الإخوان المسلمون في سورية

حول اندلاع الانتفاضة الشعبية في إيران ومحاولات قَمْعِها

 بيان رسمي

إخوان سورية
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أكثر من أربعين سنة، ما يزال الشعب الإيرانيّ يُعاني من استبداد حُكْمِ الملالي وما يُسمى بنظام الوليّ الفقيه، الذي تُخنَق في ظِلّه كل أشكال الحرّيّات، وتُكَمَّم الأفواه، ويُزَجُّ الأحرارُ والحرائرُ في السجون والمعتَقَلات، ويُحارَب الشعب بكل وسائل الاضطهاد والتمييز والظلم، إلى درجة الاستعباد..
لم يَكْتَفِ النظام العنصريّ الطائفيّ الإيرانيّ باضطهاد شعبه منذ عشرات السنين، بل امتدّ في ظلمه وعدوانه إلى الشعوب في الدول العربية والإسلامية المجاورة، فنشر فيها الخراب والفوضى، وساند الأنظمة المستبدّة الظالمة، ومَدّها بكل أدوات القهر والعدوان..
وفي سورية، قام هذا النظام الغاشم بالاحتلال المباشر، وبالقمع والقتل وارتكاب كل أنواع الجرائم بحق الشعب السوريّ، وبتجنيد شُذّاذ الآفاق الطائفيين في العالَم، واستقدامهم إلى سورية والأقطار التي ينشر فيها الدمار والخراب، ليمارسَ سلوكاً فريداً شاذاً حاقداً ضد الشعوب المـُستضعَفَة، تحت شعارٍ خادعٍ: (نُصرةُ المستضعَفين)!.. فأصبحت الشامُ في عين الإنسانية: شعباً ذبيحاً، وشهيداً استرخصَ المستبدّون روحَه، وأرملةً تشكو إلى الله كَربها، وطفلاً مُشرَّداً، ودَماً مَسفوحاً، وسَجيناً مجهولَ المصير، وفقيراً مُعدَماً، ومُواطِناً مَسحوقاً، وثروةً وطنيةً مَنهوبة، وفساداً لا مثيل له، ووطناً مُدَمَّراً محكوماً بالقوانين الاستثنائية الاستئصالية، التي يُمليها النظام الفاجر المحتلّ القابع في طهران، بالتحالف مع الاحتلال الروسيّ الأجنبيّ وزمرة بشار..
منذ أسابيع قليلة، نشهد ويشهد العالم انتفاضةً شعبيةً إيرانية، تعبيراً عن رفض السلوك العدوانيّ لنظامٍ استبداديٍّ ظالم، استمرأ استعباد شعبه، ومَرَدَ على محاولات استعباد الشعوب العربية والإسلامية، مُعلِناً نواياه باستحضار نموذج الإمبراطورية الكسروية البائدة..
نُراقِب انتفاضة الحرّية لشعوب إيران، ونعتبرها مشروعَ ثورةٍ شعبيةٍ ضد الظلم والتخلّف والاستبداد، يفجّرها الشعب الإيرانيّ الصديق، ونأمل من الله عزّ وجلّ، أن تستكمل الخناق حول فساد حُكّام التخلّف والعدوان في قُمّ وطهران، لتعودَ الحياة الحرّة الكريمة إلى دمشق وبغداد وبيروت وصنعاء، وإلى عربستان.. وكل البلدان التي تتألّم من عدوان نظام الملالي المتخلِّف..
إنّ ما جرى ويجري في إيران، دَليل على أنّ الشعوب لا يمكن أن تصبرَ طويلاً على الاستبداد والقهر والظلم وفجور الأنظمة العدوانية، وإنّ سُنّة الله في الأرض تقضي بأنّ الطغاةَ لا يتساقطون، إلا وهم في ذروة جبروتهم وطغيانهم.. ((قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ)) (سـبأ:٤٩)..
تحيةً معطّرةً بأنين الشام ومُعَاناتها..
تحيةً مخنوقةً بالقهر وكابوس الاستبداد، من سورية المجد والإباء.. إلى الأحرار الذين يُسطِّرون سِفْرَ الحرية في إيران..
ونُذكِّر الشعبَ الإيرانيّ الصديق، والشعوبَ العربيةَ التي يعيث نظام الملالي في أوطانها فساداً وفجوراً، بأنه ستتهاوى خرافة فرعون: ((.. أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى))، وستترسّخ سُنّة الله عزّ وجلّ في أرضه: ((.. أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا)) (الروم: من الآية٩)..
والله غالب على أمره، ولكنّ أكثرَ الناسِ لا يعلمون.
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
٧ تشرين الأول ٢٠٢٢م
١١ ربيع الأول ١٤٤٤ه‍

محرر الموقع