الإخوان المسلمون في سورية

جماعة الإخوان المسلمين في سورية تنعى الإمام العلامة الشيخ “يوسف القرضاوي”

موقع إخوان سورية
بسم الله الرحمن الرحيم
[مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا](الأحزاب٢٣).
تنعى جماعة الإخوان المسلمين في سورية، العالِم الفقيه المـُجَدِّد الإمام يوسف القرضاوي، وتتوجّه إلى الأمة الإسلامية وإلى دُعاتها وعُلمائها، وإلى أسرة الشيخ رحمه الله وعائلته ومُحبِّيه، بخالص العزاء والمواساة.
لقد ترجّل فارس الأمّة وعالِمها ومُجدِّد فِقهها في هذا العصر.. فقد اصطفى الله عزّ وجلّ، إماماً مُجاهداً فذاً، وطَوْداً شامخاً، وداعيةً صنديداً، ما فترت عزيمته يوماً في سبيل دعوته الربانية، على طريق إحقاق الحق وإبطال الباطل، وتحقيق العبودية لله الواحد القهار وحده لا شريك له..
مضى الركن الـمَـكين، المـُجَدِّد الفقيه يوسف القرضاوي، وما انحنت له في حياته هامة أو قامة، وما لانت له عزيمة، مؤمناً حق الإيمان بالله عزّ وجلّ ودينه ومنهجه وشريعته، وبأنّ العاقبة لهذه الأمة المسلمة، مهما واجهت من عقباتٍ أو مرّت في كَبَوات، فمضى بعد أن غرس في أرض أمّته مفاهيم وسطية الإسلام، وقُدرته على استيعاب مُستجدّات العصر بشكلٍ متوازن.. تاركاً إرثاً فكرياً وشرعياً وفقهياً إسلامياً عظيماً للأجيال المسلمة الحالية والقادمة..
رحل الإمام القرضاوي، حُراً، مؤمناً بعدالة قضايا الأمة، غير آبهٍ لكل الحملات العدوانية التي حاولت النَّيْلَ منه ومن عزيمته، وقد كان (رحمه الله) من أوائل المناصرين للثورة السورية المبارَكة، ولأخواتها من ثورات الشعوب العربية والإسلامية، في بعض أقطار العرب والمسلمين، مؤمناً بمقولته الجوهرة: (إنّ تحقيق الحرية للشعوب، يسبق تنفيذ الشريعة الإسلامية، لأنّ الشريعة لا يمكن تنفيذها تنفيذاً سليماً في أجواء الاستبداد وفقدان الحرية)..
اللهم ارحم الشيخ يوسف القرضاوي، واغفر له، وتقبّله عندك مع النبيّين والصِدّيقين والشهداء والصالحين، واجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة، وعَوِّض الأمة الإسلامية عنه خيراً، واجعل لها سبيل رُشدٍ وفرج، وإنا لله وإنا إليه راجعون..
(ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّىٰهُمُ ٱلْمَلَٰئِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَٰمٌ عَلَيْكُمُ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (النحل ٣٢).
٣٠ صفر ١٤٤٤ه‍
٢٦ أيلول ٢٠٢٢م

محرر الموقع