الإخوان المسلمون في سورية

وما زال خطاب التخوين والتهوين مريبا

المقارنات العبثية والتشويشات الطائفية… تضر ولا تنفع
ولا يستفيد من الشغب على الثورة والثوار غير عدو الثورة الأول.
وفي أجيال الثورة المتتابعة سيظل الجيل السابق يدعم اللاحق، ويظل الجيل اللاحق يحيي السابق…
وما ينخرط فيه بعض الأفراد، أو بعض الصفحات ما هو إلا ثرثرات عبثية وأحياناً طفولية، مما لا ينبغي أن يخوض فيه العقلاء.
الثورة السورية واحدة. أو هكذا يجب أن نتمسك بها جميعا. يشترك فيها السوريون جميعا على تعدد خلفياتهم، وتعدد توقيتاتهم أيضا، ردود فعل الظالم المستبد على الثوار في مختلف مناطقهم، محكوم أيضاً يشبكة من العوامل كثيرة الأبعاد، أولها البعد الزمني، وتجربة اثني عشرة عاماً التي خاضها، والمتغيرات الظرفية الدولية والإقليمية، وطريقة تعامل الثوار.. واللحمة المجتمعية التي يواجهها المستبد في أي مدينة أو قرية، ولا ينكر أن يكون للبعد الطائفي سهمه في المعادلة، ولكن من غير الحكمة تغليب هذا البعد على كل الأبعاد..
نعم هناك موقف دولي معمم عبر عنه بكل وقاحة سيرغي لافروف يوم قال: إن من الخطر أن يحكم أهل السنة سورية. وأنهم أي الروس لن يسمحوا بذلك. في ذلك اليوم تصور بعض الثوار السوريين أنهم قادرون على تحدي القرار الروسي الأمريكي الدولي، وتهامس بعض العقلاء هل من سبيل إلى عبور تحت أي راية وطنية مدغمة، تصادر الفيتو الذي أعيى السوريين حتى الآن…
انخراط الأشقاء في جبل العرب بجملتهم في الثورة مكسب للثورة. وتهديد واقع لنظام الاستبداد. والتعامل مع هذا الحراك بحسن الظن، وحسن الفهم، وحسن التوظيف، وبالروح الوطنية الجامعة، هو فعل ثوري راشد وضروري. والاستمرار في التشكيك والغمز واللمز والتهوين، والتشكيك لا يخدم ثورتنا الوطنية جميعا.
وربما آن الأوان لنفهم لماذا اختار الثوار الوطنيون الأوائل: سلطان باشا الأطرش لقيادة الثورة السورية الكبرى. الوطنيون من ذلك الجيل كانوا رجال دولة، وبناة دولة بحق. وكان أفقهم هو الأبعد والأعلى…
ليس مكرا، ولا وصولية، ولا انتهازية، ولا خداعاً ولا مكراً ولا خبابة حين نبسط البساط الوطني ليتسع للجميع، وحين نرفع المظلة الوطنية ليستظل بها الجميع. وهذا فقه قد يقصر عنه بعض الذين لم يلحقوا بالعصر بعد.
ثورة أهلنا في السويداء وفي درعا وفي غوطتي دمشق وفي القلمون وفي حمص وفي اللاذقية وفي حماة وفي إدلب وفي حلب وفي الرقة ودير الزور.. كلها حلقات في سلسلة واحدة، وإن اختلفت توقيتاتها، أو خلفياتها…
وانتصار الثوار في أي منطقة، وعلى أي خلفية، وفي أي توقيت هو انتصار للثورة الكبرى التي ننتمي إليها جميعا . ونسأل الله أن يلهم كل الفئويين الصمت. والقناعة والرضا.
اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشيطان، ومن نفثه وهمسة وثرثرته.

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي، قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين في سورية