الإخوان المسلمون في سورية

لا تندهشوا: بشار بن حافظ، يتحدّث عن السيادة والإرهاب!..

من الواضح أنّ التصريحات، التي تصدر عن مجرمي الزمرة المتسلّطة في دمشق -على رأسهم رئيس العصابة الكبتاغونية الطائفية-، تُعبّر عن سياسةٍ قديمةٍ جديدة،.. خُلاصتها: ( إذا لم تكن قادراً على سَتر عَوْرَتِكَ الإجرامية الإرهابية، لشدّة وضوحها، ولاتّساع رقعتها، فاعمل -في الأقل- على توجيه الأنظار والنظرات الثاقبة التي ترمقك، إلى جهةٍ أخرى، ولابأس من أن تكونَ هذه الجهة إسلامية، لسهولة اتهامها في ظروفٍ دوليةٍ، تشتدّ فيها حرب أميركة والغرب الصليبي، على الإسلام والمسلمين ودُعاتِهِم وعُلَمائهم وحركاتهم الإسلامية)!..
هذا بالضبط ما تنشط لتحقيقه العصابة البشارية، بزعامة رئيسها المجرم بشار بن حافظ الوحش، مُكذِّبا كلَّ مقولات الخطوة بخطوة، التطبيعية الساذجة، فضلاً عن التصحيح الاقتصاديّ والقضاء على الفساد والفاسدين والمفسدين!.. وبقدر ما تُثير هذه السياسة الوقحة صحّة ما اقتنع به الـمُشَكِّكون بمصداقية هذه العصابة الفاجرة، التي زعم رأسها أنه ماضٍ في تحقيقها بخطواتٍ متبادلةٍ مع أساطين التطبيع،.. فإنها تؤكّد حقيقةَ الطبيعة الغادرة لهذه العصابة الفاجرة.
لقد استقبل (بشار المجرم) سابقاً، وفوداً من الكونغرس الأميركيّ، وصرّح في لقاءاته أنّ عصابته (تحارب الإرهاب وتكافحه منذ عقودٍ من الزمن)!.. وقبل ذلك أعلن أنه (بإمكان أميركة أن تستفيدَ من تجارب العصابة الطائفية المتسلّطة في مكافحة الإرهاب)!.. مُلَمِّحاً في تلك التصريحات، بل مُتّهِماً بعض الجماعات الإسلامية والإسلاميين السوريّين بالإرهاب!..
إنها وسيلة خَلْط الأوراق، لتضييع الحقوق، وتزييف الحقائق، وتحويل الأنظار عن الجلاّد الحقيقيّ، وقذف الضحيّة بارتكاب ما عانَت منه لعقودٍ طويلةٍ، من إرهابٍ فظيعٍ لم يخلُ يوماً من أبشع الانتهاكات، التي يمكن أن يُعاني منها أي إنسانٍ أو شعبٍ على وجه الأرض!.. وبذلك يظنّ الإرهابيّ بشار بن الإرهابيّ حافظ الوحش، أنه قادر على الهرب من ماضيه وحاضره الإجراميّ الإرهابيّ المخزي، وقادر بمثل هذه (الخزعبلات والتصريحات) ، على أن يعمل (سمساراً) مخُلصاً لأميركة والغرب الصليبيّ، ليدلّ على ضحاياه، جاعلاً منهم (كبش فداء)، بعد أن يُلقيَ عليهم عباءته الأصلية، التي ما فارقته وعصاباته وعصابات أبيه منذ أكثر من نصف قرن، وهي عباءة الجلاّد المجرم الإرهابيّ المحترف، الذي لا يستطيع الحياة إذا لم يكن مُتقناً تمام الإتقان، كلَّ الأساليب الإرهابية الإجرامية، التي تبدأ من القفز على كرسيّ السلطة من على ظهر دبّابة، ولا تنتهي عند لحظة الاستلام والتسليم، التي يتحوّل فيها الحُكم الجمهوريّ إلى حُكمٍ عائليٍّ وراثيّ!.. وتتحوّل الجمهورية إلى جمهوريةٍ وراثية!.. فيَمضي الوريث في الطريق المشبوه نفسه،  وفي الأسلوب والشكل والمضمون الإرهابيّ المرسوم صهيونياً، بدقّةٍ، لخطّة ضياع البلاد والعباد، واستئثار زمرةٍ فاسدةٍ، بخيرات الوطن وأجهزة حكمه ومراكز ثِقَلِهِ وقوّته، على حساب الأكثرية الكاثرة من هذا الشعب السوريّ المغلوب على أمره، الذي لا يستحقّ كل هذه المِحَن التي مرّ -ويمرّ- بها، منذ أكثر من خمسين عاماً، على أيدي جلاّديه من الذين يزعمون الآن أنهم يكافحون إرهابه!..
إنّ العصابة المجرمة وأركانها، لن يستطيعوا بِخَلْطِهم وتحريضهم، أن يُحَوِّلوا الأنظار عن قضايا حقوق الإنسان السوريّ الفاقعة الوضوح، التي ينتهكوها على مدار الساعة منذ أكثر من نصف قرن، بالظلم والقهر والقمع والاستبداد، الذي لحق بأبناء الشعب السوريّ -وما يزال-، طوال فترة حكمٍ أحاديٍّ شموليٍّ دكتاتوريّ، لا يستطيع الرؤية إلا بمنظار الحزب الواحد والطائفة الكريهة، ومناظير الأجهزة القمعية المنتفعة من استمرار الظلم والاستبداد، التي تتسلّط على رقاب الناس ومُقدّرات البلاد، وتُشكّل العائق الحقيقيّ لأيّ عملية تَغيير، في ظلّ تسلّط العصابة الضالّة، تُعيد للوطن أَلَقَه، ولفئات الشعب لُحمتها.. ولا نعتقد أنّ مُنصِفاً عاقلاً يمكن أن يفقد مَلَكَةَ التمييز بين آهات المقهورين وأنّات الثكالى وعذابات المقهورين المظلومين المسحوقين المضطهَدين.. واستبداد المستبدّين وعمليات السحق والقمع والاضطهاد والقتل والاغتيال والسلب والنهب، التي مارستها الزمرة الفاسدة المتسلّطة وما تزال تمارسها، على أيدي أولئك الخونة الذين ما يزالون يشكّلون تركيبتها الأساسية، من الذين اغتالوا الوطن ومستقبله، ووضعوا حبال الذلّ والعبودية في عنق الشعب المسحوق، وقطعوا عن هذا الشعب كلّ نسمة حريّةٍ أو إحساسٍ بإنسانيته!..
*     *     *
إنّ المجرم بن المجرم بشار الوحش، الذي نصّبوه حاكماً على سورية بأبشع طريقةٍ إرهابيةٍ، لأول جمهوريةٍ وراثيةٍ في التاريخ، بواسطة عملية تجاوزٍ سافرٍ لدستور البلاد، الذي عُدِّل خلال عشر دقائق ليُفَصَّلَ تفصيلاً على قياسه، ويستوعب أول عملية إرهابٍ حقيقية، بعد وفاة أبيه الذي حكم الوطن مدة ثلاثين عاماً بالدستور نفسه، الذي سمّاه بالدستور الدائم، وقتل واعتقل من أجل فَرْضِهِ، الآلافَ من أبناء الشعب السوريّ (في عام 1973م)، من الذين اعترضوا عليه لأنه يُلغي دين رئيس الدولة الإسلام!.. إنّ هذا المجرم الإرهابيّ، الذي رُفِّعَ من رتبة (ملازم) إلى رتبة (عقيد ركن) مباشرةً خلال أقل من أربع سنوات، ثم إلى رتبة (فريق أول ركن) مباشرةً خلال أقل من سنة، ثم إلى (قائدٍ عامٍ للجيش والقوات المسلحة) خلال أقل من خمس دقائق، ورئيساً لأول جمهوريةٍ وراثيةٍ في التاريخ خلال عدة أيام.. والذي يتواطأ مع، ويرعى المحتلّ المجوسيّ والروسيّ.. إنّ هذا المجرم الخائن.. ما يزال يتحدّث عن السيادة والإرهاب!..
نقول: إنّ الحديث عن الإرهاب ينكأ الجراح، ويُنشّط الذاكرة المثقلة بمشاهد الفجيعة التي أصابت الوطن السوريّ وشعبه وما تزال قائمةً حتى الآن، ناراً لافحة على الوجوه والهامات، وجهنّماً في الصدور، وجَمراً غطّاه رماد السنين.. ويأبى أصحاب الأغراض المريضة إلا أن يؤجّجوه، إذ كيف يكون ابن الشعب المسحوق بجرائم الخائن وعصابته الفاجرة إرهابياً، وقد مورِسَت عليه كل الممارسات القمعية، ففقد كل إحساسٍ بإنسانيته الحقيقية، عدا الشعور بالانسحاق والغبن والكبت والقهر؟!.. وكيف يكون الممارِسون عليه ذلك كله.. مكافحين للإرهاب؟!..
كيف يكون ضحايا (العنف الثوريّ)، الذي أكّدت عليه المؤتمرات القطرية لحزب البعث، بهدف تصفية المعارضين الذين أطلِق عليهم اسم (عناصر الثورة المضادة)، بخططٍ استئصاليةٍ.. كيف يكون هؤلاء إرهابيين.. ومَن يمارِس عليهم العنف الثوريّ الاستئصاليّ مُكافحاً للإرهاب؟!..
كيف يكون القانون رقم (49) لعام 1980م ، الذي يحكم بالإعدام، وبأثرٍ رجعيٍّ، على كل منتمٍ، مجرّد الانتماء، إلى تنظيمٍ إسلاميٍّ.. كيف يكون قانون العار والإبادة هذا مكافحةً للإرهاب؟!..
كيف تكون (الرهينة)، التي قُبِضَ عليها بجريمة (قَرابَة الدم)!.. مع أحد المطلوبين المعارضين للنظام، ثم اختفت هذه الرهينة، وبعد عشرين عاماً عُثِرَ على هيكلها العظميّ في مقبرةٍ جماعيةٍ!.. كيف تكون هذه الرهينة إرهابية، ذكراً كانت أم أنثى أم طفلاً؟!.. ويكون جلاّدها بل قاتلها وقاهرها الذي ذبحها من الوريد إلى الوريد.. مكافحاً للإرهاب؟!..
أيكون الـمُهَجَّر من وطنه، الفارّ من بين ركام بيته المهدّم فوق رأسه، أو من بين أنقاض مَسجده الذي يعبد فيه الله وحده لا شريك له، ثم المتنقِّل قسراً بين الأوطان، المحرَّم عليه وطنه لأنه يقول ربي الله.. أيكون هذا المسلم إرهابياً؟!.. ويكون مَن يتربّصون به وبأهله وعشيرته وأبنائه وذراريه.. مُكافحين للإرهاب؟!..
كيف تكون عبارة: (سنصفّي خصومَنا جسدياً) الشهيرة، التي أطلقها الضابط (حافظ بن سليمان الوحش) من ثكنة (الشرفة) في حماة، في الستينيات من القرن العشرين، قبل أن يقفزَ إلى السلطة بسنوات، مؤسِّساً بذلك لوطنٍ تحكمه شريعة الغاب والأحكام العرفية وسياط الجلاّدين المجرمين.. كيف تكون تلك العبارة المثيرة للتقزّز والاشمئزاز، وما أعقبها من إجراءاتٍ.. مكافَحَةً للإرهاب؟!.. علماً أنّ هذه العبارة أُطلِقت قبل المواجهة بين النظام ومعارضيه بحوالي عقدٍ ونصفٍ من الزمان؟!..
كيف يكون الاعتداء السافر على الحجاب الإسلاميّ، وتجريد الفتيات المسلمات بالقوّة والحديد والنار من حجابهنّ الإسلاميّ الذي فرضه الله عليهنّ، وذلك في شوارع دمشق والمدارس السورية.. كيف يكون ذلك مكافحةً للإرهاب؟!..
كيف يكون احتلال البيوت وتهديمها فوق رؤوس أصحابها، واحتجاز الرهائن من النساء والأطفال والشيوخ والرجال، ثم تعذيبهم بشكلٍ وحشيٍّ مُنظَّمٍ في السجون والمعتقلات.. كيف يكون ذلك مكافَحَةً للإرهاب؟!..
كيف يكون تهديم المساجد وإغلاق المدارس الشرعية وتغيير المناهج التربوية الإسلامية في بلدٍ مسلمٍ، يعتنق شعبه الإسلام.. مُكَافَحَةً للإرهاب؟!..
كيف يكون انتهاك الأعراض واختطاف الفتيات والقاصرات، والسطو والسلب والنهب والتعفيش، والاستيلاء المقنّن على الممتلكات الخاصة والمحلات التجارية ودور السكن والأراضي الخاصة،.. كيف يكون ذلك مكافَحةً للإرهاب؟!..
كيف تكون المجازر البشعة الرهيبة، المرتَكَبة في المحافظات السورية بمختلف أنواع الأسلحة، بما فيها الأسلحة الكيميائية، التي تفوق بشاعتها مجازر دير ياسين وصبرا وشاتيلا وكفر قاسم ومجازر شارون وأمثاله.. كيف تكون مكافَحَةً للإرهاب؟!..
كيف يكون مَحْوُ مدينةٍ رئيسيةٍ في الوطن (هي مدينة حماة) عمرها آلاف السنين، من على ظهر الأرض، بأطفالها ونسائها ورجالها، وبمساجدها وكنائسها وتراثها ومتاحفها ومدارسها ومستشفياتها ومقابرها ومرافقها.. كيف يكون مكافَحةً للإرهاب؟!.. بينما يكون مئات الآلاف من أهلها وسُكّانها، الذين قُتلوا أو هُجّروا أو اعتُقِلوا أو فُقِدوا حتى الآن منذ عشرات السنين.. كيف يكون هؤلاء إرهابيين؟!..
كيف يكون الهجوم بالطائرات الحربية والأسلحة الخفيفة والثقيلة، على أكثر من ألف معتَقَلٍ سجينٍ من صفوة الشعب السوريّ، مكبّلين بالأصفاد في سجن تدمر الصحراويّ الرهيب، وإبادتهم كلهم.. مكافحةً للإرهاب؟!..
كيف يكون أكثر من خمسة عشر ألف إنسانٍ سوريٍّ من مختلف الدرجات والشرائح الاجتماعية والعلمية والثقافية والمهنية.. إرهابيين، تم تحويلهم إلى هياكل عظميةٍ في مقابر جماعية، بأحكام المحاكم العسكرية الميدانية الظالمة، التي يُديرها عسكريون أمّيّون لا يعرفون (فك الخط).. كيف يكون هؤلاء إرهابيين، وهذه الجرائم المقنّنة المرتكبة بحقهم.. مكافَحةً للإرهاب؟!..
كيف تكون العائلات والأُسَر التي سُحِقَت عن بكرة أبيها ، لمجرّد وجود معارضٍ للنظام بين أفرادها.. كيف تكون إرهابيةً، وساحِقوها المجرمون الأوباش ومُبيدوها، مُكافِحين للإرهاب؟!..
كيف يكون طبيب العيون الذي فُقِئت عيناه قبل تصفيته، وطبيب الأعصاب الذي شُلَّت أعصابه قبل قتله، وطبيب العظام الذي هُشِّمَت عظامه قبل سَحقه.. كيف يكون هؤلاء إرهابيين؟!.. ومَن ارتكبوا بحقّهم هذه الفظائع مُكافِحين للإرهاب؟!..
كيف تكون كل النقابات المهنية السورية المنتَخَبة انتخاباً شرعياً إرهابيةً.. بينما مَن أصدر قانوناً عُرفياً بحلّها وتصفيتها واعتقال أعضاء مجالسها الشرعية.. مُكافِحاً للإرهاب؟!..
كيف تكون المؤمنة المسلمة (بنان الطنطاوي) في ألمانية، والحُرّ (نزار الصباغ) في إسبانية، والأستاذ (صلاح البيطار) في فرنسة، والقاضي اللاجئ (عبد الوهاب البكري) في الأردن، والصحفيّ (سليم اللوزي) في لبنان.. وغيرهم.. إرهابيين تم اغتيالهم في بلدان إقاماتهم المختلفة، بأيدي فِرَق الاغتيال الخاصة للعصابة المتسلِّطة.. بينما مَن اغتالهم أو خطّط لاغتيالهم.. مُكافِحاً للإرهاب؟!..
كيف يكون جيل كامل من أبناء الشعب السوريّ، من الذين وُلِدوا مهجَّرين في مَشارق الأرض ومَغاربها.. كيف يكون هذا الجيل إرهابياً، محروماً من وطنه، ومن حقوقه المدنية،.. بينما يكون المعتدون على حقوقه، ومُجرِّدوه منها من غير أي ذنب أو حجّة، سوى حُجّة معارضة الآباء للنظام.. مُكافِحين للإرهاب؟!..
كيف يكون اغتصاب الوطن، واختطاف شعبه، وتزوير إرادته بصناديق الـ (99,9999%)، وحُكْمه بالحديد والنار والقمع، والأحكام العرفية وقوانين الطوارئ.. كيف يكون ذلك مكافَحَةً للإرهاب؟!..
كيف.. وكيف.. وكيف؟!..
*     *     *
إنّ الدعاوى العِراض، التي يُطلقها المجرم الإرهابيّ الخائن الفاجر بشار بن حافظ الوحش ضد أبناء الشعب السوريّ وثوّاره الثائرين على الظلم والاستبداد والإرهاب الطائفيّ، ويعكِس الحقائق ويزوّرها، هي صفحة إضافية من الإرهاب المستمرّ منذ عشرات السنين للعصابة المجرمة المتسلّطة!..
إنّ دعاوى مكافحة الإرهاب التي يطلقها مجرم القرداحة بالفم الملآن، بلا خجلٍ أو حياء.. لا تختلف عن دعاوى مجرم الحرب الإرهابيّ: (نتنياهو)، الذي يزعم أنه يكافح إرهاب الشعب الفلسطينيّ، الذي يتوق -كما يتوق الشعب السوريّ- إلى الانعتاق والتحرير والحرّية!.. فمَن هو الإرهابيّ؟!.. ومَن هو الذي يُكافِح الإرهاب يا سليل الإجرام والعدوان والانحطاط؟!..
*     *     *

د. محمد بسام يوسف