بما أن جماعة الإخوان المسلمين تستمدّ مبادئها وتصوّراتها وسياساتها من الإسلام، وتحتكم إلى مصادره الأساسية، كان لا بدّ قبل الدخول في صلب الموضوع، من الإشارة إلى النظرة الإسلامية لفلسطين..
ففلسطين في التصوّر الإسلامي، أرضٌ عربيةٌ إسلاميةٌ أولاً، وهي أرضٌ مقدّسةٌ ثانياً، ولد فيها وعاش عددٌ كبيرٌ من الأنبياء، كما دفن فيها عددٌ كبيرٌ من الصحابة والتابعين والمجاهدين، وفيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، الذي أسريَ برسول الإسلام محمدٍ صلى الله عليه وسلم إليه، وعرج به إلى السماء، كما تشير إلى ذلك الآيات الأولى من سورة (الإسراء)، التي ربطت في عقيدة المسلمين بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، والآيات الأولى من (سورة النجم) التي تحدّثت عن قصة المعراج. وفلسطـين في الفقـه الإسلاميّ، وقفٌ لا يجوز لأيٍّ كان أن يتنازل عنها أو عن أيّ جزءٍ منها.
هذه هي ملامح التصوّر الإسلاميّ لفلسطين، الذي ينبغي أن يلتزم به كلّ مسلم.. وجماعة الإخوان المسلمين تصدر في مواقفها عنه.. ومن خلال هذا التصور، يعتبر زرع الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، استباحةً لأرضٍ عربيةٍ إسلامية، واعتداءً على حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسـلامية، وعلى مقدّسات المسلمين، إضافةً لكونه انتهاكاً صارخاً للعدالة الدولية ومبادئ القانون الدولي..
المصدر: الإخوان المسلمون في سورية والقضية الفلسطينية