الإخوان المسلمون في سورية

جماعة الإخوان المسلمين.. تعريف وموقف

جماعة الاخوان المسلمين في سورية، تجمع إسلامي وطني سوري، بأفق عربي وإسلامي وإنساني مفتوح.
وأساس هذا التجمع التعاون على البر والتقوى، من منظور الهيئة العامة المعبرة عن رأي هذا التجمع.
كانت جماعة الإخوان المسلمين، عند تأسيسها، من منظور كاتب هذه السطور، حركة تجديد إسلامي على مستوى: الفقه- والفكر- والسياسة- والمجتمع.
والجماعة ككيان وطني لها مشروعها العام متعدد الأبعاد على الساحة الوطنية.
وحين تقرر جماعة الإخوان المسلمين أنها تصدر عن رؤية “فقهية شرعية” لا تزعم ولا تدعي أنها رؤيتها هي الرؤية الإسلامية الوحيدة. ولا أن من يرفض رؤيتها الإسلامية محادّ للإسلام، أو خارج من إطاره.
في المعترك الوطني السياسي والاجتماعي تؤمن جماعة الإخوان المسلمين أن ما تقدمه يعبر عن رؤية مقترحة، لا تلزم الفرد المواطن إلا بقدر التزامه.
تقرّ جماعة الإخوان المسلمين للآخرين بحق الاختلاف معها، ولا تعتبر نفسها وصية على رؤى الناس ومناهجهم وأفكارهم..
وفي المعترك السياسي الوطني بأبعاده يبقى التدافع السنة الماضية في تمحيص المواقف، وفي إقرار ما يختاره الناس الأحرار لأنفسهم.
في كل أدبيات الجماعة عندما نكتب “بسم الله الرحمن الرحيم” فإنما نكتبها تيمناً وتبركا، وليس بمعنى أننا نكتب باسم الله على سبيل الادّعاء والمصادرة على الآخرين.
وفي إطار هذا الموقف، وهذه الرؤية؛ تعترف جماعة الإخوان المسلمين لكل مواطن، أو تجمع آخر بحقه، في الاختلاف عليها على أي خلفية يختار.. اختلاف الناس على بعضهم حق، وإلغاء بعضهم هو الباطل الذي يمارسه حافظ وبشار الاسد وأمثالهم..
تعترف جماعة الاخوان المسلمين بحق الآخرين في توجيه النقد للفقه وللفكر من وللموقف وللأداء الجماعي والفردي..
كل أولئك حق تعترف به الجماعة للآخرين، وتطالبهم به أيضا، وجلّ ما تتمناه هو أن تكون العلمية والموضوعية والبحث عن الأصوب والأحكم هي رائد الجميع.
لا أحد يفرح بانتقاد الناس إياه إلا العقلاء عندما يكون الانتقاد وسيلة من وسائل إهداء العيوب.
إن الطريقة التي دأب عليها بعض الناس كما عبّر عنها أحدهم وهم يتوصوان بالإثم “كلما سمعت نقيصة ألصقها بالاخوان المسلمين” وهي مسجلة بالصوت والصورة، تدلّ على حالة من الانمساخ الانساني، بطريقة تدفع من به بقيّة أن يستحيي من نفسه..
لا أعتقد أن أحداً من الإخوان المسلمين يعتقد أن أداء هذه الجماعة في فضاء هذه الثورة كان الأفضل، أو كان بحسب الوسع، ولكن عندما يسمع أي فرد من هذه الجماعة ما يقذفها به أهل الإفك، يدرك أن وراء الأكمة ما وراءها..
كتبت بثينة شعبان منذ أيام تحت عنوان “وحدة الساحات” مقالاً حسمت فيه الصراع على الساحة العربية بين محوري الأخونة ،كما سمتها، ومحور المقاومة والممانعة.
ثم أيدها فيما ذهبت إليه مسؤول أمني عربي، غرّد بعدها بأيام: مجرد أن علمنا أن الصراع بين الإخوان وبشار، اخترنا مباشرة جانب بشار. وكذب يكذب الكذبذبان فلم يكن الصراع في سورية قط ببن الأسد والإخوان، فقط الإخوان!!
ومع أننا نرفض هذا التقسيم الجائر المنحاز أصلا، إلا أنّ فيه تفسيراً واضحاً لما يختاره بشار الأسد كلما فتح فمه في مهاحمة الثوار فلا يذكر أحداً منهم باسمه غير الإخوان المسلمين، إن في ذلك لعبرة..
كان بودّي أو بودّنا -في جماعة الإخوان المسلمين- أن نخوض غمار هذه الثورة تحت راية واحدة تفرز الناس: ضد الاستبداد أو معه، وعلى هذا الأساس نفرز مواقفنا أجمعين.
كانت لعبة شياطنية خبيثة أن تم تفكيك موقفنا المعارض، إلى إسلاميين وإخوانيين وعلمانيين وليبراليين وما شئتم من أسماء لا أرى مصلحة في ذكرها.
إن انتقاد الأداء، القائم على معطيات واقعية حقيقية، بهدف التقويم أو التسديد أو التحسين مقدر ومفهوم، وأن القذف بالباطل بهدف إضعاف الجبهة الوطنية العريضة، أو ليّ رأس الرمح فيها، الذي أكثر ما يغيظ بشار الأسد وإلبه، يعني أن الساحة السورية قد انكشفت عن موقف موحد، المعارضة السورية بكل مكوناتها الوطنية في صف، وأعداء الإخوان المسلمين وعلى رأسهم بشار الأسد في الصف المقابل…
نعم هي وحدة الساحات كما عبرت عنها بثينة شعبان مخترعة عبارة “أطفال قتلوهم في الساحل وحملوهم في الغوطة” عن أطفال الســـارين في الغوطة!!
أنا أسمع كثيرا شباباً من شباب الاخوان المسلمين يتباكون، أن الشيوخ لم يتركوا لهم دورا، وتركت لهم مقال “ربة الإفك” ليتناولوه فما سمعت لهم ركزا..
يجتمعون مع بشار الأسد على رمي الناس بالباطل..
وكذا قالت العرب إن الطيور على أشكالها تقع.

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي، قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين في سورية