إنَّ الأمّةَ التي تُحسنُ صِناعَةَ الموت، وَتَعرِفُ كيفَ تَموتُ الموتَةَ الشريفةَ، يَهَبُ اللهُ لها الحياةَ العزيزةَ في الدُّنيا والنَّعيمَ الخالدَ في الآخِرَةِ، وما الوَهَنُ الذي أَذَلَّنا إلا حُبُّ الدُّنيا وَكراهيةُ المَوْت، فأعدّوا أنفُسَكُم لِعملٍ عظيمٍ، واحرصوا على الموتِ توهَب لكُم الحياةُ.
واعلموا أنَّ الموتَ لا بدَّ مِنهُ وأنَّه لا يكونُ إلا مرّةً واحدةً، فإن جعلتُموها في سبيلِ اللهِ كانَ ذلكَ ربحَ الدُّنيا وثوابَ الآخرةِ، وما يُصيبُكُم إلا ما كَتَبَ اللهُ لكُم، وتدَبّروا قول اللهِ تبارك وتعالى: ((ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)) (آل عمران: 154)
فاعملوا للموتةِ الكريمةِ تَظفروا بالسَّعادةِ الكاملةِ، رَزَقَنا اللهُ وَإيّاكُمْ كرامةَ الاستشهادِ في سبيله..