الإخوان المسلمون في سورية

مَن أطعمَه الله من جوع، وآمنَه من خوف.. ماذا يقول للجياع الخائفين؟

 

عبد الله عيسى السلامة

 

مَن أطعمه الله من جوع، وآمنه من خوف، فليساعد مواطنيه، الجياع الخائفين، الذين يرتجفون، مع أطفالهم ونسائهم وشيوخهم، من البرد القارس، ولا يقلْ ماقاله قارون: ((إنّما أوتيتُه على علم عندي))، فيهلك!

 

الجوع قاسٍ، والبرد شديد القسوة، والظلم أشدّ قسوة، والتشرّد دون هدى، مع الأطفال والنساء، والعجزة والشيوخ.. تحت البرد والمطر، والقصف والرعب.. ممّا يكلّ الخيال، عن وصفه، أو وصف قسوته!

 

فما حجّة الأثرياء المواطنين، في الوطن وخارجه، في عدم المساعدة؟

 

وكيف يقنع هؤلاء الأثرياء أنفسَهم؛ بل كيف يخدعون ضمائرهم، إن هم أغمضوا عيونهم، وأصمّوا آذانهم، عن رؤية البائسين، وعن سماع صرخاتهم واستغاثاتهم!؟

 

بل كيف يستطيع هؤلاء: النوم، والضحك، واللعب مع أطفالهم، وملاطفة نسائهم!؟

 

وكيف يستطيع المسلمون الأثرياء، أبناء الدول المختلفة، خداع ضمائرهم، وإغلاق أبصارهم وأسماعهم، عما يرونه، من مآسٍ تشيب لها الولدان، ممّا تعرضه وسائل الإعلام، صباح مساء، وهي لاتعرض إلاّ أقلّ القليل، من المآسي والمصائب والكوارث، التي تنصبّ على رؤوس المسلمين، الذين هم إخوانهم، بحسب الأصل، وبحسب قانون السماء (إنّما المؤمنون إخوة)!؟

 

بل كيف يستطيع أيّ إنسان عاقل، أن يغضّ النظر، ويصمّ السمع، عمّا يرى ويسمع، من ويلات وصرخات واستغاثات، تفتّت الأكباد، دون أن يقدّم أيّ عون يستطيعه، مهما تكن ملّة هذا الإنسان، أو جنسيته، أو دولته!؟

 

لايلام المجرمون، الذين يصبّون حمم أحقادهم ونيرانهم، على شعوب يحكمونها بالحديد والنار، لاينتمون إليها، وليس لديهم أيّ إحساس بأنهم منها!

 

لايلام هؤلاء القتلة المجرمون، على قتل الأطفال والنساء، والشيوخ والعجزة والمرضى؛ بل هم يتلذّذون بقتل هؤلاء، حقداً وتشفّياً، ونكاية، وزهواً، وإحساسا بالتفوّق!

 

لايلام هؤلاء القتلة المجرمون، على مايفعلون بالأوطان وشعوبها؛ فهم لايحسّون بالانتماء، إلى الأوطان، ولا بالانتماء إلى الشعوب! ولن نتحدّث عن قلوبهم، المشحونة حقداً وضغينة، تجاه الشعوب!

 

إنّما اللوم ينصبّ، على أبناء الملّة، الذين يشعرون بالانتماء إلى الأمّة؛ سواء أكانوا من أبناء الأوطان المنكوبة، أم كانوا مواطنين في دول بعيدة، أو قريبة! فالعقيدة تمنح معتنقيها إحساساً مشتركاً بالأخوّة، وتفرض عليهم واجبات أساسية، إن قصّروا في أدائها، فهم محاسَبون على تقصيرهم، في الآخرة، ومذمومون في الدنيا ! وأخوّة العقيدة، في الإسلام، تسبق أخوّة النسب!

 

بعض الإخوة بذلوا، ثمّ قطعوا بذلهم، فلهم الشكر! وبعضهم بذلوا، وما زالوا، فلهم الشكر المضاعف ! فأين الآخرون؟ ومتى يشعرون؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل!

 

إخوان سورية