لقد صدم ما صدر عن موظفي دار الافتاء المصرية بشأن فتح القسطنطينية، وتوصيفه بالغزو الاستعماري، ضمير الأمة، وهز مشاعر أبنائها، وبعث الاستياء والاستنكار في قلوب ملايين المسلمين حول العالم..
لم يبال موظفو دار الافتاء المصرية بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي سمى انتشار نور الإسلام في القسطنطينية “فتحا”.. والذي منح وصف النعمى والخيرية لأميرها وجيشها.. بل لعل هؤلاء الموظفين الصغار الذين وسد اليهم أمر دار الافتاء المصرية، بغيا وفسادا، لم يسمعوا بالحديث ولم يعوه..
عذر في قبح الذنب..
وعندما أحس هؤلاء الظالمون بورطتهم، وردّ خاصة المسلمين وعامتهم عليهم إفكهم وافتراءهم، وأرادوا أن يرقعوا ما خرقوا، وأن يصلحوا بزعمهم ما أفسدوا، جاء عذرهم من جنس جنايتهم، تفتيتا لأمر المسلمين، وتفريقا لوحدتهم، وإمعانا في نقل البلبلة من حاضرهم إلى تاريخهم..
رحم الله الفاتح العظيم محمدا الفاتح.. نعم الأمير..
ورحم الله جند الفاتح العظيم.. نعم الجيش ونعم الجند..
وأيد الله كل من مسّك بالكتاب، وسار على النهج..
وبراءة من كل الذين يفترون على الله وعلى الناس الكذب، وقد علمنا “إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون”..
نستنكر ونشجب وندين كل ما صدر عن دار الفتوى المصرية بحق الفتح العظيم، فتح القسطنطينية..
نستنكر الجريمة ونستنكر العذر الذي لا يقل إفكا وإثماً عن الجريمة..
وزعموا أن محمدا الفاتح كان متصوفا، ونعما كان مجاهدا متصوفا..
وما ذي أخلاق المجاهدين والمتصوفين..
ولعل قليلاً من الوقار والحياء ينفع عديميه في مدرسة “اضرب بالمليان”.. فلا علم ولا فقه ولا دين ولا حياء ولا وقار..
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
١٠ حزيران ٢٠٢٠
١٨ شوال ١٤٤١