الإخوان المسلمون في سورية
بيان

بلاغ: ملتزمون مع كافة الأجسام والهيئات والشخصيات الوطنية لتحقيق أهداف الثورة والالتزام بثوابت شهدائها بيان رسمي

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوة السوريون الثوار والأحرار..

لم يطل الأمد علينا، وما تزال دماء شهداء شعبنا الأبرار حاضرة ندية، تذكر جميع الذين يحاولون أن يزيغوا عن أهداف الثورة الأساسية، أن سورية لن تكون إلا حرة، لا سلطان فيها لمستبد ولا فاسد..

ولقد كانت مشاركتنا في جميع الأجسام الوطنية، من المجلس الوطني إلى الائتلاف الوطني إلى هيئة التفاوض العليا، محاولة صادقة وجادة منا لتدعيم وجود هذه الأجسام والتعاون معها على تحقيق أهداف الثورة الأساسية، كما التعاون على ضبط البوصلة وتسديد المسار، لم يستخفنا ادعاء، ولم يستفزنا اتهام، بل بقينا جزءاً من الجسم الوطني العام، حرصاً عليه وليس طمعاً في مكسب منه..

ولقد رأينا منذ تأسست اللجنة الدستورية، أن تأسيس هذه اللجنة كان خطوة خارج السياق الوطني والقانوني الذي قام الائتلاف على أساسهما، فاعتذرنا عن المشاركة فيها، وأملنا أن يكون هذا الاعتذار تنبيهاً كافياً للتوقف عن الاسترسال بعيداً عن أهداف الثورة الحقيقية..

ثم فوجئنا – كما فوجئ كل السوريين الأحرار – بقرار الائتلاف تشكيل مفوضية الانتخابات….!!

انتخابات تُطرح في فراغ وتدور في فراغ وتراهن على مجهول.. وكانت خطوة أخرى تقع خارج نطاق السياق الوطني المتلخص في تشكيل هيئة حكم انتقالي، لا سلطات، لا شراكة لمستبد ظالم عليها ولا فيها، يكون من واجبها التوافق على دستور، وتهيئة سورية لعملية انتخابية بكل تفصيلاتها ومتطلباتها.. انتخابات حقيقية على كل الأرض السورية، يشارك فيها كل السوريين غير المجرمين الذين تلوثت أيديهم بحرمات الشعب السوري..

ولقد علمنا من بعد، أن قانون تشكيل مفوضية الانتخابات موضع الإشكال صدر من غير تشاور ولا رضى بين مكونات الائتلاف الذي ما زلنا نأمل أن يكون أعضاؤه بعضهم لبعض ظهيراً في تصليب الموقف الوطني وفي تسديده والرقابة عليه..

ثم صدرت التوضيحات والتعليقات، فزادت المشهد ضبابية حول دور كل من مؤسسات المعارضة في تحمل المسؤولية عن الموقف الوطني وتقويمه..

أيها الأحرار السوريون..

نحن نعلم أن هناك قوى متربصة، تحاول الكيد للائتلاف وتغييره، وهذا ليس من توجهنا، ولكننا نعلن اليوم بوضوح، أن مشاركتنا في هذه الأجسام التي ما زلنا نريدها وطنية، متوقفة على التزامها بأهداف الثورة الأساسية، حسب ما عبرت عنه حناجر الثوار أولاً، وما نصت عليه قرارات المرجعية الدولية..

وإن جماعتنا بتاريخها الوطني، وثقلها الإنساني والشعبي، لن تكون جزءاً من أي مشروع يسترسل في طريق التفريط والتضييع..

ونؤكد لأطراف الشراكة الوطنية الحقيقية كلها، أن المشروع الوطني المستقبلي الذي نؤمن به، هو مشروع حرية وكرامة وعدل ومساواة لكل الأراضي السورية ولكل من يعيش عليها، وأن القضاء العادل النزيه هو بوابة العدالة الانتقالية لكل السوريين..

نرفض كل ما يحاول أن يلصقه البعض بثورتنا من اتهامات ظالمة.. فلم تكن ثورة شعبنا يوماً ثورة طائفية، ولم تكن ثورة عنيفة، وإن اضطر الأحرار إلى حمل السلاح دفاعاً عن النفس والعرض، حين وقف كل العالم على مدى عام يتفرج على دماء الأطفال تراق، وأعراض النساء تنتهك..

لم تكن ولن تكون ثورتنا أبدأ حرباً أهلية.. لن تكون حرباً على الهوية ضد أي مكون من مكونات مجتمعنا المعمر في تاريخ وجوده الأحدث ألفاً وخمسمائة عام، وإن خاضها أعداؤنا من روس وإيرانيين وأسديين على هذا الأساس..

وتحت لواء الصبر والمصابرة نلتقي مع كل الأحرار والمخلصين من أبناء شعبنا..

بلاغ.. “إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب”..

جماعة الإخوان المسلمين في سورية
٢٩ تشرين الثاني ٢٠٢٠ م
١٤ ربيع الآخر ١٤٤٢ هـ

إخوان سورية