الإخوان المسلمون في سورية

دور الجماعة في الإطار الوطني..

ولقد انطلقت هذه الثورة المباركة فالتحم كلّ الشرفاء بها، وسعت إلى عقد مؤتمراتها وهيئاتها، فضممنا سعينا إلى سعي الجميع. ووضعنا ما نملك من إمكانات في خدمة المشروع الوطني، على كل صعيد. ويكفينا للردّ على الذين يدّعون علينا بالاستحواذ والاستئثار، أن يراجعوا أسماء الشخصيات الوطنية التي قامت جماعتنا بترشيحها للمجلس الوطني، حيث تنازلت الجماعة عن كثير من مقاعدها، لشخصيات من الطيف الوطني الواسع، بغية لمّ الشمل وتمتين اللحمة.

ثم كان الائتلافُ الوطنيّ لقوى الثورة والمعارضة، فاستجابت جماعتنا للدعوة إلى المشاركة فيه، دون مساومات أواشتراطات أومحاصصات، لأنها تدركُ انها تشاركُ لتعطيَ وتدعم، لا لتأخذ أو لتستفيد. وإنّ هذا الصخبَ وهذه الضوضاء، عندما يثيرها بعض المشاغبين، إنما هي جزء من نفسية المستبدّ، الذي يغضبُ كلما لاحظ أن الأمورَ لا تسير على هواه. أو الذي يظن أنه خُلِقَ ليأمرَ ويُطاع، وما مفهومُ الشورى والديمقراطية عنده إلا أن يجدَ من يصفقُ له عند كلّ قول، مستقويا بمن يدعمُه أو بمن يركنُ إليه..

إن موقفنا الإيجابي من الانخراط في المشروع الوطني ببعدَيْه الثوريّ والسياسيّ، حسب قدرتنا وطاقتنا، إنما هو تعبيرٌ عن تصميم حاسم، على تقديم كل طاقة وجهد، لدعم المشروع الوطني في أفقه العام. وبينما تتخلّفُ بعض القوى المجتمعية – لأسباب لا تخفى – عن تحمّل مسئولياتها في الفعل الثوريّ والوطنيّ؛ تظلّ تلحّ في السؤال عن حظوظها في شراكة الغد، دون أن يخطرَ على بالها أبدا أن تسألَ عن دورها وواجبها في شراكة اليوم!! وبالطريقة نفسها، بينما يشغلُ كلّ الوطنيين الشرفاء من قادة الرأي والفكر مكانَهم على مقعد المسئولية الوطنية، ليكون لهم الدور الفاعل أو الداعم، يختارُ بعضُهم أن ينتبذ مقعدا قصيّا، ليعطيَ نفسَه حقّ الأستاذية، التي تغمزُ وتلمز، وتطعنُ وتشكّك، وتخذلُ وتخوّن..

لقد كانت استراتيجية جماعتنا منذ قاربت العمل الوطني في هذه المرحلة، أن تسعى إلى التوافق، وتسير مع الأكثرية، لاسيما وأن الحوارات إنما تدورُ في فضاء قضايا، ليس فيها من الفوارق ما يدعو إلى كلّ هذا الصخب وهذه الضوضاء.. لم يكن لجماعتنا مرشحٌ لرئاسة الحكومة المؤقتة، ولم نكن ضدّ أيّ مرشح، وكنا مستعدّين للتصويت لأيّ مرشح يحقق أكبرَ نسبة من التوافق. إن موقفنا السياسيّ المنحازَ أصلا للتوافق ولإرادة الأكثرية، في أيّ ملتقى وطني، هو الذي يجعلُ الأمورَ تبدو لمن يحب أن يعاندَ هذه الإرادة، أننا أصحابُ القرار والمتحكمون فيه..

إخوان سورية