زهير سالم
حين أفكر في تشخيص حال قياداتنا السورية المعارضة الباسلة المظفرة، مثل كل القيادات العربية، لا أعرف لماذا تُلِّح علي كثيرا التعبيرات الفرويدية بما فيها من دلالة عميقة مرتبطة بالعالم المؤسس لكينونة الإنسان. وكثيراً ما أستطيع أن أكبت هذه التعابير والصور، مع معرفتي بكل ما يسببه الكبت، من مخاطر، وما يتركه من آثار. وأحياناً تفرض بعض التعابير نفسها علي فلا أملك إلا البوح بها لأنها تشكل في مقامها البيان الأوضح عما آلِ إليه حال الناس اليوم وحال من استنعموا سدة القرار فناموا عليها خدرين.
في مجتمعنا القديم كان الجد يصر على ان يعقد أو يزوج حفيده ابن السابعة لحفيدته ابنة الخامسة ثم يجمعون الحفيدين ابني العم في خلوة واحدة وفِي فراش واحد ويتركون لخيالك أن ينتظر من أمر القيادات المعارضة ماذا يكون…
وأعود إلى الحديث عن خبر الوثيقة الصادرة عن المجموعة الدولية المصغرة بشأن المستقبل السوري وبشأن إدلب لأقول: لقد بذلت الدبلوماسية التركية جهدها أولاً لتزج قوة جديدة في المشهد السوري تحد من تفرد وطغيان الدور الروسي، فكانت هذه المجموعة الدولية المصغرة التي غاب عنها للأسف العديد من الدول التي تزعم أنها داعمة لحقوق الشعب السوري وأنها متمسكة بالدفاع عن حقوقه. تشكيل هذه المجموعة، الذي كان غاية الجهد، بحد ذاته إنجاز، ولقاء هذه المجموعة في هذا الظرف الصعب إنجاز آخر، وفِي الوثيقة الواهنة المترنحة التي صدرت عنها محاولة لإنجاز لم تكتمل ولم توّف بالغرض، ومن يقرأ سياسياً تصريحات السياسيين الأتراك يعلم أنهم غير راضين عنها، ولكنها القليل الذي قدروا عليه في ظرف يجعل الحاجة إلى مثلها ضرورة.
إن استكمال دور الفريق يقتضي من حارس المرمى النائم على قائمة العارضة والذي تمثله قيادات المعارضة السورية، أن تشكر الدور التركي في السر وأن ترفع الصوت في الاعتراض على الوثيقة ورفضها والتنديد بها. هذا يسمونه في علم السياسة عمل الفريق.
بالأمس بعد أن كتبت أسطراً قليلة في رفض الوثيقة والاعتراض عليها أرسل إلي بعضهم عن أي وثيقة تتحدث.
ورحم الله معروف الرصافي:
ناموا ولا تستيقظوا… ما فاز إلا النوم