الإخوان المسلمون في سورية

بيان مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في سورية

في ختام دورته العادية الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم 

ونحن على أعتاب العام الثالث عشر للثورة السورية المجيدة، والتي أكد فيها شعبنا الشامخ إصراره على انتزاع حقه في الحرية والكرامة، مهما تمالأت عليه قوى العدوان، عقد مجلس الشورى في جماعة الإخوان المسلمين في سورية اجتماعه العادي الأول في دورته الجديدة، في جوٍ من الود والتآلف، وانتخب فيه الأخ الدكتور عامر البوسلامة “أبو المقداد” مراقباً عاماً للجماعة، بنسبة توافق عالية قريبة من حدّ الإجماع، معربين عن ثقتهم به للسير بالجماعة في خطها الإسلامي والوطني والثوري.

وإن مجلس الشورى إذ يتقدم بأزكى التحيات لشعبنا السوري المجاهد، على ما قدم وما زال يقدم من تضحيات جسام، بكل صبر وثبات واحتساب، ليحيي الصمود البطولي لشعبنا السوري على مبادئ الثورة والحرية، ومرابطتَه في المناطق المحررة في وجه آلة العدوان الأسدي وجيوش المحتلين الروس والإيرانيين والمرتزقة.

وقد أنجز المجلس في هذا اللقاء جدول أعماله، وناقش فيه المستجدات المحلية وتأثيراتها الإقليمية والدولية، وخلص إلى التالي:

(١) يؤكد المجلس على استمرار رفض الجماعة لنظام الإبادة والتهجير الأسدي في سورية، وأنه مع حقوق الشعب السوري بكل مكوناته ومع تحقيق الانتقال السياسي الذي يلبي تطلعات شعبنا.

(٢) يؤكد المجلس أن نظام الأسد بتصنيعه وتجارته بالمخدرات والكبتاغون المحرمتين دولياً، يقترف جريمة مضاعفة بحق الشعب السوري وشعوب المنطقة والبشرية، وقد آن الوقت لتقديمه للمحاسبة على جرائمه.

(٣) يرفض المجلس جميع المشروعات الانفصالية تحت أي عنوان ومن أي جهة، ولا سيما المساعي الانفصالية للـ PYD، ويدين كل من يدعم هذه التوجهات والمساعي.

(٤) يُهيب المجلس بجميع التشكيلات الوطنية والعسكرية، أن تتوحد ضمن مشروع وطني جامع، لإدراكه أن ذلك ضرورةٌ وطنيةٌ لإنقاذ سورية والسير بها في طريق الحرية الكرامة.

(٥) ندين الصمت الدولي على جرائم الاحتلال الروسي لسورية الذي شجعه على اجتياح أراضي أوكرانيا، وزيادة معاناة الشعبين من ويلات الحرب والدمار بآلة القتل الروسية.

(٦) يُثمّنُ المجلس دور تركيا حكومةً وشعباً في الحفاظ على صلات الجوار والاستمرار في ترسيخ الأواصر التاريخية والأخوية بين الشعبين، كما يتوجه بالشكر لجميع الدول العربية والأجنبية التي استضافت اللاجئين السوريين، ويدعوها لتقديم المزيد من الدعم والتسهيلات.

(٧) يعتبر المجلس أن نظام الأسد أصبح عنواناً للإرهاب في سورية والمنطقة، وهو نظام إبادة، طبْعهُ الغدرُ، وسياستُه المماطلة، وديدنه النكث بالوعود، وهو غير مؤهل أبداً للمساهمة في محاربة الإرهاب.

(٨) يؤكد المجلسُ أن الشعب السوري متمسك بأرضه وبحق عودة اللاجئين والمهجرين الطوعية والآمنة إلى مدنهم وقراهم وأراضيهم التي هُجروا منها، فالعودة حق مشروع لا يسقط بالتقادم.

ختاماً، ندعو شعبنا إلى الاعتصام بحبل الله، ووحدة الصف والكلمة، تحقيقاً لقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا).

اللهم فكّ قيد أسرانا، وتقبّل شهداءنا، ووحّد صفنا، وسدّد خطانا لما فيه مصلحة العباد والبلاد. اللهم آمين.

رجب ١٤٤٤ هـ، الموافق لـ كانون الثاني ٢٠٢٣ م

إخوان سورية