في موقف مشين ينضح بالغطرسة والاستكبار، أعلن الرئيس الأمريكي منذ يومين عن وعده المسمّى “صفقة القرن” في ما يتعلق بفلسطين والقضية الفلسطينية.
وفي مشهد مسرحيّ وقف نتنياهو إلى جانب ترامب يتبادلان التصفيق والضحك وهما يمعنان في العبث بالقانون الدولي، ومقررات ما يسمى بالشرعية الدولية، حول فلسطين والقدس وحق العودة، وحول غور الأردن والجولان السوري المحتل.
لم يغب عن المتابعين السياسيين أن كوميديا الإعلان لم تكن إلا حلقة في حملة الدعاية الانتخابية؛ يسوّق بها ترامب نفسه عند اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، ويسوّق بها نتنياهو نفسه عنده اليمين الصهيوني وهو المتابع بقضايا الفساد المهدد في شرعيته الانتخابية.
إننا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية نعلن رفضنا للغة الصفقات أصلاً، فحقوق الشعوب ليست سلعة في البازار.
كما نؤكد دائماً على موقفنا التاريخي الثابت من القضية الفلسطينية، ونعلن في هذا الظرف الدولى المضطرب تمسكنا أكثر بالأرض والقدس والأقصى وحق العودة.
كما نردّ كل ما ورد على لسان ترامب ونتنياهو بشأن الجولان السوري المحتل، وبشأن غور الأردن الذي أعلن نتنياهو وفي حضور ترامب رغبته في مدّ سيطرته عليه.
نهيب بكل الدول والشعوب العربية والمسلمة أن تهبّ لدعم حقوق الشعب الفلسطيني في زمن قلّ فيه الناصر وكثر الخاذل.
كما نهيب بالهيئة العامة للأمم المتحدة أن تعمل على تنفيذ قراراتها التي تنكّر لها الكيان الصهيوني على مرّ تاريخه.
وإزاء هذا الحدث الجلل الذي لا يجوز التقليل من شأنه وتجاوزه، فإن المطلوب من الإخوة الفلسطينيين، كل الفلسطينيين، أن يعيدوا القضية الفلسطينية إلى رحمها الأول، قضية عربية إسلامية..
وأن يعيدوا فرز القوى في المنطقة فرزاً حقيقياً صادقاً وواعياً، يميزون فيه صديقاً من عدو، وقريباً من بعيد، وصادقاً من متاجر مراوغ.
ثم أن يوحدوا صفوفهم تحت برامج عمل مستدامة، تدفع عن القضية الأساسية فالأمر جدّ، والموقف خطير، والمشروعان الصهيوني والصفوي يحرقان المراحل في التدمير وفي التهجير وفي الابتلاع، على كل الأرض العربية، في فلسطين والشام والعراق واليمن.
بصبرنا وثباتنا ووعينا وتضحياتنا سوف نسقط كل الصفقات المريبة، وسوف نتصدى لكل مشروعات الهيمنة والنفوذ بأبعادها الدينية أو الطائفية.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
31 كانون الثاني 2020م
6 جمادى الآخرة 1441هـ