المسلمون ونسك التكبير

التكبير نسك شرعي وخصوصية إسلامية، وكم كان للأمة الباقية من خصوصية!!

الله أكبر..

الله أكبر كبيرا..

وذكر بعض أهل العلم أن التكبير إنما شرع للمسلمين خاصة.

ومعنى قولنا “الله أكبر” أنه أمام ذكر الله، وعظمة الله، وجلال الله، وقوة الله، يصغر كل شيء.

الله أكبر..

حقيقة عامة مطلقة تصغر أمام عظمة الخالق كل المخلوقات.

الله أكبر وهو الوجود الحق الذي صدرت عنه صدور أمر وإيجاد كل الموجودات الجائزة العارضة الزائلة، صدرت عن أمره فكانت ساعة كانت ثم زالت ساعة زالت..

ونزل الأمر بالتكبير في القرآن الكبير مع أول ما نزل في سورة المدثر

((يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ))..

ثم امتد نسك التكبير في شرعة الإسلام..

فكان في شعار المسلمين في الدعوة إلى الصلاة، في آذان المسلمين.

الله أكبر

يكررها المؤذنون عند كل أذان أربع مرات، يعلنون على المنشغلين والمنهمكين والمتشاغلين والعجلين والمتراخين أن الله أكبر من كل ما في قلوبكم وعقولكم وأيديكم فأجيبوه..

ثم كان التكبير ركناً من أركان الصلاة، به تفتح الصلاة، فإذا رفع المصلي يديه حِذاء أذنيه وقال “الله أكبر” فقد ألقى كل مافي يده، وكل ما شغل عقله أو نفسه من طمع وأمل وخوف أو رهبة، خلف ظهره ومضى يناجي ربه الذي هو أكبر..

ثم مضى “يكبّر” الله عند أداء كل ركن من أركان الصلاة، يركع فيكبر، ويرفع فيحمد، ويسجد، ويقوم فيكبر.. فكان التكبير ركناً ركيناً من الصلاة التي نؤديها..

ثم يصوم المسلم فيكمل العدة من صيامه، ويحل يوم عيده، وموعد جائزته، فيتلقى التعليم في الحديث عن ختم الصوم، واستقبال يوم الجائزة من شهر شوال، وإذا التكبير نسك شكر وتعبير عن فرح بالطاعة.

((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))

ويكبر المسلم اللهَ حين يدخل فضاء العبادة كما في الصلاة..

ويكبر المسلم اللهَ حين يختم العبادة فيكملها ويؤديها كما في يوم عيد الفطر..

ويكبر المسلم اللهَ ثالثاً نسكاً في يوم النحر كذلك شكرا لله على الهداية والعون..

ومضى نسك التكبير شرعة ملتزمة عند نحر ما أحل الله من الأنعام يقول المسلم لحظة الذبح ذاكراً اسم الله “بسم الله.. والله أكبر” دون كل المواطن التي تعود المسلم أن يقول فيها “بسم الله الرحمن الرحيم”

وكان التكبير فاصلة هامة في فواصل الذكر من تحميد وتهليل وتسبيح وتكبير..

“سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر..”

تلك غراس الجنة. وقد أخبرنا ابونا إبراهيم عليه السلام عن طريق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن أرض الجنة قيعان، وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.

والتسبيح قولنا: سبحان الله.

والتحميد قولنا: الحمد لله.

والتهليل قولنا: لا إله إلا الله.

والتكبير قولنا: الله أكبر.

وبكل أمرنا الله، في مواطن متعددة في كتابه العزيز، وعلى كل حضنا من جاءنا بشيراً ونذيرا. قال تعالى: ((وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٌ فِى ٱلْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ وَلِىٌّ مِّنَ ٱلذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًۢا))

الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا.

وكان التكبير سنة في حياة المسلمين عند استقبال البشائر والانتصارات..

وسنة عند لقاء العدو وخوض المعارك..

وسنة عندما يحاول البعض أن يهول من أمر العدو عدده وعدته وبأسه ..

وينادي منادي المسلمين:

الله أكبر فيا خيل الله اركبي

أو ينشد منشدهم:

الله أكبر فوق كيد المعتدي

ويصبح التكبير شعاراً للمسلمين عند كل معترك، وبين يدي كل لقاء، وفي مواجهة كل خوف، وفي تحدي كل شر، وتعتمد “الله أكبر” صرخة للنصر عند الإنذار، وعند التطهير..

أيها المسلمون: ردوا بالتكبير على كل المخذلين والمثبطين والمرجفين والمحبطين والمشككين..

وردوا بالتكبير على كل حاولوا أو يحاولون..

في كل ما نعيش من كرب ومن ضنك سنظل مؤمنين أن الله أكبر ..

وكان مفتاح سيدنا سعد رضي الله عنه، يوم افتتح معركة القادسية: أربع تكبيرات..

وكان بعدها النصر المبين.

والله أكبر ولله الحمد.