زهير سالم
كلما تم تحليل وتشخيص عملي لواقع الثورة السورية، وما يتخبط فيه الآخذون بزمامها من خطايا ومطبات، فرض سؤال نفسه: وما البديل؟
وقبل أن نتحدث عن البديل يجب أن نعترف أن البديل ممكن وقريب صعب وليس بالمستحيل؛ كما يسوق الكثيرون.
وأول الطريق إلى البديل أن تجد هذه الثورة التي ولدت عفوية من ضمير هذه الشعب قائدها. الذي يقول: في وسط الظلمة والربح: أنا لها… أنا لها..
لن نتحدث عن قائد إجماعي ولا جماهيري بعد الهرج الذي عاشه الناس، وإنما يجب أن نتحدث عن القائد الواثق الجاد المبصر يتحرك على الجادة ولو بالقليل من الناس. هذا القائد ليس ملكاً ينزل من السماء ولا يشترط أن يكون فرداً بل… والقصة في وصفه وتحميله المسؤولية تطول؛ ولا يزال محور الشر العالمي يعرفه ويعرف عنوانه ويخافه ويخوف منه في كل مكان.
وأول أعمال هذا القائد أن يستقبل من أمر هذه الثورة ما استدبر الناس فيعود إلى رأس الزاوية فيصلح الخطأ الذي كان هناك.
ثم أن يعيد رسم استراتيجية هذه الثورة على ضوء ما علم من مواقف الأعداء، وأولويات الأصدقاء.
مطلوب من قائد علم ضعف إمكاناته أن يكثفها على إنجاز واحد يكفيه كل الإنجازات فيتوقف فوراً عن كل الأعمال التكميلية التي استنزفت جهود الكثير من الناس.
المطلوب من القائد البديل أن لا يكون مستعجلاً وأن لا يكون يائساً وأن يعيد الثورة إلى سقفها الوطني وإلى سقفها في ظل القانون الدولي وإلى سقفها في ظل منظومة حقوق الإنسان.
وينبغي له أن يكون صاحب مشروع ينتهي برد الأمانة إلى صاحبها مكتفياً بشرف التضحية من أجل قومه وشعبه.
النصر يكمن في إنجاز الهدف الصغير الكبير الذي يختصر المعاناة ويقطع الطريق على المؤامرات والمتآمرين.
رجال مثل هؤلاء هم رواحل الشعوب، وبدور الليالي الحالكة.
كانوا يسمونهم رجال اللحظة الذين يستجيبون بعد أن يمسهم وشعبهم القرح.
واستمد عمرو بن العاص أيام فتحه لمصر عمر بن الخطاب بأربعة آلاف رجل فأمده بأربعة رجال، وكتب إليه: لقد آثرتك بهم على نفسي.