى وطنكم، وقد علمتم أن الهدف الذي استقبلكم به أعداؤكم كان، تغيير هوية شام نبيكم، وتقليلَ سوادكم، ومزاحمتكم على فضاء وطنكم وترابه… وكانت الشام وستبقى ثغرَ الإسلام.. والملائكة باسطة أجنحتها عليه..
فما هو حكم العودة؟! وهل يمكن أن تكون العودة فردية؟؟ وقد جدت لكثير من المهاجرين أوضاع وحالات، ونحن ما زلنا ندعو إلى ندوات ونمضغ المقالات… والمنشورات والبوستات والتغريدات..
أيها السوريون جميعاً..
العودة إلى الشام مشروع جماعي، يجتمع عليه الرجال، والنساء، الشيوخ والشباب، فيزينونه في القلوب، ويذلّلون من طريقه العقبات…
يقول الإمام الجويني: وأن يتقدم الناس ذو نجدة… يثوّب للناس أنا فئتكم فهلموا…
لسنا، نحن أبناء المجتمع السوري، أطفالاً عند من يلي الأمر كائناً من كان، نقف ببابه ونقول: “يابو بدي”
بل يجب أن نكون كما قال:
لَنا الرايَةُ الخضراء يَخفِقُ ظِلُّها
إِذا قيلَ قَدِّمها حَضينٌ تَقَدَّما
أو كما قال:
إذا ما راية رفعت لمجد … تلقاها عرابة باليمين
فليكن كل واحد منا عرابة الأوسي
رأيت عرابة الأوسي يسمو
إلى الخيرات منقطع القرين
ولا يجوز أن يستدر دموعنا اليوم:
ولو أن قومي أنطقتني رماحهم
نطقـــت ولكـن الرمـــاح أجـــرت
وإني على قلة حيلتي أدعو لكل من زعم أنه أبوها: بارك الله لك فيها تفضل “سميها”
وإنما أهلك الأمم والشعوب أقوام كانت خيولهم من قصب…

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي، قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين في سورية