زهير سالم
لا شك أن الانهيارات العاصفة والمتتابعة التي تنزل بالعملة التركية هي نتيجة حرب منظمة تقودها الولايات المتحدة رسمياً وينخرط فيها مضاربون عملاء كثيرو الأموال قليلو الحياء صغار الأحلام.
علم هؤلاء الأعداء أن النجاحات الاقتصادية المتتابعة هي بعض أسباب تمسك الشعب التركي بالرئيس أردوغان وبحزبه فتوجهوا إلى توجيه ضربة إلى مكمن القوة وسرها ليشعر الشعب التركي أن ضريبة التمسك بهذا القائد وهذا الحزب ستكون على حساب أمنه الاقتصادي ومستقبل أجياله.
وإن أهم ما يجب أن نؤشر عليه أن الحرب الاقتصادية التي تتعرض لها العملة التركية التي تشكل ترمومتر الاقتصاد التركي هي حرب مدروسة قائمة على حسابات ودراسات تجعل هؤلاء المضاربين يَرَوْن في الاقتصاد التركي قطعة من الهبر فيمعنون في العمل على الإجهاز عليها. وأن التصدي لهذه الحرب المدروسة المعتمدة على قواعد علمي الاقتصاد والحساب يجب أن يرد عليها بعلم من جنسها، وليس فقط بعبارات التنديد والوعيد.
وللحرب الاقتصادية المعلنة على تركية أسباب عديدة ولا شك أهمها وأد المشروع الأول الناجح في المنطقة، الذي يؤسس له الشعب التركي وحكومته في عصر الغربة والبؤس وانتشار البومان والغربان.
كتحليل يرتبط بأحداث المنطقة، فإن الحل العسكري الروسي المدعوم دولياً قد وصل في سورية إلى خطوته الأخيرة، وهذه الخطوة سيتم تنفيذها في منطقة محاددة للدولة التركية، شديدة الحسياسية لها وللشعب السوري؛ ومن هنا تأتي هذه الحبكة الشيطانية بين الروس والأمريكيين وعملائهم الصغار من حكام المنطقة لإشغال الدولة التركية بنفسها، وجعلها تغضي عما يجري حولها؛ إذ لا يلام الانسان في الانشغال بحريق بيته الداخلي عما حوله من حرائق على أهميتها.
إن القاعدة المتينة للاقتصاد التركي. وقانون الاستثمار التركي المشجع والمفتوح يستثير همم الأفراد من أصحاب رؤوس الأموال العرب أن تكون لهم مبادرات جماعية أو فردية ولو بمثل الحصاة التي تسند الجبل.
كما أن على قادة المعارضة والثورة السورية أن تكون لهم مبادرتهم الذاتية لنصرة قضيتهم، وحماية حليفتهم للتخفيف عنها وحماية أنفسهم بما يعتبر مساهمة عملية في المعركة المفروضة علينا جميعاً على حد سواء.
—————-
مدير مركز الشرق العربي