تنعى جماعة الإخوان المسلمين في سورية العالِم الكبير الأستاذ الدكتور محمد لطفي الصباغ، أستاذ علوم القرآن والحديث بكلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض، والذي توفاه الله عز وجل فجر اليوم الجمعة 7 صفر 1439، الموافق 27 تشرين الأول 2017، في العاصمة السعودية الرياض، عن عمر ناهز السابعة والثمانين عاماً.
والصباغ من مواليد دمشق عام (1348هـ/ 1930م)، عالم وفقيه، وداعية مربٍّ، ووجيه مُصلِح، من عُلَماء العربيَّة وأُدَبائها، وهو باحثٌ ومحقِّق، وكاتبٌ ومصنِّف، وخَطيبٌ ومحاضِر.
قرأ الشيخ الصباغ القرآن كله على رواية حفص مرتين على القارئ المتقن الشيخ سليم اللبني -رحمه الله- ، قراءة مستوفية لأحكام التجويد، ثم قرأ على شيخ القراء في بلاد الشام الشيخ كريم راجح الذي كتب له إجازة بالإقراء. وتلقّى العلوم الإسلامية على علماء دمشق من أمثال الشيخ حسن حبنَّكة، والشيخ صالح العقاد، والشيخ محمد خير ياسين، والشيخ زين العابدين التونسي، والشيخ عبد الوهّاب دبس وزيت، وغيرهم.
وقد ألف الشيخ الصباغ كتباً كثيرة، تزيد عن الأربعين كتاباً، كما أنّه قد عمل في التدريس الجامعي أربعاً وثلاثين سنة، درّس فيها مادتي علوم الحديث، وعلوم القرآن، ودرّس في بعض السنوات النحو، والبلاغة، والأدب، والمكتبة العربية، وأشرف على عدد من الطلاب في الدراسات العليا، وناقش عدداً من الرسائل الجامعية، وشارك في لجان الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية مرات عديدة، وكان عضواً في لجنة جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج.
كانت للشيخ أيضاً مشاركة في التلفاز السعودي والإذاعة السعودية منذ أكثر من ثلاثين سنة وحتى الآن، وحضر عدداً كبيراً من المؤتمرات العلمية والإسلامية في سورية، والمملكة العربية السعودية، والأردن، وألمانيا، والمملكة المغربية، وسلطنة عمان.
وصفه شيخُه عليٌّ الطنطاويُّ بقوله: ((إنّه أحدُ الفُرَسان الثلاثة الذين عرفتُهم تلاميذَ صغارًا، وأراهُم اليومَ ويراهم الناسُ أساتذةً كبارًا: عصام العطار، وزهير الشاويش، ومحمد بن لطفي الصباغ… والأستاذ الصباغ معروفٌ بفضله الذي يبدو في آثار قلمه، وفي بَيانه الذي يظهر دائمًا على لسانه، وفي علمه الذي يشهَدُ به عارفوه، ويستفيدُ منه تلاميذُه، فهو رجلٌ قد جمع سَعَةَ الاطِّلاع، وجَودَة الإلقاء، وسَلامَةَ اللغة، والبُعدَ عن اللَّحْن، وهو مُحدِّث موفَّق في الإذاعة والرائي، ومُدرِّس ناجحٌ في الجامعة وفي الجامع، ظاهرُ المكان، مُتميِّز الرَّأي في النَّدوات الإسلامية، عاملٌ دائبٌ في حَقل الدعوة إلى الله، قادرٌ على توضيح المسائل وتقريبها إلى الشبَّان، وهو سَليمُ العَقيدة، سَلفيُّ المشرَب، مثل أَخَوَيه عصام وزهير، وفَّقَهُم الله جميعًا وقَوَّاهُم وأكثرَ من أمثالهم)).
رحم الله عالمنا وشيخنا الجليل محمد الصباغ، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
المكتب الإعلامي
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
7 صفر 1439ه، الموافق 27 تشرين الأول 2017م.