الإخوان المسلمون في سورية

لكلّ عَصر بلاؤه.. ولكلّ حاكم وكلاؤه وعملاؤه!

 

عبدالله عيسى السلامة

 

لو حَكم الشيطانُ شعباً ما، لوجَد الكثيرين يخدمونه، ويتزلّفون إليه، من بني الإنسان، من أبناء الشعب، ذاته، ومن أبناء الجيران!

 

أهذا عجيب؟ لا؛ إذا تذكّرنا، أن الشياطين، ليسوا، كلّهم، مخلوقين من نار؛ فبعضهم مخلوق من طين، من أبناء آدم، أنفسهم!

 

يقول ربّنا، تبارك وتعالى:

(وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُون).َ

 

ونظرة عجلى، إلى تاريخ أمّتنا، توضح لنا، مدى استعداد بعض البشر، للتعاون، مع أخبث الشياطين، وأشرسهم، وأقساهم عداوة لشعوبهم، وأشدّهم تدميراً لأوطانهم!

 

وبعض هؤلاء الأنذال، صار مضرب مثل، في السقوط الخلقي والخيانة، مثل أبي رغال، دليل أبرهة الحبشي، الذي أعدّ جيشه، لهدم الكعبة، في غزوة شرسة، كان للفيل فيها، شأن مميّز، فسمّى ربّنا،عزّ وجلّ، أصحابَها: أصحابَ الفيل، وأنزل فيها قرآناً، يتلى، إلى يوم القيامة!

 

عصور المَغول والتتار: لقد غزا المغول والتتار، بلاد المسلمين، في مرحلة، من مراحل ضعف الأمّة، فوجدوا، من المحسوبين، على هذه الأمّة، مَن يقدّم لهم، أنواعاً مختلفة، من الخدمة والعون، في مستويات متنوّعة، من مواقع السلطة، ومواقع الخدمة ؛ سواء على سبيل التجسّس، لهؤلاء الغزاة، ضدّ أبناء الأمّة، التي ينتمي إليها الجواسيس .. أم على سبيل، تقديم النصح والمشورة .. أم على سبيل، إرخاص النفوس وإذلالها، بالتسابق، إلى أشدّ الأعمال حقارة ودناءة ؛ إرضاء، لنزوات الغزاة المحتلّين ! وكان من أبرز عملاء هولاكو، قائدِ التتار، الرافضيُّ ابنُ العلقمي، الذي كان وزيراً، للخليفة العبّاسي، فتآمر مع هولاكو، مستغلاًّ موقعه، في الوزارة، للإطاحة بالخليفة والخلافة ! وهلك مئات الألوف، من أبناء المسلمين، في بغداد، من جراء هذه الخيانة، التي صار صاحبها مضرب مثل، في الخسّة والغدر، على مدار التاريخ!

 

عصور الغزو الصليبي: وقد كان في مراحل غزوات الفرنجة، لبلاد المسلمين – وهي الغزوات التي سمّيت: الحروب الصليبية – كان في هذه المراحل، بعض المحسوبين على الأمّة، من كبار القادة والزعماء، يتعاونون مع الفرنجة، ليساعدهم هؤلاء، في الاستيلاء على السلطة، في بلادهم، أو في تثبيت مواقعهم، في الحكم، إذا كانوا حكّاماً وهُدِّدت سلطاتهم بالزوال، من قبل أشخاص آخرين، من أبناء ملّتهم!

 

عصور الاستعمار الحديث: وهذه العصور لاتختلف، كثيراً، عن العصور التي سبقتها؛ من حيث تسابق الخونة والعملاء، وضعاف النفوس.. إلى خدمة المستعمرين، والتزلّف إليهم، ومساعدتهم ؛ بالنصح والمشورة، وسواهما .. للهيمنة على الشعوب والأوطان، التي ينتمي إليها الخونة والعملاء!

 

عصور الحكم الوطني: أمّا هذه العصور، فحدّث عنها، ولا حرج ؛ إذ لايجد العملاء والمنافقون، غضاضة، في التعامل، مع الحكّام الطغاة المجرمين، مهما بلغت شدّة إجرامهم، وقسوتُهم على شعوبهم ! لماذا !؟ لأنهم حكّام وطنيون!

 

إخوان سورية